معاليه عبر «إكس»: عطاء يشهد على مسيرة وطن يضع الإنسان أولاً.. رئيس الوزراء يكرم 60 معلماً ومعلمة لمسيرتهم الحافلة بالعطاء

alarab
محليات 06 أكتوبر 2025 , 01:23ص
الدوحة - قنا - علي العفيفي

شهد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الاحتفال باليوم العالمي للمعلم، الذي نظمته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تحت شعار «عطاء يثمر أجيالا» بقاعة المسرح في مقرها الدائم بالقطيفية. وكرم معاليه 60 معلما ومعلمة تقديرا لجهودهم وإخلاصهم في عملهم والتزامهم بإعداد الأجيال خلال مسيرتهم المهنية الحافلة بالعطاء، التي امتدت لأكثر من خمسة وعشرين عاما. حضر الاحتفال سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي وعدد من كبار المسؤولين في الدولة إلى جانب عدد من القيادات التربوية والمعلمين المكرمين.


 وأكد معاليه في منشور عبر حسابه بمنصة «إكس»، أن «تكريم المعلم ليس حدثا عابرا، بل هو احتفاء بركن راسخ من أركان نهضتنا. فبالعلم تُبنى الأوطان، وبالمعلم تُصان القيم، وتُصاغ هوية الأجيال». وأضاف «نؤكد في هذا اليوم أن رسالة المعلم ستبقى خالدة، وأن عطاءه سيظل شاهدًا على مسيرة وطن يضع الإنسان أولًا».

لولوة الخاطر: زيادة قيمة المكافأة التقديرية لتشجيع المعلمين

أكدت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن الاحتفال باليوم العالمي للمعلم الذي يقام هذا العام تحت شعار «عطاء يثمر أجيالا»، يشكل مناسبة لتجديد الالتزام بدعم هذه المهنة النبيلة وتقدير كل من يحمل رسالتها العظيمة.
وقالت سعادتها، في كلمة خلال الاحتفال الذي أقامته الوزارة بهذه المناسبة، إن رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، للاحتفال «تجسد ما توليه دولة قطر من اهتمام وتقدير لمكانة المعلم، بوصفه ركيزة أساسية لنهضة الإنسان وصناعة التنمية والتقدم».
وأضافت سعادتها أن شعار «عطاء يثمر أجيالا» ليس مجرد عبارة ترفع، بل هو حقيقة يجسدها المعلمون والمعلمات يوما بعد يوم، مشيرة إلى أن لكل إنسان في حياته ذكرى لمعلم أو معلمة تركت كلمة صادقة أو توجيها حكيما أو موقفا مخلصا كان له أثر باق في مسيرته، معتبرة أن هذه اللحظات التي قد تبدو عابرة، هي التي تبني الثقة في نفوس الطلاب، وتفتح أمامهم آفاق الأمل، وتغرس فيهم قيم الانتماء والعطاء.
وأكدت أن مهنة التعليم أمانة عظيمة تتحول بجهود المعلمين وتفانيهم إلى إنجازات تسهم في بناء الإنسان وتعزيز المجتمع والنهوض بالوطن وخدمة الإنسانية جمعاء، لافتة إلى أن الاستثمار في برامج التطوير والتدريب المستمر ليس نوعا من الترف، بل ضرورة لمواكبة التغيرات المتسارعة في السياقات المحلية والعالمية.

برامج متقدمة
وأوضحت سعادتها أن الوزارة تعمل باستمرار على تبني أفضل الممارسات الدولية بما يتناسب مع السياق المحلي، موضحة أن أكثر من 20 ألف معلم ومعلمة استفادوا خلال العام الأكاديمي الماضي من برامج تدريبية متقدمة صممت خصيصا لتعزيز الكفاءة المهنية ورفع جودة الممارسات التعليمية.
وأضافت أن من بين هذه البرامج برنامج قادة الابتكار الذي يفتح آفاقا جديدة للتجديد في أساليب التعليم، وبرنامج بداية موفقة، الذي يدعم المعلمين الجدد في عامهم الأول ويمكنهم من الاندماج السلس في البيئة التعليمية، فضلا عن برنامج «تمهين» الذي يستقطب الكفاءات الوطنية الشابة للانخراط في ميدان التدريس، وبرنامج «خبرات» الذي يبتعث المعلمين إلى الخارج لاكتساب خبرات تعليمية رائدة، وبرنامج «طموح للابتعاث» الذي تجاوز عدد خريجيه 1650 خريجا وخريجة، فيما يواصل أكثر من 1100 طالب وطالبة دراستهم ضمن بعثاتهم.
وأعلنت سعادتها أنه تم هذا العام قبول 160 طالبا وطالبة في برنامج «طموح»، من بينهم 102 من الذكور، مشيرة إلى أن ذلك يعكس نجاح السياسات التحفيزية التي تبنتها الوزارة لتعزيز جاذبية مهنة التعليم واستقطاب الشباب القطريين إليها.
وأوضحت أن الوزارة تواصل توسيع تعاونها الخارجي مع مؤسسات أكاديمية وتربوية رائدة في المنطقة والعالم، في إطار تبادل الخبرات وتوسيع آفاق المعرفة، بما يدعم برامج تأهيل المعلمين وتطوير التعليم في مختلف المجالات، لا سيما التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، لتمكين المعلم من أدوات تعليمية متطورة وتزويد الطلبة بتجربة تعليمية متجددة تعمق معارفهم وتوسع مداركهم وتؤهلهم للريادة في عالم متسارع التغير.
التزام إستراتيجي
وأكدت سعادتها أن هذه الجهود المتنوعة تعبر عن التزام استراتيجي ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030، ويترجم أولويات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة التي جعلت من تنمية رأس المال البشري الركيزة الأولى لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، ومجتمع واثق بذاته قادر على المنافسة والإسهام الفاعل في مسيرة التقدم.
وأشارت إلى أن الوزارة تعمل حاليا من خلال لجنة متخصصة على دراسة واقع بيئة عمل المعلمين وتشخيص التحديات التي يواجهونها، وصولا إلى حلول عملية تسهم في تخفيف الأعباء الإدارية ودعم الأنظمة التعليمية، مؤكدة أن الهدف هو توفير بيئة مهنية محفزة تتيح للمعلم التركيز على رسالته الأساسية المتمثلة في التعليم والإبداع والعطاء.
وأضافت أن مهنة التعليم، رغم سموها، تعد من أصعب المهن وأعظمها مسؤولية، مشددة على أن شغف المعلم ودافعيته الداخلية تحتاج إلى دعم ورعاية وتشجيع للنمو والاستمرار، مؤكدة أنه من هذا المنطلق رفعت الوزارة قيمة المكافأة التقديرية هذا العام، وأضيفت فئات جديدة لتكريم المعلمين في مختلف مراحل عطائهم.
واختتمت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر كلمتها بتوجيه التهنئة للمعلمين والمعلمات المكرمين، الذين جسدوا القدوة والإخلاص والعطاء، كما توجهت بالشكر والتقدير إلى جميع المعلمين والمعلمات في مدارس الدولة على ما يبذلونه من جهود مخلصة تسهم في بناء الأجيال وغرس الأمل وصناعة المستقبل.

تكريم فئات جديدة من القطريين لأول مرة

شهد الاحتفال باليوم العالمي للمعلم، أمس الأحد، تكريم فئات جديدة لأول مرة هذا العام من المعلمين القطريين في فئة الرجال ممن أمضوا خمس سنوات، وعشر سنوات، وخمس عشرة سنة، وعشرين سنة في ميدان التعليم، تقديرا لعطائهم المتواصل وتشجيعًا لمسيرتهم المهنية، وذلك بخلاف المعتاد بتكريم من قضوا أكثر من خمس وعشرين سنة.
وأطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أيضا تزامنا مع الاحتفال الرسمي، مبادرات رمزية وميدانية، أبرزها حملة «المعلّم هو الطريق» التي زيّنت الجسور الرئيسية في الدولة بلوحاتٍ تحمل رسائل ملهمة عن أثر المعلّم باعتباره الطريق الممهَّد لكل المهن، إلى جانب بادرة إهداء وردة رمزية لجميع المعلّمين والمعلّمات في المدارس ورياض الأطفال، والتي جرى تنفيذها بالتنسيق مع شركة “رفيق”، تعبيرًا عن الوفاء والامتنان لعطائهم.
كما شهدت المدارس الحكومية فعالياتٍ متنوعة بهذه المناسبة، تضمنت فقراتٍ طلابيةً إبداعية، ورسائل شكر، وأنشطةً تربويةً تُبرز دور المعلّم في بناء القيم وصناعة المستقبل.
ويأتي هذا الاحتفال تزامنًا مع اليوم العالمي للمعلّمين الذي يُصادف الخامس من أكتوبر من كل عام، والذي تنظمه اليونسكو هذا العام تحت شعار: «إعادة صياغة مهنة التعليم كمهنة قائمة على التعاون».

عمر الحرمي.. من الهندسة الميكانيكية إلى شغف التدريس

استعرضت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، خلال احتفالها باليوم العالمي للمعلم، قصة المعلّم عمر جابر الحرمي الذي اختار طريق التعليم بعد أن بدأ مسيرته مهندسا، ليؤكد أن التعليم ليس وظيفة فحسب، بل رسالة خالدة وأثر يمتد عبر الأجيال. وجسد الفيلم الذي عرضته الوزارة حكاية المعلّم الحرمي، الذي تفرغ للتدريس بدافع الشغف والإيمان بدور المعلم في بناء الإنسان، حيث جاءت القصة لتبرز القيمة الإنسانية والمجتمعية لمهنة التعليم، باعتبارها عملاً يُصاغ بالعطاء والتفاني لا بالمردود المادي.
وخلال المشاهد التمثيلية، عرضت مواقف يومية تعكس تفاعل المعلم مع طلابه، إذ ظهر وهو يحثّهم على التعاون والتسامح وحل الخلافات بالحوار، مؤكدا أن بعض الطلبة قد يفتقدون الأخ الأكبر في حياتهم، وأن واجبه كمعلم أن يكون لهم هذا الأخ والنموذج. وأكد الحرمي في حديثه خلال الفيلم أن كل إنسان في حياته معلم ترك بصمة لا تُنسى، مضيفا: «حلمي أن أكون ذلك المعلم الذي يترك في نفوس طلابه أثرا طيبا لا يزول». وتضمن الفيلم جانبا من حياة عمر أثناء حضوره حفل زفاف أحد الأصدقاء وبعدها تناول الطعام مع الأسرة الذين تباهى أمامهم بالنتائج المميزة لطلابه في المدرسة.  ويرد المعلم عمر على أحد أصدقائه حول سبب حبه لمهنة التدريس، قائلا «في حياة كل واحد فينا كان في معلم، أخد وظيفته كرسالة وأمانة وترك في النفس بصمة خير ما تتنسي طول العمر، وحلمي أنا أكون هذا المعلم».  وتخرج عمر الحرمي في تخصص الهندسة الميكانيكية بجامعة هدرسفيلد البريطانية، وعمل بعد تخرجه في عام 2019 بشركة قطر للبتروكيماويات، ولشغفه بالتعليم حول مساره المهني وأصبح معلما للرياضيات في عام 2022، ولا يزال معلما حتى اليوم.

مكرّمــــون: التعليـــم رسالـــــة خالــــــدة وأثـــــر يمتـــــد عبــــر الأجيـــــال

أكد معلمون مكرّمون في الاحتفال الذي نظمته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، أن مهنة التعليم سوف تظل من أنبل المهن، لأنها تبني الإنسان وتصنع مستقبل الوطن.
وأعرب المعلمون في تصريحات لـ»العرب»، عن شكرهم وامتنانهم للوزارة على مبادرتها في تكريم الكوادر التربوية، مشددين على أن التعليم ليس وظيفة، بل رسالة سامية تتطلّب الإخلاص والصبر والتفاني.
وأضافوا أن أثر المعلم يبقى خالدا في نفوس طلابه جيلا بعد جيل، داعين الشباب القطري إلى الالتحاق بميدان التعليم، والمشاركة في صناعة نهضة الوطن من داخل الفصول الدراسية.
وعبّر الأستاذ عبد الخالق أحمد، منسق التربية الإسلامية، عن امتنانه لتكريمه في يوم المعلم، موضحا أن مهنة التعليم تحتاج إلى صبر وتفانٍ، لكنها من أكثر المهن نبلا، لأن المعلم يترك أثرا خالدا في نفوس طلابه.
وأكد عبدالخالق أن المعلمين في قطر يحظون بدعم كبير من الدولة مما يسهّل أداء رسالتهم بأفضل صورة، موجها رسالة إلى الشباب القطري بأهمية الالتحاق بمهنة التعليم لأنها تمثل أساس بناء الإنسان، مشددًا على أن من يعمل في هذا الميدان بإخلاص يجد أثر عمله ممتدًا في أجيال متعاقبة تخدم الوطن بعلمها وأخلاقها.
فيما عبّر المعلم محمد أحمد الحرم، الذي يعمل في المعهد الديني منذ عشر سنوات، عن شكره وتقديره لوزارة التربية على مبادرة تكريم المعلمين في يومهم، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعكس اهتمام الدولة بالعلم وأهله. 
وأوضح أن التكريم يشكل حافزًا معنويًا كبيرًا لمواصلة الرسالة التربوية بروح جديدة من العطاء، مشيرا إلى أنه يقوم بتدريس مواد التوحيد والقرآن الكريم، ويعتبر مهنته شرفًا عظيمًا لأنها ترتبط بتعليم كتاب الله ونشر قيم الإسلام السمحة. 
وأكد أن مهنة التعليم في جوهرها عبادة ورسالة، وأن من يعمل فيها بإخلاص يترك أثرًا طيبًا في نفوس طلابه.
ووجّه الحرم رسالة إلى الجيل الجديد من المعلمين قائلاً إن التعليم يحتاج إلى نية صادقة واحتساب للأجر، داعيًا إياهم إلى الاقتداء بالأنبياء والعلماء في أداء رسالتهم بإخلاص وتواضع. من جانبه، أعرب الأستاذ خالد سعد، معلم المحاسبة في إدارة الأعمال، عن سعادته الغامرة بتكريمه في يوم المعلم بعد مسيرة حافلة تجاوزت 42 عامًا في التعليم، منها 35 عاما في قطر، مشيرا إلى أن هذا التكريم يحمل رمزية كبيرة لكل من أفنى عمره في تنشئة الأجيال.  وأكد أن الوزارة بهذا التكريم تُرسّخ ثقافة الوفاء والعرفان لمعلمي الوطن الذين قدموا عصارة خبرتهم في بناء الإنسان.
وأوضح سعد أن مهنة التعليم ليست مجرد عمل يومي، بل هي رسالة تتطلب صبرًا وجهدًا وتفانيًا في أداء الواجب، معتبرًا أن تقدير المجتمع للمعلم هو أسمى مكافأة يمكن أن ينالها. وأضاف أن التكريم لا يخصه وحده، بل يشمل جميع زملائه المعلمين الذين يبذلون جهودًا مخلصة في الميدان التربوي.
ووجّه سعد رسالة للمعلمين الشباب قائلاً إن طريق التعليم حافل بالتحديات، لكن عوائده المعنوية لا تُقارن، داعيًا إياهم إلى أداء رسالتهم بإخلاص، لأن كل طالب ناجح هو امتداد لجهود معلمه.
فيما اعتبر المعلم محمود أحمد زكي، معلم التربية البدنية، أن التكريم هو تقدير لكل معلم مخلص يسهم في بناء جيل متوازن في فكره وجسده وأخلاقه، مشيدا باهتمام الدولة بالتعليم وتطوير المناهج وتوفير بيئة تعليمية حديثة تواكب متطلبات المستقبل.
وأكد زكي أن مهنة التعليم ليست مهنة اعتيادية بل رسالة سامية، لأن المعلمين هم ورثة الأنبياء، يحملون أمانة بناء العقول وتوجيه الأجيال نحو الإبداع والمسؤولية، مضيفا أن الدور الذي يؤديه المعلم في قطر هو ركيزة أساسية في تحقيق رؤية الدولة الطموحة للتنمية البشرية.
ووجّه زكي رسالة إلى طلابه والأجيال القادمة قائلاً إن مستقبل الوطن بأيديهم، وإن تحقيق النهضة الوطنية يبدأ من الفصول الدراسية، داعيًا إياهم إلى الاجتهاد والإيمان بأن العلم هو السبيل إلى التقدم والتميز.
كما قال المعلّم حمد علي النعمة من مدرسة أم القرى الابتدائية للبنين، نيابة عن المعلمين المكرمين، إن شغفه بالفنون كان الدافع الأول للالتحاق بمهنة التدريس، مضيفا أنه «مع مرور السنوات اكتشفت أن مهنة التدريس ليست مجرد وظيفة، بل هي رسالة وصناعة أثر». 
واعتبر النعمة أن التدريس جعله يشعر بأن له دورا مؤثرا في المجتمع بالإضافة إلى التعرف على طلاب واعدين وموهوبين لديهم القدرة على رسم مستقبل قطر، مؤكدا أن «التحديات في هذه المهنة كانت حافزا، وأن الإيمان بالرسالة هو الذي يحفزنا على مواصلة العطاء».
وأضاف أن رؤية طلابه يعبرون عن مشاعرهم بأناملهم وبلغة الفن في يوم المعلم أشعر بالسعادة والفخر بأنهم ردوا إليَّ الجميل، مؤكدا أن التكريم حافز لكل من في الميدان التربوي لمواصلة العطاء حتى يأتي اليوم الذي يعتلون فيه منصة التكريم لمشاركة قصة عطائهم وتفانيهم.