

دور مهم للإعلام في توعية وتثقيف الناخبين ببرامج المرشحين
الناخب ذكي وقادر على فرز المرشحين وفقا للكفاءة وليس العاطفة
دور عضو المجلس مكمل للسلطة التنفيذية وليس مُعطلاً
تجربة المرأة في المجلس السابق كانت قوية والعضوات شاركن بفاعلية
قدم الأستاذ سعد بن محمد الرميحي، رئيس المركز القطري للصحافة، رؤية إعلامية لأول انتخابات تشريعية في البلاد المقرر إجراؤها في الثاني من أكتوبر المقبل، واستعرض معايير المفاضلة بين المرشحين، وضرورة تنحية «العاطفة الانتخابية» لصالح المنفعة العامة والمصلحة الوطنية.

تناول الرميحي خلال مقابلة مع برنامج «انتخابات مجلس الشورى» على تلفزيون قطر، رؤية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني -أطال الله عمره- عندما تولى مقاليد الحكم عام 1995، ونظرته الاستشرافية لتحديث المجتمع وتأسيس مرحلة جديدة من مسيرة العمل التشريعي والانتخاب النيابي، مسترشدا بتجارب دول غربية متقدمة خصوصاً في مجالات مثل التعليم، وتطوير خدمات الرعاية الصحية، والتأمين الصحي، ومحاربة الفساد، وتمكين المواطنين من اختيار من يمثلهم في المجلس البلدي تمهيدا لاختيار من يمثلهم في مجلس الشورى، وأصبحت قطر أول بلد خليجي يلغي وزارة الإعلام، وكانت أول بلد خليجي يعتمد يومي الجمعة والسبت إجازة أسبوعية، وكذلك أول بلد خليجي يطلق قناة فضائية تنساب فيها المعلومات والآراء لترسم الفارق بين سلطة الإعلام وإعلام السلطة.
سلطة رقابية
واستعرض الرميحي شواهد من النهضة القطرية في حقب زمنية ومراحل هامة في تاريخ قطر السياسي، حيث توالت القرارات والرؤى الجديدة وصولاً إلى إصدار القرار الأميري رقم (11) لسنة 1999 بتشكيل لجنة إعداد الدستور الدائم لدولة قطر، والذي تمت الموافقة عليه بأغلبية ساحقة في استفتاء عام جرى في 29 أبريل 2003، وكذلك الإعداد لانتخابات المجلس البلدي، تمهيداً لإجراء الانتخابات البرلمانية التي نعيش أجواءها الآن..
وأكد الرميحي أن المجالس النيابية المنتخبة في الغالب هي ثمرة نضال الشعوب، وقد ظهرت بعد حرب الخليج أصوات خليجية تنادي بحق إنشاء برلمان وبرزت مذكرات على شكل نصائح في عدد من الدول الخليجية بضرورة إنشاء مجالس نيابية منتخبة لديها سلطة رقابية على أداء الحكومة.
واعتبر أن المشاركة الشعبية يجب أن تتوازن مع متطلبات التنمية والأمن، مع التأكيد على فضائل هذه المشاركة في دعم المساواة في الحقوق والواجبات والفرص لجميع المواطنين، مضيفا أن هناك حماسا منقطع النظير من قبل المواطنين للمشاركة في هذه الانتخابات وهذا أمر طيب، ومقابل هذا الحماس يجب على المرشح الذي يصل لمجلس الشورى أن يكون أداؤه جيدا ويمتلك وعيا بأن عضويته في مجلس الشورى ليس للصدام وإنما لدعم مسيرة التنمية في البلاد.
وأشار إلى أن دور عضو الشورى المنتخب مكمل للسلطة التنفيذية وليس معطلا لها، وأن العضو المنتخب دوره دعم الوزراء والمسؤولين والشد من أزرهم من أجل استمرار مسيرة التنمية، مشددا على أنه يجب عليه أن يقوم بهذا الدور بعيدا عن القصد بالتهجم على الوزراء والمسؤولين بسبب المصالح الشخصية.
وأكد الرميحي أن المجتمع القطري هو مجتمع متصالح مع نفسه ومع دولته ومع مؤسساته ويخلو من عوامل تشكل الصراعات أو المعارضات أو تكوين الأفكار المتطرفة لأنه قائم على دعامات العدل والتآلف ومكارم الأخلاق.
وشدد الرميحي على مدى التأثير الذي تضطلع به وسائل الإعلام الحديثة في تشكيل وعي الناخبين، مؤكدا دور الإعلام الرقمي خاصة في رسم قناعات الناخب والتأثير على اختياراته في ظل استحواذها على اهتمام قطاعات واسعة من المجتمع.
وأضاف إن الإعلام له دور مهم في توعية وتثقيف الناخبين والتعريف بالمرشحين بعد إعلان الكشوف النهائية عبر التعريف ببرامجهم الانتخابيّة وأفكارهم ورؤاهم، منوها بذكاء الناخب وقدرته على فرز المرشحين من خلال اطلاعه على رؤاهم وبرامجهم الانتخابية، وإن كان لما أسماه العاطفة الانتخابية، دور أكيد في اختيار المرشحين، خصوصا في التجارب الأولى.
وذكر أن التجربة والخبرة التراكمية التي يكتسبها المجتمع كفيلة بتنحية العاطفة جانبا لصالح معايير الخبرة والكفاءة والقدرة على حمل المسؤولية، مضيفا إنه سيمنح صوته لأحد المرشحين الذي يمتلك كفاءة عالية.
حول التواجد النسائي، عبر رئيس المركز القطري للصحافة عن تمنياته بأن يكون للمرأة دور في مجلس الشورى المنتخب، قائلا إن التجربة الأخيرة التي أقدم عليها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، حفظه الله، في مجلس الشورى 2017 عندما تم تعيين 4 سيدات فاضلات في المجلس كانت هذه التجربة جميلة وساهمت في دعم المرأة القطرية، مضيفا «وجودها في المجلس مهم وأنا أتمنى أن تفوز مرشحة أو اثنتان في الانتخابات المقبلة وإذا لم تفز في الانتخابات أتمنى أن يكون لديها نصيب في الـ 15 عضوا المعينين ويكون لها نصيب في عضوية مجلس الشورى فالمرأة مهمة جدا والسيدات اللائي دخلن المجلس السابق كان لهن دور وأفكارهن نيرة وجميلة وأطروحاتهن كانت جميلة وشاركن بفاعلية وهذا أمر طبيعي في بلدهن وكلهن متعلمات، وأنا على ثقة بأن القيادة سوف تولي هذا الأمر جل اهتمامها.
وأشاد الرميحي بالمكتسبات التي حققتها المرأة القطرية وتجسدت في تحصيل علمي وأكاديمي مكّنها من إثبات حضورها في مختلف المواقع الحيوية التي شغلتها، ورفعَ مستوى مشاركتها في كل مجالات التنمية في الدولة، بما فيها عضوية مجلس الشورى، منوهاً بتفعيل حضورها في مختلف المجالات وتعزيز دورها المنشود في بناء دولة قطر الحديثة.
وأكد أن المرأة القطرية أثبتت على الدوام جدارتها في كل المجالات للمساهمة بفاعلية كبيرة في مسيرة التنمية إلى جانب الرجل باذلة كل أوجه العطاء في سبيل تحقيق الإنجازات التي تحققها الدولة على كل الأصعدة والميادين.
وقال الرميحي إن العملية الانتخابية اتسمت بالحماس المجتمعي الكبير، استعدادا للمشاركة في اختيار الناخبين، وهذا شيء طيب، وهو ما يستدعي وجوب أداء جيد داخل هذا المجلس من العضو المنتخب ووجوب إدراك المسؤولية الملقاة على عاتقه، داعيا الأعضاء الى تنحية المصالح الشخصية، والترفع عن ممارسات الشخصنة في اثارة القضايا أو مناقشة المواضيع المدرجة على جدول اعمال المجلس، وكذلك عدم التصادم مع اعمال الهيئة التنفيذية بل التكامل في اداء المسؤوليات، وممارسة المهام التي حددها القانون.
وأشاد الرميحي بالوعي الذي اظهره المجتمع القطري، معتبرا ان الواقع التعليمي أثمر مخرجات قوية تجسدت في العديد من الشواهد، حيث تمكّن الشباب القطري من اثبات حضوره في مختلف المواقع الحيوية التي يشغلها، وتعزيز دوره المنشود في بناء دولة قطر الحديثة.