

في خطوة تعكس عمق الروابط الأخوية والإنسانية بين دولة قطر وجمهورية السنغال، افتتحت قطر الخيرية عددًا من المشاريع التنموية، كما وقّعت اتفاقية إطارية للتعاون مع وزارة الأسرة والتضامن السنغالية، وذلك في إطار زيارة رسمية قام بها وفد رفيع المستوى من قطر الخيرية برئاسة الرئيس التنفيذي السيد يوسف بن أحمد الكواري.
وشهدت الزيارة افتتاح مسجد وبئر في ثواب الدكتور ربيعة بن صباح الكواري في قرية صيو، بمنطقة نغوغوم في محافظة بَامْبِيْ السنغالية، وذلك بحضور عدد من ممثلي المجتمع المحلي، ووفد قطر الخيرية الذي يضم نجله السيد صباح بن ربيعة الكواري.
وقد بُني المسجد على مساحة تبلغ 400 متر مربع، ويتسع لأكثر من 460 مصلّيا، وقد تم تجهيزه بكافة المرافق الأساسية التي تلبي احتياجات العباد وتخدم المجتمع المحلي، ليغدو منارةً للعلم والعبادة، ومركزًا لتعزيز الروابط الاجتماعية وترسيخ القيم السمحة، بما يسهم في نشر ثقافة التسامح والتعايش.
أما مشروع البئر المزود بمضخة وخزان مياه، فقد جاء استجابة لحاجة الأهالي لتوفير مياه شرب نظيفة وآمنة، حيث يُنتظر أن يسهم في تحسين أوضاعهم الصحية والمعيشية، وتخفيف معاناتهم اليومية في البحث عن المياه، وخفض الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة وتعزيز الوعي الصحي والنظافة الشخصية. ويهدف المشروع إلى توفير مصدر دائم للمياه النقية لنحو 5000 شخص.
وفي كلمة له في افتتاح المشاريع التنموية قال السيد يوسف الكواري، الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية: «يشرفنا افتتاح المسجد والبئر ضمن جهود قطر الخيرية لتحسين الحياة وتعزيز التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية، حيث يمثل هذا الافتتاح رسالة ود وصداقة بين الشعبين القطري والسنغالي.» كما نوه بأن المسجد يمثل المسجد منارة للعلم والتعاون الاجتماعي، في حين يسهم البئر في توفير المياه النظيفة التي هي أساس الصحة والحياة، متقدما بجزيل الشكر والامتنان لكل من ساهم في تنفيذ هذه المشاريع التنموية التي تمثل خطوة نحو التنمية المستدامة.
كما شارك الوفد في مراسم توقيع اتفاقية إطارية مع وزارة الأسرة والتضامن السنغالية، حيث وقعها عن قطر الخيرية السيد يوسف بن أحمد الكواري، الرئيس التنفيذي للجمعية، بينما وقعتها عن الوزارة، السيدة مَيْمُونَهْ دجِيْ، معالي وزيرة الأسرة والتضامن السنغالية، بحضور سعادة السيد يوسف بن شعبان السّادة سفير دولة قطر لدى جمهورية السنغال، حيث تهدف الاتفاقية إلى وضع إطار للتعاون الإنساني والتنموي في مجالات متعددة، بما يتماشى مع اختصاصات الوزارة، ويعزز من جودة البرامج والمشاريع المنفذة في البلاد.
وأكدت الوزيرة في كلمتها أن هذه الاتفاقية هي خطوة رئيسية في الالتزام المشترك بين الدولتين الشقيقتين بالتنمية والتعاون المتبادل، كما رحبت بالتزام واستعداد قطر الخيرية للعمل على دعم المجتمعات الهشة في السنغال، وتوفير المزيد من الفرص للنساء والشباب والأطفال المحرومين اجتماعيا، منوهة بأن هذه الشراكة تتماشى تماما مع جدول أعمال التحول الوطني، الذي يهدف إلى بناء السنغال ذات سيادة وعادلة ومزدهرة بحلول عام 2050.
وبدوره، عبّر السيد الكواري عن اعتزازه بالعلاقات القوية التي تربط قطر بالسنغال، مؤكدًا حرص قطر الخيرية على مواصلة العمل بالتنسيق مع الجهات الرسمية في السنغال لضمان تنفيذ مشاريع نوعية وفعالة، بما يخدم أهداف التنمية ويستجيب لأولويات المجتمعات المحلية. وشكر حكومة السنغال على دعمها، متطلعا إلى مزيد من التعاون لخدمة الأهداف المشتركة.