يبذل الفريق الوطني بمؤسسة حمد الطبية للحد من الإصابة بالخرف، جهوداً كبيرة لرفع مستوى وعي الجمهور بعوامل الخطر القابلة للتغيير، التي تزيد من فرص الإصابة ببعض أشكال الخرف في وقت لاحق من العمر.
أظهر تقرير لجنة لانسيت «LANCET» لعام 2020 حول الوقاية من الخرف ومجالات التدخل الطبي والرعاية لمرضى الخرف، أنه يمكن خفض أعداد حالات الخرف حول العالم بنسبة 40 % في حال التمكن من تقليل 12 عاملاً أو مسبباً لخطر الإصابة بالمرض.
تشمل هذه المسببات: فقدان السمع، حدوث إصابة كبيرة في الدماغ، ارتفاع ضغط الدم، الإصابة بالسكري والسمنة في متوسط العمر، والتدخين، والإصابة بالاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، والخمول الجسدي، وتناول الكحول، وتلوث الهواء، إلى جانب نقص التعليم في مقتبل العمر.
وقالت الدكتورة هنادي الحمد، قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة ورئيس قسم أمراض الشيخوخة والرعاية المطولة بمؤسسة حمد الطبية: «نعمل بالمشاركة مع خبراء الطب في المجالات المختلفة للتشجيع على اتباع أفضل الممارسات الدولية التي تستهدف عوامل الخطر المتعلقة بصحة الدماغ».
وأضافت: «أن محدودية التعليم يظهر تأثيرها على المخزون الإدراكي، خاصة من حيث مرونة العقل في التعامل مع تلف الدماغ، وأن عوامل الخطر في منتصف العمر وما بعده تؤثر على المخزون الفكري، وتؤدي إلى تغيرات في الدماغ تقود إلى الإصابة بأعراض الخرف»، لافتة إلى أن بعض عوامل الخطر لا يمكن تعديلها، مثل العمر والتاريخ العائلي للإصابة بالمرض، ولكن بعض العوامل الأخرى يمكن تعديلها لتحسين نوعية الحياة عند التقدم في السن».
وأضافت: «يحتاج الأشخاص الأصغر سناً لإدراك أن عادات أنماط الحياة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة في المراحل المتقدمة، بما فيها صحة الدماغ، ونهدف إلى رفع مستوى الوعي بعوامل الخطر القابلة للتعديل، وتشجيع الاهتمام بالصحة والممارسات الصحية للبالغين، خاصة في منتصف العمر لتحفيز التقدم الصحي بالعمر».
وأشار الدكتور باهسكاران، استشاري طب الشيخوخة في مؤسسة حمد الطبية، إلى أن الدراسات البحثية المختلفة خلصت إلى أن هناك أدلة مقنعة على أن النشاط البدني عامل مهم في الوقاية من جميع أنواع الخرف، مثل مرض ألزهايمر.
وذكرت الدكتورة نورة الكعبي، استشاري طب المجتمع والقائد الطبي لعيادة المعافاة لكبار السن بمركز قطر لإعادة التأهيل، أن التشخيص المبكر والعلاج يعتبران في غاية الأهمية للحصول على نتائج صحية في المستقبل.