تترقب الجماهير انطلاق مباراة نهائي كأس أمم أفريقيا، والذي سيجمع المنتخب المصري مع نظيره السنغالي في لقاء يحدد بطلا جديدا للقارة السمراء وينتزع اللقب من المنتخب الجزائري المتوج بكأس الأمم الأفريقية في عام 2019 في البطولة التي أقيمت في مصر. وسيشهد النهائي صداما مثيرا بين ثنائي من بين الأقوى هجوميا بالعالم في نهائي اليوم حين يقود محمد صلاح مصر ضد زميله ساديو ماني ملهم السنغال. ويلعب مهاجما ليفربول، اللذان يشكلان سويا قوة ضاربة في النادي الإنجليزي، دورين بارزين مع بلادهما إذ تتطلع مصر لتعزيز رقمها القياسي بتحقيق اللقب الثامن بالبطولة بينما تبحث السنغال عن لقبها الأول. ولا يخفي صلاح رغبته القوية في تحقيق لقب مع مصر بعد محاولات غير ناجحة بينما بدا ماني متحمسا ومبتهجا في مؤتمر صحفي عقب الفوز في قبل النهائي.وكانت السنغال، المصنفة الأولى في أفريقيا، ضمن المرشحين لتحقيق اللقب قبل البطولة وتخطت بداية بطيئة لتبلغ النهائي للمرة الثالثة. وأحرزت السنغال، التي خسرت نهائي النسخة الماضية أمام الجزائر، هدفا واحدا فقط في الدور الأول لكنها احتلت صدارة المجموعة وأظهرت فاعلية أمام منافسيها في أدوار خروج المغلوب. افتقدت السنغال جهود القائد كاليدو كوليبالي والحارس إدوار مندي في بداية البطولة أثناء تعافيهما من عدوى كوفيد-19.لكن طريقها إلى النهائي كان أسهل بكثير من مصر التي خسرت مباراتها الافتتاحية بالمجموعة أمام نيجيريا وتعرضت لانتقادات لاذعة من جماهيرها بسبب العروض المبكرة.
لكنها اكتسبت قوة دفع بالفوز بركلات الترجيح على ساحل العاج في دور 16 ثم التغلب 2-1 على المغرب بعد وقت إضافي في دور الثمانية قبل أن تطيح بالكاميرون صاحبة الضيافة بركلات الترجيح مجددا في قبل النهائي.
وكانت مصر وصيفة بطلة 2017 في وجود صلاح وتريزيجيه بالتشكيلة بينما حققت آخر ألقابها السبعة في 2010.
وستخوض النهائي بدون مدربها كارلوس كيروش الذي تعرض للطرد بسبب الاحتجاجات المتكررة خارج الخطوط في قبل النهائي كما أُجبر مساعده روجر دي سا على الجلوس بالمدرجات عقب إيقافه أربع مباريات بسبب مشاجرة بنفق غرف الملابس عقب الفوز على المغرب. وسيحظى الفائز بدفعة معنوية قبل تجدد اللقاء بين المنتخبين في الدور الفاصل بتصفيات كأس العالم في قطر في مارس المقبل.
سيسي: نأمل وقوف الحظ بجانبنا
يتطلع أليو سيسي مدرب السنغال لوضع خيبة الأمل في مباراتين نهائيتين بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم خلف ظهره وانتزاع اللقب أخيرا في المحاولة الثالثة عندما يلعب منتخب بلاده ضد مصر في النهائي اليوم في ياوندي.
وكان المدرب البالغ عمره 45 عاما قائدا للسنغال في نهائي 2002 لكنه أهدر ركلة الترجيح الحاسمة في الخسارة أمام الكاميرون وبعد ذلك بعدة أشهر قاد الفريق إلى دور الثمانية بكأس العالم في اليابان وكوريا الجنوبية. وتولى سيسي تدريب السنغال وقادها إلى نهائي كأس الأمم في 2019 لكنه خسر 1-صفر أمام الجزائر في القاهرة. ولم تبلغ السنغال نهائي كأس الأمم سوى في هاتين المرتين رغم أن ظهورها الأول في البطولة يعود إلى 1965. ويعد سيسي واحدا من المدربين الأطول بقاء مع منتخباتهم في الكرة الأفريقية حيث تولى تدريب السنغال في 2015 وقادها إلى نهائيات كأس الأمم في جميع النسخ منذ ذلك الحين بالإضافة إلى كأس العالم 2018 في روسيا. كما يعتبر سيسي نموذجا للاتجاه المتزايد بالاعتماد على مدربين محليين في أفريقيا لكن الأمور لم تكن سهلة دوما لمدافع باريس سان جيرمان وبرمنجهام سيتي وبورتسموث السابق.
وقال ساديو ماني بعد فوز السنغال 3-1 على بوركينا فاسو في قبل النهائي يوم الأربعاء الماضي «أعتقد أنه يستحق كل هذا النجاح لأنني لم أر مدربا تعرض لانتقادات مثله في حياتي ورغم ذلك لا يستسلم. نود تحقيق اللقب من أجل بلادنا ولأجله لأنه يستحق ذلك بعد كل ما قدمه كلاعب والآن كمدرب». وقاد سيسي السنغال لصدارة تصنيف المنتخبات الأفريقية لكن رغم وجود لاعبين مثل ماني وكاليدو كوليبالي والحارس إدوار مندي لم يفز الفريق بلقب.وقال سيسي «أملك مجموعة استثنائية لا تقهر. أعمل مع هذا الفريق منذ ستة أعوام ولأول مرة أملك مجموعة مثل هذه من الناحية الذهنية. اللاعبون يستحقون اللقب حقا».
كيروش يدير المباراة عن بُعد
خاض كارلوس كيروش مدرب مصر مسيرة طويلة لكنه سيغيب عن مقاعد البدلاء في مباراة قد تشهد لحظة تتويج في مسيرته في عالم التدريب عند إقامة نهائي كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم اليوم. ونال كيروش بطاقة حمراء خلال فوز مصر على الكاميرون صاحبة الأرض في الدور قبل النهائي، وتعرض المدرب البالغ عمره 68 عاما للإيقاف في مباراتين، وسيضطر للجلوس في المدرجات خلال النهائي ضد السنغال في ياوندي، وسيدير المباراة عن بعد. ويتولى كيروش، الذي ولد في موزامبيق عندما كانت مستعمرة برتغالية، تدريب مصر منذ سبتمبر الماضي، لكنه ترك بصمة سريعة بعد بداية متواضعة للفريق في كأس الأمم.وأطاحت مصر بالكاميرون بركلات الترجيح بعد صراع بدني قوي يوم الخميس الماضي، لكنه نال بطاقة حمراء بسبب احتجاجه على الحكم بكاري جاساما، وكان المدرب منفعلا من البداية. وقال كيروش عقب المباراة إن جاساما كان متحفزا ضد مصر قبل حتى انطلاق المسابقة، وانتقد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) قرار إسناد المباراة لهذا الحكم. وكان الاتحاد المصري أعلن قبل اللقاء أنه تقدم باحتجاج على تعيينه. وقال كيروش «الكاف لا يحترم مصر فيما يتعلق بجدول المباريات وجودة الملاعب.. لعبنا على أسوأ الملاعب. نحن مصر».
وقاد كيروش، الذي كان مساعدا لأليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد ثم تولى تدريب ريال مدريد، منتخب البرتغال في كأس العالم 2010 بينما كان مدربا لإيران في كأس العالم في 2014 و2018. وهذه المشاركة الثانية لكيروش في كأس الأمم الأفريقية بعدما وصل إلى دور الثمانية مع جنوب أفريقيا في مالي منذ 20 عاما. وخسر كيروش قبل نهائي كأس آسيا 2019 مع إيران.
الجنوب أفريقي فيكتور غوميز يدير النهائي
أسندت لجنة الحكام في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف»، مهمة إدارة مباراة مصر والسنغال في نهائي بطولة كأس أمم أفريقيا، للجنوب أفريقي فيكتور غوميز. وسيتولى جوميز (39 عاما) إدارة المباراة النهائية بمساعدة مواطنه، زخاري سويلا، وتاني سورو من ليسوتو، في حين سيكون جان جاك ندالا من الكونغو الديمقراطية حكما رابعا، بينما سيشرف على تقنية الفيديو «VAR» الحكمان المغربيان عادل زوراق بشرى وزكريا برنس.