

واصل منتخب فرنسا حملة الدفاع عن لقب كأس العالم، بالفوز على بولندا بثلاثية لهدف، أمس، ليتأهل الديوك لدور الثمانية.
سجل أوليفييه جيرو وكيليان مبابي «ثنائية» في الدقائق 44 و74 و91 بينما سجل روبرت ليفاندوفسكي هدف بولندا الوحيد من ركلة جزاء في الدقيقة 99.
يدين الديوك بهذا الفوز لنجمه الشاب كيليان مبابي الذي صنع هدفا وسجل هدفين، ليتأهل أبطال العالم لملاقاة الفائز من مواجهة إنجلترا ضد السنغال.
دفع ديديه ديشامب مدرب فرنسا بقوته الضاربة معتمدا على خطة 4-2-3-1، وضغط الديوك بكل قوة منذ الدقائق الأولى وهددوا المرمى البولندي بأكثر من محاولة خطيرة. وفي الدقيقة 29، أضاع أوليفيه جيرو هدفا محققا بمتابعة الكرة وسدد ليفاندوفسكي كرة قوية بجوار القائم. 
وترجم الديوك الأفضلية بهدف في الثواني الأخيرة من الشوط الأول، سجله جيرو ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا، مستفيدا من تمريرة كيليان مبابي.
حاول المنتخب الفرنسي تعزيز تفوقه بهدف ثان مبكر في الشوط الثاني، ووصل إلى مرمى بولندا بأكثر من محاولة خطيرة لجريزمان وجيرو وكيليان مبابي.
امتص منتخب بولندا الحماس الفرنسي، وبدأ مديره الفني في تنشيط الصفوف تدريجيا سعيا لإدراك هدف التعادل، حيث شارك ميليك وزاليسكي وبيليك مكان كريشوفياك وسزيمانسكي وكامينسكي.
اندفع رفاق ليفاندوفسكي هجوميا، وتركوا المساحات واسعة في الهجمات المرتدة، لينطلق عثمان ديمبلي بالكرة ويمررها إلى مبابي، ليسدد الأخير بقوة في شباك تشيزني، محرزا الهدف الثاني.
اطمأن ديشامب للفوز والتأهل، وبدأ في تنشيط الصفوف بتبديلين دفعة واحدة حيث شارك كينجسلي كومان وماركوس تورام مكان ديمبلي وجيرو، وقبلها شارك يوسف فوفانا مكان تشواميني.
دب اليأس في نفوس لاعبي بولندا، ليستقبل مرماهم هدفا ثالثا من تسديدة رائعة لمبابي في المقص الأيسر بعد تمريرة من زميله ماركوس تورام.
لم تتوقف الإثارة عند هذا الحد بل احتسب الحكم ركلة جزاء لبولندا بعد اللجوء لتقنية الفيديو ليسجل ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة هدفا شرفيا لبولندا قبل صافرة النهاية.

ديشان: الفوز لم يكن سهلاً
أعرب ديدييه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، عن سعادته الغامرة عقب فوز فريقه على بولندا .
وأكد ديشامب أن المواجهة لم تكن سهلة على لاعبي فرنسا، بقوله: «الأمر لم يكن سهلا تماما فوق الميدان أمام منتخب بولندي منظم، لعب بطريقة جيدة، وعرف كيف يغلق المساحات أمام لاعبينا.. لقد سنحت أمامهم فرص من أجل تسجيل هدف في الشوط الأول، لكن دفاعنا كان متيقظا».
وأشاد المدرب الفرنسي بنجمه الأول، كيليان مبابي، الذي سجل ثنائية في مرمى بولندا وصنع هدفا آخر، مضيفا: «كيليان (مبابي) أبان عن قدرة كبيرة في حل الكثير من المشكلات.. لقد كان رائعا، وشاهدتم كيف سجل هدفين جميلين، وصنع هدفا آخر». وقال ديشامب إن لاعبيه ظهروا بوجه طيب في الشوط الثاني، وحرموا لاعبي بولندا من الكرة، وأردف: «أمسكنا بزمام الأمور، وسجلنا هدفين في الشوط الثاني.. استغل لاعبونا المساحات، ولهذا، أنا سعيد لهم، ومسرور وبما قدموه». 
وأشاد بطل العالم مع منتخب فرنسا كلاعب (1998) ومدرب (2018) بروح المجموعة القوية التي يتحلى بها لاعبوه، قائلا: «الفريق يعيش كمجموعة واحدة، وهذا سر من أسرار التأهل الى ربع النهائي. لدينا روح الفريق، ونتحلى بانسجام كبير، وهذا يسعدني كثيرا».
جيرو الهداف التاريخي
أصبح أوليفيه جيرو الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا، بعدما سجل هدفا في مرمى البولندي أمس. ورفع جيرو رصيده إلى 52 هدفا في مباراته الدولية رقم 117، لينفرد بلقب الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا بعدما كان يتقاسم الرقم القياسي مع تييري هنري (51 هدفا).
كما رفع مهاجم ميلان الإيطالي رصيده إلى 3 أهداف في المونديال، حيث كان قد سجل هدفين في المباراة التي فاز فيها الفرنسي على الأسترالي (4 / 1) في الافتتاحية للمجموعة الرابعة.
رابيو: لم نشك في قدراتنا
ثمّن أدريان رابيو، متوسط ميدان المنتخب الفرنسي، الفوز المحقق لفريقه على بولندا مُشيدا بزملائه، وخاصة كيليان مبابي وأوليفيه جيرو، اللذين سجلا أهداف فرنسا الثلاثة بالمواجهة.
وقال»لم نشك في قدرتنا على الفوز أبدا، وقد شاهدنا أنه يمكننا صناعة الفرص والتسجيل عند رفعنا لنسق اللعب. صحيح كانت هنلك لحظات صعبة خلال المباراة، لكننا عرفنا كيف نتجاوزها، ونحن سعداء بهذا الفوز، وسنحتفل به سويا».
وأشاد متوسط ميدان المنتخب الفرنسي بزميله جيرو، مسجل الهدف الأول في مرمى بولندا، قائلا:» ما يقوم به جيرو أمر رائع واستثنائي، نحن جميعا واعون بأن ما وصل إليه ليس سهلا، وأتى بفضل جديته في العمل وانضباطه الكبير، أنا سعيد جدا له». 
وواصل رابيو الإشادة بزملائه، وهذه المرة بصاحب الثنائية مبابي، مُضيفا: «كيليان لم يفاجئني لأنني أعرف جيدا إمكاناته الحقيقية، وندرك أنه قادر على تقديم الأفضل.. يسجل (مبابي) أهدافا من زوايا صعبة للغاية، إنه رائع، وهذا ما ننتظره منه في كل مباراة».