

نسعى لرفع أعداد الطلبة المتقدمين للاختبارات الدولية المعيارية
لدى الطالب وولي الأمر صورة خاطئة بأن «الشهادة الثانوية» تضمن قبوله في أي تخصص
أولياء أمور يقفون «حجر عثرة» في طريق تقديم أبنائهم للاختبارات الدولية
جولات توعوية بفرص طلبة الثانوية في «الابتعاث والمنح» خلال الفصل الدراسي الثاني
كشف الأستاذ أحمد ناصر البلم رئيس قسم الإرشاد الأكاديمي والمهني بإدارة التوجيه التربوي في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، عن 5 أسباب وراء عزوف أو عدم استعداد طلبة الثانوية للالتحاق بالمسارات العلمية، موضحا أن أبرزها ضعف الوعي في الربط بين المسار التعليمي في المرحلة الثانوية والتخصص الجامعي الذي يرغب الطالب بدراسته في المرحلة الجامعية.
وقال البلم في حوار مع «العرب»، إن لدى الطالب وولي الأمر صورة خاطئة بأن «الشهادة الثانوية» وحدها تضمن القبول في أي جامعة وفي أي تخصص، مشبهاً الشهادة الثانوية بـ «جواز السفر» التي يجب أن تحمل «تأشيرة» لدخول كليات معينة وتلك التأشيرة هي الاختبارات المعيارية كالآيلتس والتوفل.
وأضاف أن الشهادة الثانوية دون وجود الحصول على الاختبارات المعيارية لم تعد كافية للقبول في أغلب الجامعات المحلية والدولية، مستنكرا تحول أولياء أمور لـ «حجر عثرة» في طريق تقديم أبنائهم للاختبارات الدولية باعتبارها ليست مهمة وتعطلهم عن الدراسة وهو مفهوم خاطئ.. وإلى نص الحوار:
في البداية.. نود التعرف على دور الإرشاد الأكاديمي والمهني التابع لإدارة التوجيه التربوي خاصة في المرحلة الثانوية؟
يهتم الإرشاد الأكاديمي في المرحلة الثانوية بإعداد الطالب للمرحلة الجامعية وسوق العمل. ويشمل هذا التعريف جوانب عدة، ويتم ذلك من خلال أربع مراحل يمر بها الطالب منذ دخوله للصف العاشر.
المرحلة الأولى: توعية الطلبة بالفرص المتاحة أمامهم بعد المرحلة الثانوية وشروط الظفر بها، ويدخل في ذلك التوعية ببرامج الابتعاث للقطريين والمنح الدراسية لغير القطريين، كذلك متطلبات القبول الجامعي وغيرها من الأمور. وهذا بدوره يساهم في رفع دافعية الطالب للتعلم ورفع مستوى تحصيله الأكاديمي.
المرحلة الثانية: تثقيف وتوعية الطلبة حول مختلف التخصصات والمهن.
المرحلة الثالثة: تزويد الطالب بمهارات عديدة، منها: التخطيط الجامعي والمهني، ومهارات تحديد الأهداف واتخاذ القرار، وكيفية اختيار التخصص، ومهارات اكتشاف الذات وغيرها من المهارات، وهذا يتم كذلك من خلال مادة المهارات الحياتية والبحثية والتي تُعد نافذة مهمة للطالب في مسيرة استعداده للمرحلة الجامعية وسوق العمل، علماً بأن مادة المهارات تُقدم لطلبة العاشر والحادي عشر في الوقت الحالي.
المرحلة الرابعة: التوعية بسوق العمل.
وطبعاً كل ذلك يتم على مدار العام الدراسي من خلال المحاضرات، الورش، الزيارات الميدانية سواء للجامعات أو قطاع العمل، استضافة شخصيات في تخصصات مختلفة خاصة العلمية منها، إشراك الطلبة في البرامج التي يتم طرحها لطلبة المرحلة الثانوية سواء بالتعاون مع الجامعات أو قطاع العمل، الأعمال التطوعية وغيرها.
وما في شك، من أدوار قسم الإرشاد الأكاديمي والمهني هنا، وضع السياسات والإطار العام للإرشاد الأكاديمي ومادة المهارات الحياتية والبحثية في المدارس، وضمان توفير إرشاد أكاديمي فعال في المدارس من خلال تأهيل المرشدين وتطويرهم، ومتابعة أداء المرشدين ومعلمي المهارات الحياتية، وإقامة شراكات مع الجامعات والكليات ومؤسسات قطاع العمل، وغيرها من الأدوار.
ما الإنجازات الملموسة لقسم الإرشاد الأكاديمي خلال 5 سنوات منذ تأسيسه؟
اعتماد توصيف وظيفي واضح ودقيق للمرشد الأكاديمي في المدارس، وتفريغه لمهام عمله بشكل تام ليتمكن من القيام بدوره على أكمل وجه بعيداً عن المعوقات التي كانت تعيق عمله سابقاً، وتنفيذ مبادرة الإرشاد الأكاديمي المهني الموجهة للمرحلة الإعدادية، ووضع سياسة معتمدة لتقييم مادة المهارات الحياتية والبحثية، ووضع دليل معتمد للمرشد الأكاديمي يضم سياسة ونماذج توحد العمل في جميع المدارس الثانوية، ونسعى حقيقة لرفع أعداد الطلبة المتقدمين للاختبارات الدولية المعيارية وبالتالي رفع أعداد الطلبة المؤهلين للقبول الجامعي في التخصصات العلمية والتكنولوجية وفي مختلف الجامعات والكليات سواء المحلية أو الخارجية.
ما نتائج مبادرة تشجيع طلبة المرحلة الإعدادية من الصفين الثامن والتاسع على الالتحاق بالتخصصات العلمية والتكنولوجية؟
من الصعب قياس نتائجها الآن خاصة وأننا أطلقناها فعلياً هذا العام، بالتأكيد ستتضح نتائجها عند وصول هؤلاء الطلبة للمرحلة الثانوية، وستتضح أكثر عند وصولهم للصف الحادي عشر وزيادة أعداد الطلبة في المسارين العلمي والتكنولوجي. ولكن ما في شك هناك أثر وردود فعل واضحة على الطلبة الذين شاركوا لغاية الآن في فعاليات وبرامج هذه المبادرة نلمسها من خلال الحوار معهم وكذلك من خلال تقاريرهم التي كتبوها حول مشاركتهم في مختلف تلك البرامج والزيارات، وكذلك من خلال نتائج الاستبيانات، حيث لمسنا لديهم الشغف لمثل هذه المجلات العلمية سواء الطبية أو الهندسية وكذلك التكنولوجية. وما في شك بأن الطلبة في هذه السن بحاجة لوجود برامج وأنشطة متنوعة في هذا الجانب تساعدهم عملياً على استكشاف والتعرف على مختلف المجالات والمهن.
ما الأسباب التي رصدتموها لعزوف الطلبة عن المسارات العلمية؟ وكيف يتم علاجها؟
في دراسة أجريناها على كافة طلبة المرحلة الثانوية وجدنا 5 أسباب أولا البحث عن السهولة من جانب، ثانيا ضعف الوعي في الربط بين المسار التعليمي في المرحلة الثانوية والتخصص الجامعي الذي يرغب الطالب بدراسته في المرحلة الجامعية وهذان السببان من الأسباب الرئيسية، ثالثا نجد هناك أعدادا ليست بسيطة من طلبة وطالبات المسار الأدبي من هم في مخططاتهم دراسة تخصص هندسي على سبيل المثال في المرحلة الجامعية وهذا أمر لا يستقيم مع المسارات المحدثة والتي بدأ تطبيقها منذ قرابة 3 سنوات، ويدل ذلك على قلة الوعي في الربط بين المسارات التعليمية المحدثة والتخصصات الجامعية التي يؤهل لها كل مسار. ورابعا من الأسباب القوية، وتكون أحياناً كثيرة كذلك سلبية بعض أولياء الأمور في اختيارات أبنائهم. خامساً التأثر بالأقران من الأسباب المؤثرة في ذلك.
ودعني هنا أعود لكلمة أو مصطلح عزوف في سؤالك.. حقيقة لا يوجد هناك عزوف بالمعنى الحقيقي من أبنائنا تجاه التخصصات العلمية، ولكن يوجد عدم استعداد للقبول الجامعي في هذه التخصصات. حيث يعتقد الطالب وولي الأمر اليوم بصورة خاطئة بأن الشهادة الثانوية وحدها تضمن القبول في أي جامعة وفي أي تخصص، وهذا مفهوم خاطئ وناقص تماماً. اليوم جميع الجامعات سواء المحلية أو الخارجية لم تعد تكتفي بالشهادة الثانوية بل هناك جامعات إضافة إلى الشهادة الثانوية تطلب كذلك شهادة الأول والثاني الثانوي إضافة إلى المتطلبات الأخرى ومن أكثرها أهمية الاختبارات الدولية المعيارية مثل الآيلتس والتوفل وهي اختبارات تقيس مهارات الطالب في اللغة الإنجليزية، وبعض الجامعات كجامعة قطر وجامعات المدينة التعليمية والجامعات الأمريكية من ضمن متطلباتها أيضاً اختبار الـ SAT أو ACT وهي اختبارات تعنى بقياس مهارات الطالب في الرياضيات والعلوم إضافة إلى القراءة النقدية، لذلك يصطدم الطالب عندما يتقدم للجامعة برفضه، لأنه اكتفى فقط بشهادته الثانوية معتقداً أن نسبته في الشهادة كافيه. ويجد هنا الطالب نفسه أمام أمرين وكلاهما مر، إما دراسة سنة تأسيسية في إحدى الجامعات إن وجد الفرصة لذلك وإضاعة سنة من عمره، أو يختصر الأمر ويتوجه مضطراً لتغيير طموحاته ودراسة تخصص أدبي في جامعة قطر لأن هذه الاختبارات غير مطلوبة في التخصصات الأدبية في جامعة قطر على سبيل المثال. وهنا حقيقة يتحمل ولي الأمر جزءا كبيرا من هذا القصور، حيث يصطدم المرشد في المدرسة بعدد من أولياء الأمور ممن يرفض ويقف حجر عثرة في طريق تقديم ابنه أو ابنته لمثل هذه الاختبارات متحججاً بأنها ستشغلهم عن الدراسة وأن ليس لها أهمية، في حين أن تقديم هذه الاختبارات لا يشغل الطالب عن دراسته نهائياً، إضافة إلى ذلك نحن كقسم والمرشدون الأكاديميون في المدارس نحث دائماً الطلبة ونوجههم للانتهاء من تقديم هذه الاختبارات قبل وصولهم للصف الثالث الثانوي لأنهم سيبدأون التقديم على الجامعات بمجرد الدخول للصف الثالث الثانوي. وهناك على الجانب الآخر من أولياء الأمور من تجده قد خطط لابنه ليكون في القطاع العسكري وبالتالي يرى أنه لا حاجة لتقديمه لمثل هذه الاختبارات...!
وهذا برغم توفر فرص التوعية لولي الأمر حول أهمية هذه الاختبارات في القبول الجامعي وغيرها من جوانب التوعية، فهناك قنوات تواصل مستمرة من قبل المرشدين في المدارس مع أولياء الأمور حول هذا الجانب سواء حضورياً أو عن بعد.
هل يمكن أن تتحول المسارات العلمية والتكنولوجية إلى إجبارية وليست اختيارية؟
نحن نطالب أولياء الأمور بعدم إجبار أبنائهم على مجالات معينة، فكيف نأتي نحن لنجبرهم على ذلك؟ رفع نسب توجه الطلبة للمسارات العلمية والتكنولوجية هي مسألة ثقافة ووعي وقدرات أكاديمية، ورغبة، ودافعية، وطموح. متى وجدت هذه الأمور لدى الطالب سنراه تلقائياً يتوجه لهذه المسارات. وهذا العمل لا يتوقف فقط على الإرشاد الأكاديمي إنما العملية متكاملة بداية من البيت مروراً بالمدرسة، ثم وجود إحصائية واضحة لاحتياجات مؤسسات الدولة من التخصصات خلال الخمس أو العشر سنوات القادمة. وتعاون وتكاتف كافة الجامعات والكليات ومؤسسات قطاع العمل في توفير برامج وفرص موجهة لطلبة المدارس وإشراكهم فيها وتبني المتميزين والموهوبين منهم بصورة مبكرة.
لولي الأمر دور كبير في اختيار تخصص الطالب.. هل قسم الإرشاد يتعاون مع أولياء الأمور في هذا الشأن؟
بالتأكيد وهذا جزء هام من عمل المرشد الأكاديمي في المدرسة هو التواصل مع ولي الأمر، وهناك حقيقة أولياء أمور حريصون على مستقبل أبنائهم ودائمو التواصل سواء مع المرشدين الأكاديميين في مدارس أبنائهم أو معنا كقسم في الوزارة، أو حتى مع المدرسة من خلال زيارتهم المتكررة. وهناك فعاليات ومناسبات كثيرة نوجه فيها الدعوة لأولياء الأمور من خلال المدارس لحضورها. خاصة خلال الفترة الماضية كثير من الفعاليات تمت عن بعد وكان الأمر سهلا لولي الأمر لحضورها. ومع ذلك كانت الأعداد قليلة إلا من ولي الأمر المهتم.
هل هناك جولات لقسم الإرشاد الأكاديمي على المدارس سيجريها خلال العام الأكاديمي الحالي 2021 /2022م؟
بالتأكيد هناك جولات مستمرة طوال العام سواء لمتابعة أداء المرشدين في المدارس أو متابعة أداء معلمي مادة المهارات الحياتية والبحثية. وخلال الفصل الدراسي الثاني بإذن الله ستكون هناك كذلك جولات للتوعية بفرص الطلبة بعد المرحلة الثانوية من خلال تسليط الضوء على برنامج الابتعاث الحكومي والمنح الدراسية.