ميانمار تمحو هوية الروهنغيا بإزالة مساجدهم التاريخية
حول العالم
05 ديسمبر 2017 , 04:47م
أراكان الأناضول
شرعت سلطات ميانمار في ولاية أراكان، بإزالة المساجد التابعة لمسلمي الروهنغيا، بعد شهور على إحراق معظم قراهم في حملة عسكرية انطلقت منذ أغسطس الماضي وتسببت في فرار جماعي.
وقالت وكالة أنباء أراكان اليوم الثلاثاء، إن مساجد تاريخية تعود لمئات السنين أزيلت أو تم تخريبها، في محاولة من قوات ميانمار لإزالة آثار الروهنغيا قبل موعد عودتهم الذي تقرر خلال الأيام القادمة.
وفي 24 نوفمبر/تشرن ثاني الماضي، التقى وزير الخارجية البنغالي محمود علي، زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي، في ميانمارية، وعقب اللقاء، أعلن الوزير البنغالي توصل بلاده مع الجانب الميانماري إلى "تسوية بشأن عودة الأشخاص النازحين في ولاية أراكان"، دون مزيد من التوضيح.
وذكرت وكالة أراكان اليوم، أن القوات الحكومية أزالت مسجداً يعود بناؤه إلى عام 1782، في قرية "هينده" الواقعة في مدينة منغدو، والتي شهدت معظم الانتهاكات ضد الروهنغيا.
ويعد المسجد، حسبما أشارت الوكالة، أحد الآثار التاريخية القديمة التي يستشهد المسلمون على حضارتهم الإسلامية الضاربة في عمق ولاية أراكان.
وأضافت أن مسجدين آخرين بالقرية تم هدمهما خلال الأيام الماضية ومساجد أخرى في قرى مجاورة تعرضت أيضاً للإحراق.
واعتبر أحمد أبو الخير، أحد الناشطين الروهنغيا، أن هذه الإجراءات تأتي في سياق حملة منظمة لمحو الآثار الإسلامية القديمة قبل أن يعود الفارون من بنغلادش ليجدوا مناطقهم خالية من دور العبادة في ظل وجود قرار يمنع من بناء أي مسجد أو دور تحفيظ القرآن والعلوم الإسلامية.
وقبل أيام، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الجيش في ميانمار يسعى لمحو تاريخ أقلية الروهنغيا من البلاد، بطمس وتدمير معالمهم البارزة، وحرق أراضيهم، ومنازلهم حتى تكون العودة بالنسبة لهم ضرباً من الجنون.
وقالت الصحيفة إن "الهيئات الحقوقية تحذر من أن السلطات تمحو الأدلة التاريخية للروهنغيا في ميانمار، مع الحملة العسكرية التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها "تطهير عرقي".
ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، في إقليم أراكان، غربي البلاد.
وأسفرت الجرائم المستمرة منذ ذلك الحين، عن مقتل الآلاف من الروهنغيا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة 826 ألفا (نحو ثلثي الروهنغيا الذين يعيشون في ميانمار) إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.