متى نرى المراكز الصحية تقدم خدمات متكاملة؟

alarab
محليات 05 نوفمبر 2015 , 02:21ص
ايمن يوسف
تعد توسعة المراكز الصحية لتشمل جميع العيادات أملاً يلبي احتياجات المرضى في قطر، حيث يلقى آلاف الأشخاص العناية المباشرة في مختلف عيادات المراكز الصحية، كما يأمل عدد من الاختصاصيين والمواطنين والمقيمين أن يتسع دور المراكز لتؤدي دورة العلاج الكامل في أقل من يوم وفق الخطط المرسومة لتطويرها.

واعتبر الدكتور محمد عادل الشاعر، مدير مركز «آستر» الطبي لعلاج السكري بالدوحة، في تصريح لـ«العرب»، أن المراكز الصحية تشكل روافد طبية تقدم الخدمة الصحية الجدية للمريض وليست الكاملة، مبيناً أن الضغط الذي تشهده العيادات الخارجية في مستشفى حمد عام يستدعي أن تلعب المراكز الصحية دوراً أكثر فاعلية في تقدم الخدمة المتكاملة للمرضى.

وأشار إلى أهمية قناعة الجمهور بدور العيادات في المراكز الصحية أو في المراكز الأخرى وأن المراكز الصحية ليست فقط مجموعة من العيادات لمتابعة وعلاج الحالات المرضية البسيطة إذ إنها تلعب دورا أساسيا في تقديم الخدمة الطبية لغالبية الأمراض المزمنة لما تتطلبه من متابعة مستمرة وبما تشكله من ضغوطات على الكوادر الطبية في المستشفيات العامة.

وأكد أن الخطط التطويرية التي اعتمدت في المراكز الصحية منذ العام 2013 أخذت بالحسبان تنويع التخصصات من عيادات سكري وباطنة وعيون وأسنان وسواها، إلا أن بعض التخصصات ما تزال بحاجة إلى زيادة في الانتشار بالمراكز كعلاج الغدد في الجسم حيث إن عددا من الأمراض المتعلقة بها بحاجة إلى متابعة صحية دائمة.

وعرض د.الشاعر مثالاً بمرضى الغدد لدرقية ممن يعانون من قصور الهرمون فيها، فإعطاء الدواء ومراقبة نتائجه تحتاج إلى زيارات كثيرة للمركز ووجود أجهزة حديثة.

وشدد على أهمية تعزيز إمكانيات المراكز الصحية وجعلها من حيث المعدات الطبية والكوادر الطبية على سوية واحدة حتى تتعزز ثقافة الرعاية لصحية ويتمكن المريض من زيارة أي مركز بأي وقت والاطمئنان على صحته دورياً، حيث إن العديد من المراكز ما تزال تنقصها الأجهزة المخبرية ما يضطر المراكز الطبية إلى بعث التحاليل لخارج المركز، وإن وجود الأجهزة مهم لتقييم الخدمة الصحية الأولية فعلى سبيل المثال إذا كان أحد المرضى يعاني من اضطرابات في إنتاج السكري إضافة إلى هزال الجسم والنحف الشديد فكيف يمكن أن يحدد طبيب السكري في المركز الصحي إذا ما كان هذا المريض يعاني من الأول أو الثاني من مرض السكري.

ولفت إلى أهمية وجود الطبيب المختص بالمركز الصحية لعلاج الحالات التي تزور المركز بغرض المتابعة لأن هذه الحالات ليست كلها بسيطة فبعضها يحتاج إلى كشف الخلل عند المراجعة العادية كتحول في حالة مريض الغدد أو السكري والذي تتطور حالته باستمرار وأن الطبيب المختص وحده القادر على التشخيص الناجح بينما كل ما يقوم به الطبيب العام هو أن يصف علاجاً عاماً أو دواء للمريض دون فائدة على مستوى علاجه.

وحول تطور عمل عدد من المراكز الصحية إلى مراكز معافاة تستقبل المرضى من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وتقدم لهم علاجاً طبيعياً إضافة إلى ممارسة الرياضات المتنوعة، بين د.الشاعر أهمية هذا النوع من العلاج لأصحاب الأمراض المزمنة مثل الروماتيزم.

وبين أن هذه المراكز يجب أن تتمايز بطبيعة عملها عن المستشفيات وما تحويه من مراكز رعاية مطولة وأن تركز على إيجاد العيادات المتكاملة داخل المركز الصحي بعلاج المريض بالكامل وعدم تحويله ضمن نظام العلاج ليوم واحد حيث تقدم خدمات متنوعة مثل من يعاني من التهاب معوي ويحتاج لعملية بسيطة لا تستدعي إدخاله للمستشفى وبالإمكان إجراؤها بالمركز الصحي وتعليق «مصل» مغذ لأربعة وعشرين ساعة ما يخفف الضغط عن المشافي الحكومية.

وحول توفير الكوادر الطبية في المراكز الصحية لمواجهة حالات الطوارئ وحالات العلاج الطويل الذي يستدعي المراجعة الدائمة نوه د.الشاعر أن وجود الأطباء داخل المركز الصحي من الاختصاصات الطبية المختلفة التي تعنى بالأمراض المزمنة التي تتطلب المتابعة المستمرة، حيث لا تقتصر مهمة المركز الصحي على وصف الدواء وصرفه بل متابعة العلاج إذا ما كان يؤدي النتيجة التي تستهدفها خطة العلاج للمرض المزمن.

وبين أهمية وجود أطباء سكري متخصصين بالمراكز الصحية تكون مهمتهم مراقبة التبدل في حالات قراءات أجهزة الفحص لمستوى السكر بدم المرضى ومراقبة نجاعة الدواء في إعادتها إلى الحالة الطبيعية.

من جانبه، اعتبر موسى الزريقي، مورد أجهزة طبية، أن السير في إنشاء المراكز الصحية بالدولة يسير بصورة جيدة بحسب متابعته، مشيرا إلى أن مراكز جديدة تم افتتاحها، وينتظر أيضاً افتتاح أخرى قريباً، وهنالك مركزان سيفتتحان بداية السنة القادمة بإذن الله، إلا أن بعض المشروعات بها تأخير، وكشف أن هنالك خطة لبناء مركز في السد وهو مبنى مكون من ثلاثة طوابق، وسيشمل عددا كبيرا من التخصصات.

وأضاف أن معظم المراكز الصحية التابعة للراعية الصحية الأولية تتوافر فيها الأشياء الأساسية، وبعض المراكز التي دخلت في خطة التوسعة أصبح يضاف إليها خدمة الأشعة، وأطباء العيون، وخدمات أخرى متعددة وهذا جعل الوضع أفضل بصورة كبيرة جدا، لأن المراكز القديمة عليها ضغط كبير من المراجعين وكذلك مستشفى حمد العام، لذلك وجود خدمات مثل الأشعة والموجات فوق الصوتية يعمل على تخفيف الضغط على مؤسسة حمد الطبية.

وأشار إلى توافر الإمكانيات التي تجعل هذا الأمر ممكنا وعد التوسع في المراكز الصحية خطوة ممتازة، مطالباً بتوفير عدد أكبر من التخصصات في المراكز الصحية.

ولفت إلى أن بعض المراكز أصبح بها طبيب عيون، وبعض التخصصات الرئيسية ولكن مستقبلا يمكن إضافة عدد أكبر من التخصصات، موضحاً أنه من الأفضل أن يكون هنالك مراكز متكاملة تحتوي على معظم الأقسام .

ولفت إلى أن بعض المراكز تتطلب وجود أقسام محددة لحاجتها إلى ذلك الأمر، وهنالك مناطق محددة بها مراكز طوارئ للأطفال وتحتاج إلى مراكز طوارئ للناضجين، وهذه حاجة مهمة يجب أن تراعي، فمثلما هناك طوارئ للأطفال في الريان أو المطار القديم فالناضجون أيضاً في حاجة إلى طوارئ، لأن طوارئ حمد بها ضغط كبير جداً.

واعتبر الزريقي أن هناك مشكلة في موضوع مواجهة الكوارث، و نحن في حاجة إلى مركز لمواجهة الكوارث والحوادث وهذا المركز غير موجود في قطر، وإذا حدث إعصار لا قدر الله، أو حدث شبيه بسقوط الرافعات في مكة، فليس هناك مركز مجهز لمثل هذه الكوارث.

وأضاف أنه لا توجد أيضاً ثلاجات موتى بالمشرحة إلا في مؤسسة حمد، مؤكداً ضرورة وجود ثلاجات مشرحة في أماكن أخرى»، وضرب مثالاً بضرورة توافر مثل هذه الثلاجات للشرطة لأن الحوادث تصل عندهم في بداية الأمر وبالتالي لا بد من توافر الإمكانيات التي تعينهم على مواجهة الكوارث التي قد تطرأ.

س.ص