أكد السيد مبارك بن عبد العزيز آل خليفة - المدير التنفيذي لمركز تمكين ورعاية كبار السن "إحسان" - أن دولة قطر تولي أهمية كبيرة لفئة المسنين، وتسعى جادة إلى تقديم كل ما من شأنه أن يعزز مكانة المسن في المجتمع، وتذليل كل الصعوبات التي تواجههم، باعتبارهم شريحة أساسية ومهمة في المجتمع القطري، ولها مكانتها الكبيرة المتميزة على مختلف المستويات، وقد برز ذلك في الكثير من التشريعات.

وأضاف آل خليفة، في حديث لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، بمناسبة اليوم العالمي للمسنين، الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام، أن مواد الدستور القطري خير ما يترجم هذا الاهتمام، الذي نص في مواده على الاهتمام بالمسنين والشيخوخة، مشيرا إلى أهم التشريعات والتدابير التي قامت بها الدولة في مجال رعاية كبار السن وحماية حقوقهم، أهمها كفالة الشيخوخة، التي تضمنها قانون الضمان الاجتماعي، إذ ضمت فئة المسنين إلى الفئات التي تستحق معاشاً، ووفر للمسن مساعدة مالية، وبدل خادم، وإعفاء من الرسوم وتوفير بعض الاحتياجات الأخرى.

ولفت المدير التنفيذي لـ"إحسان" النظر إلى أن الدولة كفلت للمسن الحق في العمل إلى سن الخامسة والستين، وفي حالات إلى ما بعد الخامسة والستين، وتضمن قانون التقاعد والتأمينات الاجتماعية صرف الراتب الأساسي والعلاوة الاجتماعية لتأمين حياة مستقرة لكبار السن بعد تقاعدهم.

وأكد أن الدولة تحرص على توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين، الذين تتراوح أعمارهم بين 60 فما فوق؛ نظرا لأهمية هذه الفئة، موضحا أنه كلما زاد الوعي الصحي وارتفع مستوى الخدمات الصحية زاد عدد كبار السن، غير أنه أشار إلى أن المركز لا يرغب - ضمن سياسته - في إيواء عدد كبير من المسنين، إذ إنه يفضل أن يبقى هؤلاء تحت رعاية أسرهم وذويهم، تماشيا مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.

وقال آل خليفة إن مظاهر الاهتمام بحقوق كبار السن لم تقتصر على المجال التشريعي فحسب؛ إنما تعدت ذلك لتشمل البناء المؤسسي والاستراتيجي والسياسات والبرامج التي سعت لترجمة الحماية التشريعية لحقوق كبار السن إلى واقع ملموس، مضيفا أنه تم إنشاء الكثير من المؤسسات واللجان المعنية، بتعزيز وحماية حقوق كبار السن بمفهومها الشامل على المستويين الحكومي وغير الحكومي، منها المجلس الأعلى للصحة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، إضافة إلى وضع الكثير من السياسات والبرامج لتمكين كبار السن من العيش بكرامة.

وأضاف أن المؤسسة القطرية لرعاية المسنين تحولت إلى مركز لتمكين كبار السن ورعايتهم، يتبع المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، ويسعى إلى الريادة في تمكين كبار السن من العمل، والتمتع بحياة كريمة وآمنة ومنتجة، ويلتزم بالمسؤولية والتواصل والمهنية والشراكة تجاه تلك الفئة المستهدفة.

وعن الجهود التي يقوم بها المركز في تمكين كبار السن ورعايتهم، على مستوى الدولة، أوضح آل خليفة أن المركز يسهم في توفير خدمات الرعاية اللازمة لكبار السن بدولة قطر، والعمل على دمجهم في المجتمع، والسعي لبقائهم في محيطهم الأسري الطبيعي، والحد من الإيواء ونشر الوعي المجتمعي بحقوقهم وقضاياهم الأساسية، والعمل على تحقيق التواصل بين الأجيال، مؤكدا أن المركز يعمل على المشاركة في توفير الحياة الآمنة والمستقرة لكبار السن في قطر، والوصول لنظام متكامل يشمل المنزل والمستشفى والمأوى، والسعي لاستحداث المرافق الضرورية والتشريعات المناسبة.

أ.س /أ.ع