وزير الثقافة يفتتح النسخة الثانية من موسم الندوات

alarab
محليات 05 مارس 2023 , 12:40ص
حنان الغربي

 عبدالله علوش: بداية قوية وفرصة لاحتكاك الشعراء 
 جاسم سلمان: انعكاس لبداية الموسم الأول القوي
 صالح آل مانعة: تفعيل التواصل بين الشعراء والجمهور
د. يوسف العبيدان: الفعاليات تستهدف نشر الثقافة العامة
 مبارك آل خليفة: الشعر جاذب للجماهير ومحرك للأرواح 
 

انطلقت مساء أمس، فعاليات النسخة الثانية من «موسم الندوات»، بأمسية شعرية كبرى، حضرها سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، وعدد من المسؤولين والمفكرين والمثقفين والشعراء والأدباء من داخل قطر وخارجها، وذلك بفندق الشيراتون. وشهدت الأمسية، التي أحياها الشاعر القطري صالح آل مانعة، والشاعر عبدالله علوش من دولة الكويت، حضورا جماهيريا كبيرا، حيث تفاعل الجمهور مع القصائد الشعرية التي تنوعت بين النبطية والفصحى، وبعض القصائد الوطنية والشيلات التي ألقيت لأول مرة على الجمهور، وسط أجواء من الإبداع الذي لامس ذائقتهم الشعرية. 


وتخللت الأمسية مجموعة من الحوارات الشعرية التي نالت استحسان الحضور، وخاصة الشيلات التي ألقاها الشاعر القطري صالح آل مانعة بصوته العذب وسط تصفيق الحضور.
وجاءت هذه الأمسية الشعرية، في مستهل فعاليات «موسم الندوات 2023»، الذي تنظمه وزارة الثقافة، بالتعاون مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
بداية موفقة
وعبر الشاعر عبدالله علوش عن سعادته بمشاركته في الأمسية الشعرية التي أعلن من خلالها عن انطلاق موسم الندوات، واعتبر أن بداية الموسم موفقة نظرا لأن الشعر يلامس وجدان وذائقة الجمهور وهو ما لمسه من خلال الإقبال الكبير على الندوة من مختلف فئات المجتمع. 
وقال عبدالله إن هذه الأمسية تعتبر فرصة للاحتكاك بين الشعراء باختلاف مشاربهم، وهي تضيف لهم الكثير باعتبارها منصة لنظم قصائدهم وإلقائها على الجمهور، والتعريف بهم وبأعمالهم في أوساط مختلفة. وعن الإقبال على الأمسيات الشعرية أضاف: ما زالت الساحة الشعرية العربية بخير والدليل الإقبال الكبير الذي نشاهده في كل الأمسيات الشعرية أو الندوات الأدبية التي تتناول الشعر والشعراء.
تشجيع للشعراء
بدوره أثنى الشاعر صالح آل مانعة على مبادرة وزارة الثقافة باستهلال موسم الندوات بأمسية شعرية، معتبرا أن ذلك أكبر تحفيز وتشجيع للشعراء، ووجه الشكر لسعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقاقة، على الحركة والديناميكية التي يشهدها قطاع الثقافة ككل منذ توليه وزارة الثقافة، والشعر بصفة خاصة، منوها بتفعيل التواصل بين الشعراء فيما بينهم وبين الجمهور، وتكثيف الحراك الثقافي في هذه الفترة التي عرفت فيها الدولة زخما اقتصاديا ورياضيا وثقافيا.
وقال صالح إنه قد قدم خلال الندوة مجموعة من القصائد والشيلات التي عبر من خلالها عن مواضيع مختلفة بدءا من حب الوطن وتأكيد الولاء له ولقيادته الرشيدة وصولا إلى شعر الغزل والحب.
 وعن أهمية الأمسية أوضح آل مانعة: تعد الأمسيات الشعرية حلقة تواصل مباشرة مع المتلقي، وهي نقطة لقاء تحمل عددا من المضامين المهمة منها إيصال فكر وتوجه الشاعر نحو أحداث ومجريات العصر وتفاعل الشاعر مع أحداث الساعة، إضافة إلى التعريف بالشاعر وبقصائده، ويمكن أن تكون هذه الأمسيات ترمومترا يقيس به تفاعل المتلقي لقصائده ومدى رضاه عنها.
نجاح الموسم
من جانبه، أكد السيد جاسم سلمان، مسؤول موسم الندوات، أن إعلان انطلاقة موسم الندوات بنسخته الثانية بهذا الحضور يعكس نجاح الموسم، الذي بدأ قويًا وأصبح علامة فارقة ومنصة للفكر والأدب. وقال: تأتي هذه الأمسية الجماهيرية تتويجًا لأفكار ورؤية سعادة وزير الثقافة، لعودة الفعاليات الثقافية الكبرى، ولطالما كانت وما زالت قطر منبرًا للفكر وداعمًا أساسيًا للنهضة.  ووجه سلمان الشكر الجزيل لسعادة وزير الثقافة على فكرته الطموحة في موسم الندوات، حتى يظهر الموسم بهذا المستوى، وبهذا الأثر والتأثير، كاشفاً عن أن ترتيبات الموسم القادم من الفعاليات لن تقل عن هذا المستوى، داعياً الجميع إلى حضور بقية الندوات، حيث ستكون هناك يوم الأربعاء القادم ندوة لسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، عن إرث كأس العالم في معهد الدوحة للدراسات العليا، كما ستكون هناك ندوات أخرى عن العمارة في ثقافتنا وتاريخ الأندلس، وندوة للدكتور سعيد الكملي. 
تحفيز للفكر
بدوره، استهل الشاعر علي المسعودي إدارته للأمسية، ووصف موسم الندوات بأنه تحفيز للفكر وتشجيع للسؤال وبحث عن الإجابة الصادقة، وتكثيف للثقافة بمعناها الواسع، بما تشمله من تجلّيات التعبير المشترك كالحكم والشعر والأمثال وكل الموروثات كونها وليدة تفاعل الناس ومتطلّبات حياتهم، ليتم تناقل المنجز جيلاً بعد جيل ضمن منظومة الهوية، حتى انتهى إلينا عبر اللغة بما يلخص قصة عناق طويل مع الحياة، مع القناعات والأفكار والاعتقادات، فالناس لا تنقل إلا ما يشبهها أو ما يعبر عن مكنوناتها. 
وقال المسعودي إنه كلما استطاع الأديب أن يكون صورة ثقافية عن مجتمعه وأفكار جيله كان أجدر بالانتشار، وكلما استطاع قراءة اعتلاجات إنسان المستقبل كان أجدر بالبقاء، ينتشر أُفُقياً بالتعبيرِ عن أفكار جِيلهِ، وينتشر رأسياً عندما يتمكّن من التعبير عن أفكار الأجيال اللاحقة ويستلهم المستقبل.
نشر الثقافة
وأعرب سعادة الدكتور يوسف العبيدان أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر وعضو مجلس الشورى السابق عن سعادته بالاستماع إلى أولى الندوات الشعرية التي افتتحت بها وزارة الثقافة «موسم الندوات» بتوجيه وإرشاد من سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقاقة، الذي رسم وخطط وبذل جهدا كبيرا في سبيل إعداد هذا الموسم وما فيه من فعاليات استهدافا لنشر الثقافة العامة وما تقوم به الوزارة من دور هام في نهضة البلاد. 
وثمن العبيدان جهد سعادة وزير الثقافة والقائمين على أمر «موسم الندوات»، مؤكدا أنهم استمتعوا بالندوة الشعرية التي تضمنت قضايا كثيرة ومهمة، مما جعل الجمهور الحاضر يتفاعل معهم. 
وأكد أن استقطاب مثل هؤلاء الشعراء يعمق من أواصر الثقافة ويدفع بها قدما في بلادنا، فالثقافة هي تنوع وفكر وشعر وأدب وما غير ذلك، باجتماع هذه العناصر كلها تتكون الثقافة ويتقدم المجتمع تقدما كبيرا في مجال النهضة الثقافية والفكرية والعلمية.  واختتم د. العبيدان تصريحه بتحية وزارة الثقافة ممثلة في وزيرها الشاب، على هذا المجهود والمبادرات الطيبة التي توحي بأن هناك أمورا كثيرة ستدخل عالم الثقافة في المستقبل، وذلك طبقا لما رأيناه من إعداد جدول يضم كافة المحاضرين، ويحمل عناوين المحاضرات والندوات التي ستعقد، وهذا ما يبشر بمستقبل كبير ينتظر الثقافة في قطر التي عرفت بأنها عاصمة الثقافة في يوم من الأيام، ستكون بإذن الله خير بيئة لرسوخ هذه الثقافة والدفع بها إلى الأمام.

تحريك العقول
وذكر الشاعر مبارك آل خليفة أن اختيار الأمسية الشعرية لتكون بداية موسم الندوات يعود إلى كون الشعر جاذبا للجماهير، ومحركا للأرواح والعقول، خاصة أن الندوات تستهدف تحريك العقول، وقال موضحا: نحن بهذه الندوة نحرك عقول الناس من خلال أرواحها، واستطاعت وزارة الثقافة من خلال الأمسية أن تكون قريبة من الجمهور وتحقق طلباتهم ورغباتهم، وقد تم اختيار الشاعرين لأنهما من الأسماء الكبيرة في الساحة الشعرية الخليجية، ومن أكثرهم جماهيرية، ووجودهم في الأمسية أعطى زخما للموسم ككل.

5 ندوات.. وفعاليات تلامس تطلعات المثقفين 
يتضمن موسم الندوات هذا العام خمس ندوات هي: ندوة “الإرث الثقافي لكأس العالم” يقدمها سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وندوة “الإسلام والحداثة” التي يشارك فيها الباحث والمفكر الفرنسي فرانسوا بورغا والكاتب والأكاديمي السوري عبدالرحمن حللي، وندوة “تاريخ الأندلس” ويشارك فيها الكاتب الدكتور نزار شقرون من تونس، والإعلامي بدر اللامي، والباحثان سعود الكواري ومحمد الشهراني، وندوة “فن العمارة الإسلامية والعلاقة مع الفنون الأخرى” التي يقدمها المعماري عبدالواحد الوكيل بمعهد الدوحة للدراسات، وندوة “تأثير المسلمين على حضارة الغربيين” والتي يقدمها الدكتور سعيد الكملي من المغرب. ودأبت وزارة الثقافة على إقامة فعاليات تلامس تطلعات المثقفين والمجتمع لما يحقق رؤية الوزارة في تعزيز الحوار حول القضايا التي تهم المجتمع. وتسعى الوزارة من خلال «موسم الندوات» إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع، ودعم الأنشطة الثقافية والفكرية، وبناء جسور من التواصل بين الأجيال الجديدة ونخبة المثقفين.
جدير بالذكر أن النسخة الثانية من «موسم الندوات» تدعم رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى إثراء المشهد الثقافي والفكري بباقة منوّعة من الأنشطة والفعاليات، ومراكمة التجارب الثقافية، وترسيخ تقاليد المواسم الثقافية الفاعلة في المجتمع، فضلاً عن بناء شراكات مع الجهات الثقافية النشطة في المجتمع، ومد جسور التواصل بين أجيال المثقفين والمفكرين.