اختتمت يوم الخميس 2 فبراير البطولة الآسيوية للمناظرات باللغة العربية - والتي نظمها مركز مناظرات قطر – عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع - بالتعاون مع مركز مناظرات عُمان ووزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية بمسقط عاصمة سلطنة عُمان.
حضر الحفل شخصيات عمانية رفيعة يتقدمها سعادة السيد فاتك بن فهر آل سعيد راعي الحفل الختامي، وتشريف سعادة السيد فراس بن فاتك آل سعيد رئيس مجلس إدارة مركز مناظرات عُمان، ومشاركة كريمة من أصحاب السعادة والمسؤولين في سلطنة عمان الشريك الفاعل في عالم المناظرات مع مركز مناظرات قطر، الذي تترأسه الدكتورة حياة عبد الله معرفي – المدير التنفيذي للمركز وحضورها على رأس وفد المركز في هذه البطولة.
شهد الحفل الذي قدمه سفير مركز مناظرات قطر محمد اللخن المري تتويج حامل لقب البطولة للفئة المفتوحة فريق جامعة تكساس A&M من دولة قطر – الموالاة - بعد فوزه على فريق جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا - من المملكة الأردنية الهاشمية - المعارضة - الذي نال المركز الثاني، في قضية الجولة النهائية:»يرى هذا المجلس أنه قد حان الوقت للدول الآسيوية التوجه نحو الصين بدلاً من الولايات المتحدة الأمريكية «.
ترأس جلسة التحكيم سفير المركز من سلطنة عُمان أ. سالم بن مطير الشماخي بمشاركة 9 محكميين دوليين، فئة اللغة العربية للناطقين بغيرها.
كما جرى تتويج فريق جامعة العلوم الإسلامية الماليزية الفائز بالمركز الأول - فئة اللغة العربية للناطقين بغيرها- وجاء في المركز الثاني فريق جامعة مولانا مالك إبراهيم من أندونيسيا.

كرم عماني
وقال سعادة فراس بن فاتك آل سعيد - رئيس مجلس إدارة مركز مناظرات عُمان: سعدت باحتضان النسخة الثانية من بطولة آسيا لمناظرات الجامعات باللغة العربية مسقط 2023. فمنـذُ أن تولـٌينا ملفَ هذه البطولة ونحنُ على إظهارها بما يفوق التوقعات ويحقق أعلى المنافع والمكاسب وإظهار الكرم العُماني وأرضه الطيبة، إلا أن جلوس أبناء آسيا محمـّلين بأفكار مختلفة وألسـنة متنوّعة وتبايـنٍ واسعٍ مذهلٍ في الثقافات تحت سقفٍ واحدٍ لـ هو المكسبُ الأعظمُ والمنفعـةُ التي لا يفوقها شيء. وأضاف: سعى مركز مناظرات عمان منذ تأسيسه على تأصيل فن المناظرات بين أبناء عمان مؤمنين بالقيمة المتفـرِّدة لهذا الفن على شبابنا وقد حققنا -ولله الحمد- تقدما يُشار إليه بالبنان وتوسعنا من مسندم شمال عمان إلى ظفار في جنوبها وأصبح لا يكاد تخلو مدرسة أو جامعة آو نادِ رياضي من كيان مختص للمناظرات.
وتابع: كعادتها عُمان التي لا تذخر جهداً في نشر السلام والحوار وسط عالم مضطرب متأزم، حملنا فكر جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وفكر قائدنا الذي حمل اللواء جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه …وها نحن نسير على خطاهم متمسكين بمدرستهم السامية في الحوار والتآخي. وقال: من هُنا ارتفع عبء مسؤوليـتنا وامتـدّ نشاطُنا ونطاق تعاونـنا لدول الجوار ودول آسيا…أوطانكم التي جئتم ممثلين عنها، وكنتم خير ممثل وحق لنا القول إنكم خيرة ونخبة أوطانكم وأننا فخورون بكم وأنتم على منابر المناظرة ترسلون آراءكم وفق أعلى درجات المنطق والفكر السليم.
وأضاف: عملنا مع شركائنا في وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومركز مناظرات قطر على المساهمة في استمرارية بطولات وبرامج المناظرات المختلفة في إطار أوسع من عمان واستضفنا معكم بطولة آسيا الثانية لمناظرات الجامعات باللغة العربية التي ولله الحمد حققنا فيها ما هو مخطط وشهدنا من خلالها وعبركم أن شباب آسيا على قدر ثقة أوطانهم وأنهم مستقبلها وعمادها وثروتها التي لا تنضب.

حراس اللغة وفرسانها
وقالت الدكتورة حياة عبد الله معرفي – المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر: الفخرُ يَدفَعُني في هذا المَقامِ أن أُعَبِّرَ بِلسانِ أُسرةِ مركزِ مناظراتِ قطر- عُضْوُ مؤسسةِ قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع -عن تقديرِ دورِ سعادة فهر لرعاية حفل الختام، وسعادة فراس بن فاتك آل سعيد الموقر،على قيادَتِهِ لِرَكْبِ المناظرات بهمّةٍ شبابيةٍ عُمانيةْ لا تَعرِفُ إلّا الصُعودْ، فَنحنُ نَعرِفُ تماماً أنَّ الإيمانَ بالشبابِ المُـتَّـشِحِ بالهِمَّةِ العاليةِ والرُؤيةِ المُـتَّـقدة،هو وصفةُ هذا النَّجاحِ الماثلِ أمَامَنا في مركز مناظرات عُمان عَبْرَ جَميعِ أنشِطَتِهِ النوعيّةِ والهادِفةْ، لذا نُزْجِي إلَيكُم قِيادةَ وأُسرةَ مركز مناظرات عُمان أزكى التَهاني على ما تُحَقِّقونه في السَّلطنةِ الحبيبة. وأضافت مخاطبة المتناظرون:» أبنائي الكرام حُرّاسَ الُّلغةِ وفرسَانَها، يامَن حَمّلتُم الحَرفَ حُجَجاً وازِنَة، وصِغْتُم الأفكارَ المُتَوازنة، فكُنتُم بين طَلاقةٍ هادِرَة، وَأناةٍ آسِرَة، فَمِنكُم مَن وُلِد بالعَربيّة، ومِنكُم مَن وُلِدَت العَربيَّةُ بِهْ، ولكن جَمعَتكُم لُغَةٌ جَعَلَ اللهُ حَرفَها الواحدَ آية. وتابعت:» لا أستَطيعُ أنْ أصِفَ سَعادَتي بنُطقِكُم ومَنطِقِكُم، فَفي كُلّ بُطُولةٍ أجِدُ نَفسيَ مُتَيَّمةً بَينَ لَهَجَاتٍ ولُغاتٍ تَمتَزِجُ بالعَرَبِيّةِ الفَصيحَةْ، ويُجاهِدُ الحَرفَ لِنُطْقِ الكَلِمَةِ بِوضُوحٍ وبَساطةْ، مُقاوِماً عَيْنَ العَرَبيّة الجادّةْ، والضّادَ المعجزةْ، لكِنّنا نَفهَمه ونُقدره، ونُشَجّعه، فَتحيةٌ لكلّ هَؤلاءِ الفُرسانْ. المُناظرةْ، تَمْنَحُ صاحِبَها ثِقَةً وجَسَارَةْ، فاجْعلوا التَّواضُعَ تاجَ هذهِ الثقةْ لا الخُيَلاءْ، فالعِلمُ يُوَرّثُ التَّواضُعَ وخَفْضَ الجَنَاحْ، فكونوا سَنابِلَ خَيرٍ جَنيَّة، وأصواتَ حَقٍ جَليَّة.
وأشادت بشركاء المركز بقولها:» عَمِلنا معكم ومع شركاؤنا على نَشْرِ فَن المُناظراتْ إيمَاناً مِنّا بأنّ بناءَ مَلَكَةِ المَنْطِقْ، وبِراعَةَ النُّطق تُسهم في بناءِ شَخّصيةٍ مُتكامِلَة وفائِقَة، قادِرَةٍ على قِيادَةِ الحِوَارِ المُجتمعيِّ وإنتاجِ أفكارٍ للمُستقبل، مَع تَركيزِنا على ثُنائيّةِ العَقلِ والِّلسانْ، لذا فإنَّ البُطولَةَ الآسيويةَ الناجحة وغيرها مِن بُطولاتِ المَرْكِزِ تُعَدُّ حاِضنَةً للخِبْراتِ والقُدراتْ، فَبينَ مُحَكِّمينَ أَكْفِيَاء، ومُتناظِرينَ مُتحمّسينَ، نَجِدُ الكَثيرَ مِنَ النُّصح والتَّطويرِ وتَبادُل الآرَاءِ، وهذا هَدَفٌ سَامٍ يَجْعِلُ مَنَ المُناظرة وَسيلةً لا غايةً بِحدّ ذاتِها.

أفضل متحدثي اللغة العربية للناطقين بغيرها 
بالنسبة لأفضل 5 متحدثين باللغة العربية للناطقين بغيرها جاء أولاً من أندونيسيا محمد حسين رفاعي من AFL مولانا مالك إبراهيم، وجاء أفضل ثاني متحدث في البطولة الطالب محمد أفيق أرشد ترميذي AFL العلوم الإسلامية الماليزية، وثالثاً الطالبة أمي حسنة من AFL مولانا مالك إبراهيم، والرابع حبيب الرحمان AFL    دار الهدى الإسلامية، وأخيراً الطالبة ميسرة بنت أحمد عزمي من AFL العلوم الإسلامية الماليزية .

أفضل متحدثي البطولة للمناظرات الفئة المفتوحة 
كما جرى تكريم أفضل متحدثي البطولة للناطقين بالعربية، وهم حسب أعلى النقاط من الأول للعاشر: « وكانت أفضل متحدثة في هذه البطولة وحازت على أعلى النقاط المتناظرة موزة خالد الهاجري من جورجتاون، تلاها ثانيًا محمد خالد سليمان أحمد من تكساس في قطر، وعبدالله جاسم عبدالله جاسم الكبيسي من جامعة قطر، حمزة السيوفي من جورجتاون، مؤمن المعتز خلف الله ابراهيم من كارنيجي ميلون، رولا محمد الأحمد من جامعة الأميرة سمية، إسراء حسن فلاح حسن من جامعة النجاح الوطنية، وسام الصادق محمد قدم من تكساس قطر، هداية حسنين من الجامعة الإسلامية في غزة، المركز العاشر للطالبة عائشة حناني عبد الرحمن من الإسلامية العالمية الماليزية، وفي المركز العاشر مكرر زينة منذر علي أبوملحم من التيكنو في الأردن.

موزة الهاجري أفضل متحدثة بالبطولة

وفي هذا الصدد قالت الطالبة موزة خالد الهاجري الحاصلة على المركز الأول كأفضل متحدثة في البطولة من جامعة جورجتاون قطر:» تم التركيز على تحليل المواقف بطريقة جيدة وذكية باستخدام معلوماتنا كوننا نتخصص قسم السياسة الدولية ولدينا مخزون جيد في مختلف المجالات خاصة السياسة والاقتصاد لذلك استفدنا من هذه المعلومات في بناء الموقف وتقديم الأمثلة وكلك في تحليل وتأطير نطاق المناظرة وتطبيق كافة التوجيهات من مدربي مركز مناظرات قطر مشكورين».