مسرحيون: الفن فقد علماً برحيل هلال محمد

alarab
ثقافة وفنون 05 فبراير 2014 , 12:00ص
الدوحة - عبدالغني بوضرة
نزل نبأ وفاة الفنان المسرحي والتلفزيوني القطري هلال محمد هلال عن عمر يناهز 69 عاما، كالصاعقة على العائلة الفنية المسرحية القطرية، إذ توفي الفنان في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول الاثنين، إثر الحريق الذي اندلع بإحدى العزب بمجمع عزب الشحانية. وفي اتصال لـ «العرب» بعدد من الوجوه المسرحية القطرية، أثنوا على خلاله الحميدة، وأدبه ودماثة خلقه. وفي هذا الصدد، قال الفنان محمد البلم رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للإبداع الفني في تصريح لـ «العرب»، إنه بوفاة الفنان الراحل هلال محمد، فقد فقدنا أخا كبيرا على المستوى الشخصي، و»مجتمع الفنانين المصغر».. فقد كان فنانا كبيرا، يتحلّى بالكثير من القيم الشرقية العربية الأصيلة، والكثير من المواطنة. وأضاف: «لقد فقدنا شخصا دمث الأخلاق، وله مثابرة في العمل، وصبورا ومتفائلا، ويرتجي النتائج الطيبة من كل عمل، وفي كل مرة يتوقع الأحسن والإعجاب من قبل المتلقين»، مشيراً إلى أنه بوفاة هلال رحمه الله، فقدت الساحة الفنية المسرحية القطرية علما بارزا، معتبرا هذا اليوم حزينا في حياة المسرحيين في قطر. وأوضح محمد البلم، أن رحيل هلال محمد ليس خسارة لقطر فحسب بل للخليج العربي كله، كاشفا أنه تلقى التعازي من عدة دول شقيقة بالمنطقة، ومنهم زملاء في مملكة البحرين، داعيا الله المغفرة والرحمة والرضوان لفقيد الفن المسرحي بدولة قطر. وكان الفنان سعد بورشيد رئيس قسم المسرح التابع لإدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والفنون والتراث، عائدا لتوه من صلاة الجنازة على الفقيد هلال محمد ومواراته التراب، وقال لـ «العرب» على عجل كلمات تنمّ عن المصاب الجلل بفقد الفنان: «كان بمثابة الأخ الكبير، فهو عزيز علينا وكان يعاملنا برفق ورقي وهو على خلق كبير ومن رواد الحركة المسرحية بقطر ولم يسبق له أن بخل علينا بنصائحه، بالإضافة إلى كونه كان صريحا في آرائه، ليختتم بالتضرع إلى العلي القدير أن يرزق عائلته الصبر والسلوان، ودعا له بالرحمة ودخول الجنان». ووصف الفنان حمد عبدالرضا الفنان الراحل هلال محمد بـ «الصديق والأب» في الآن ذاته، وأنه كان من الملتزمين بالحضور للمسرح وحبه للفن، معتبرا وفاته خسارة للساحة الفنية. وأردف قائلا: «هو مؤدب وخلوق.. خانتني العبرة وأنا أتحدث، وقْع وفاته كان صدمة لنا والبقاء لله ونسأل العلي القدير أن يرزقنا الصبر، ولا يمكن أن ننساه أبداً في حياتنا وله بصمة في أعماله». وعدّد حمد عبدالرضا مناقب هلال محمد، سواء في تعامله مع محيطه أو مع إخوانه الفنانين فقال: «كان لا يرضى إلا بالكلمة الطيبة، ويقول كلمة الحق ويتفوه بها مهما كان الأمر، فهو يدوّن الملاحظات ويحبنا كأبنائه، وأخ لنا.. وأنا قابلته قبل عشرة أيام في البحرين، وكان في سيارته وأنا واقف بجانب دكان وناداني: حمد وينك ما تبين؟ وقلت له: أنت لم تأتنا إلى مقر الفرقة فأجابني مازحا: أنتم غيرتم مكان الفرقة فلا آتيكم.. كان ذا دعابة.. الله يرحمه»، منوها بأنه خلال مشاركاته المسرحية في المهرجانات الخليجية، كان حريصا على حضور البروفات، ومناقشتها مع المخرج والفنانين. أما الفنانة القديرة هدية سعيد عندما هاتفتها «العرب»، فكانت في غاية التأثر، ولم تتمالك نفسها، وتاهت عن شفاهها الكلمات، غير أن ذلك لم ينسها أن تلهج بذكر الله، وتطلب الرحمة والمغفرة لفقيد المسرح القطري وقالت: «.. ما عسانا نقول، الله يرحمه ويثبته عند السؤال، ويصبر أهله وذويه، ماذا نقول؟ كان أخا وزميلا وصديقا، ومشوارا فنيا طويلا.. طويلا.. ما أدري ما أقول.. اللهم لا اعتراض على حكم رب العالمين، والأمر أفجعنا، كل إنسان بيومه ووقته إذا جاءه الأجل المحتوم.. الله يثبت ذويه ويرزقهم الصبر والعافية.. أنا عاجزة أمام هول الصدمة والحمد لله على كل ما كتبه لنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون». يشار إلى أن الفنان هلال محمد عضو في فرقة المسرح القطري وكان يعمل بإذاعة قطر، حيث قدّم العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية. وبوفاة الفنان هلال محمد، تكون الساحة القطرية قد فقدت علما وهرما تربع على عرش الأداء الدرامي.