فيصل بن قاسم لـ «العرب»: دخلت عالم الأعمال دون سن العشرين
حوارات
04 ديسمبر 2011 , 12:00ص
حاوره: محمد عمار
في سن 18 أسس باكورة أعماله التي انطلقت من العاصمة اللبنانية بيروت، التي كان يتردد عليها دوما مع والده منذ نعومة أظفاره.
خلال خمسة عقود مضت، أدار أنشطة من أكثر الأعمال نجاحا وشهرة تجارية في قطر، منها مجموعة «الفيصل القابضة» المعروفة بأعلى جودة في المنتجات والخدمات، وتعمل في تجارة التجزئة والسياحة والتنمية العقارية وكذلك الصناعة والاستثمارات. وهو حاليا رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين.
يمتلك واحدا من أغرب المتاحف على الإطلاق، فيمكنك أن تزوره على بعد ثلث ساعة بالسيارة من العاصمة الدوحة. والغرابة لا تتأتى فقط من المحتويات النادرة والمعروضات الثمينة والمتنوعة، وإنما أيضا من الفكرة التي استنبتت هذا المشروع المثير والدوافع التي حركته ليتحول من مجرد هواية شخصية إلى إنجاز وطني كبير وربما عربي وإسلامي أيضا.
«العرب» التقته في مجلسه الفسيح، وقد حاولنا الاقتراب أكثر من هذه الشخصية بعيدا عن عالم المال والأعمال، فمن الصعب أن تتعدد العجائب كما ترى عنده، سواء في شركاته الضخمة أو في متحفه الذي تأتيه لتزور مقتنيات شخصية، فإذا به أشبه بمؤسسة عجزت عن مثلها دول عربية كثيرة. فحين تصل إلى جناح السيارات تصاب من دون أدنى شك بالدهشة!
«عندنا 120 سيارة»، يشرح لنا الشيخ فيصل «بعضها معجون بتاريخ قطر وأحداثها»، هنا ترى مثلا، سيارة حاكم قطر الأسبق الشيخ علي بن عبدالله حين ذهب ليفتتح أول بئر للبترول. وتكتشف أن السيارات وصلت إلى قطر مبكرا جدا أكثر مما كنت تتصور، وأن تلك السيارات كانت فارهة وجميلة.
يقول: «هذه أول سيارة اشتراها لي والدي وتلك عربة تحولت إلى سيارة إسعاف عام 1924». قد نشاهد حاليا ماركات مختلفة من وكالات السيارات والمعروفة كلها بأسماء أصحابها، لكن الشيخ فيصل يكشف لنا أنه أول رجل أعمال عمل في تجارة السيارات، ليس في قطر وحدها وإنما على المستوى الخليجي. وهذا نص الحوار..
كيف كانت بداية الشيخ فيصل في مجال الأعمال؟
- لقد بدأت الأعمال صغيرا جدا، وكنت أطلع على البريد الوارد إلى والدي خفية حتى أرى ما هي الأعمال والأنشطة التي يقوم بها. لقد بدأت أعمالي الخاصة منذ عام 1967 ولم أبلغ سن العشرين وقتها حيث كان لي مكتب أعمال في لبنان. وقد كانت لبنان وقتها مركزا للشركات العالمية والشركات الكبرى. فكان لزاما عليّ أن أتواجد هناك للعمل التجاري حيث لم تكن هناك إنترنت أو تكنولوجيا حديثة لمتابعة آخر التطورات.
بماذا يهتم المكتب؟
- كنا نعمل في مجال التجارة والبحث عن المنتجات الجديدة، وقد بقي المكتب أكثر من 7 سنوات قبل غلقه نتيجة الحرب اللبنانية. ورغم أن بداياتي لم تكن في مستوى الآمال ولم أحقق أرباحا، لكني اكتسبت خبرة طويلة نتيجة الاحتكاك مع الشركات الكبيرة. وهو ما مكنني من الإدارة واختيار الأعمال التي يمكن العمل فيها. وهذا ما أردته، فاكتسبت رأسمال في هذا المجال، وبعد ذلك اخترت الطريق الملائم.
ما النشاط الاقتصادي الذي انطلقت منه؟
- لقد بدأت أعمالي في مجال السيارات حيث كنت أعرف ميول الشباب في ذلك الوقت. وقد اكتسبت خبرات كبيرة في لبنان في هذا المجال. وعرفت أن عددا كبيرا من الشباب القطري والخليجي كان مولعا بالسيارات عند ذهابه إلى لبنان. لذلك اخترت هذا القطاع كبداية لأعمالي.
ما أول سيارة اشتريتها في ذلك الوقت؟
- المسألة ليست أول سيارة اشتريتها، لأنني استثمرت أموالا طائلة في ذلك الوقت، لقد كنت أجلب سيارات المرسيدس حيث إنه في ذلك الوقت كان المعمول به هو نظام الحصص «الكوتا» للدول الخليجية. لكنني استعنت بشبكة علاقات كبيرة واشتريت عددا كبيرا من السيارات من دول أخرى عن طريق مكتب بيروت. وكنت أحولها نحو الدوحة بالطائرة. وبداية من عام 67 رأيت أن القطريين أصبحوا يحبون سيارة «رانج روفر»، فتحولت إلى إسبانيا وفتحت قنوات مع شركات إسبانية وجلبت كميات كبيرة من هذه السيارة من خلال مصنع يسمى «سانتانا» وكانت الدفعة الواحدة لا تقل عن 300 سيارة «رانج روفر» التي وجدت رواجا كبيرا في كامل دول مجلس التعاون الخليجي، ثم تحولت إلى جلب الشاحنات وقد وُفقت في إيجاد سوق كبيرة لها بالمنطقة، لكن مع ذلك لم أجنِ أرباحا طائلة، في المقابل تعلمت كيف أكون رجل أعمال وكيف يدار البزنس. وهكذا بدأت أعمالي والتي تطورت في السبعينيات نحو قطاعات أخرى، وبدأت في البروز لأتمكن اليوم من إقامة 4 شركات ضخمة تعد الأكبر في المنطقة، وهي شركة «أعمال» و»الجازي» للعقارات و»آرتك» للفنادق التي أصبحت لها فروع كبرى خارج قطر ومجموعة «الفيصل القابضة» في مجال الصناعات والتجزئة.
يعتبرونك من أكبر رجال الأعمال في قطر نظرا للمجالات التي تعمل فيها. هل ترى نفسك كذلك؟
- أنا لست من أكبر رجال الأعمال، وإنما أصنف نفسي في الوسط. هناك رجال أعمال كبار في قطر وفي الدول الخليجية الأخرى. كل شخص يتميز في قطاع معين، وكل له بداياته، لكن الاختلاف الوحيد في عمر كل رجل أعمال في البزنس.
تعتبر من أكبر رجال الأعمال في دعم الأعمال الخيرية، أليس كذلك؟
- لقد قمنا بإنشاء مؤسسة «الفيصل بلا حدود» حيث تختص بالمجالات التي لا تعمل عليها الجمعيات الخيرية في البلاد حيث لدينا طريقة مبتكرة ومختلفة، تهتم بالتعليم ودعم الأسرة وتقديم الخدمات للأمة، والإنسانية كلها.
أنت مغرم بالتحف الأثرية، وهو ما جعلك تجمعها داخل متحف واحد، لو تحدثنا عن هذه التجربة.
- أقوم حاليا بترميم أقدم طائرة حلق بها الشيخ حمد بن علي آل ثاني حول العالم. وهي تعد إرثا للقطريين حيث حصل بها على رقم قياسي لقطر، ويجب أن تكون في المتحف، هذه هواياتي، فكنت منذ طفولتي أجمع التحف الأثرية، وعندما وصلت إلى مرحلة معينة أدركت أن ما أمتلكه يستحق أن يكون ضمن متحف، لذلك قمت بهذا الدور تجاه بلدي وهو مفتوح للجميع وهو متحف غير ربحي وإنما وقفي لفائدة الأمة العربية والإسلامية.
تدعمون القطاع الرياضي بشكل كبير، فما فريقك المفضل؟
- أنا أهتم بالرياضة مثل أي رجل أعمال في الدولة، لكن دوري هو الدعم والتشجيع. وفريقي المفضل هو نادي الغرافة، رغم أني أشجع كل النوادي القطرية. وكل النوادي القطرية تحولت حاليا إلى نوادي كبار، وأصبحت هناك منافسة فيما بينها. أنا من مشجعي اللعب الجميل وأتفاعل كثيرا عند مشاهدة المقابلات، لكنني أميل إلى نادي الغرافة حيث إن كل أولادي من مشجعي هذا الفريق، فأجد نفسي مضطرا إلى الفرح معهم، ومع ذلك أقدر جهود كل النوادي المنافسة على دوري نجوم قطر.
ما وجهتك السياحية المفضلة؟
- عندما كنت صغيرا، زرت أغلب الأماكن السياحية في العالم مع والدي. لكنني حاليا أحب البلد السياحي الذي تتوفر فيه هواياتي أو عملي مثل المتاحف والآثار أو تكون فيه فرص استثمارية، وأنا لست من محبي البحر والشاطئ مثل غالبية الشباب الحالي.
ما الذكريات التي تظل راسخة في ذهنك منذ طفولتك؟
- عندما كنت طفلا كنت أزور مع والدي لبنان وأوروبا بشكل دائم، وكان والدي يفرض علينا مصاحبته في رحلات الصيد والذهاب إلى المتاحف، وأقل رحلة كانت تدوم شهرا. لذلك فإن هذه الذكريات تظل دائما راسخة في ذهني، وأحن إليها من خلال مشاهدة صورها دائما.
تزور لبنان دائما منذ الخمسينيات، فما أفضل الفترات التي عشتها فيها؟
- كنت أزور لبنان باستمرار مع والدي لمدة 20 سنة، كل صيف لأكثر من 3 أشهر، وقد تعلمت كثيرا من خلال الاحتكاك بالحضارات، وأيضا كنت أزور عددا من البلدان من خلال بيروت، خاصة مصر وتركيا واليونان وسويسرا وغيرها من الدول. وكنت أحلم في ذلك الوقت أن تكون بلدي دولة متقدمة في يوم من الأيام. وهذا ما يحصل حاليا، خاصة بعد الطفرة التي نعيشها الآن، وأصبحت قطر حاليا من بين الدول المتقدمة في جميع المجالات، وهو ما تؤكده الهيئات الدولية في تقاريرها الدورية.
بعد هذه التجربة الثرية، بماذا تنصح شباب اليوم؟
- يجب على الشباب استغلال الوقت، لأن الوقت ثمين جدا. وأقول لهؤلاء: كلٌّ حسب ميوله، فيجب المثابرة في العمل حتى آخره، لأن لثمرة النجاح الفردي طعما ومذاقا خاصا.
* فيصل بن قاسم
في سطور
* من مواليد قطر، عام 1948.
* ترعرع في بيئة قطرية عربية إسلامية محافظة على التقاليد والقيم الأصيلة ومتفتحة بالوقت نفسه على آفاق التطور الإنساني على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
* يمتلك مجموعة شركات خاصة، بفروعها المختلفة.
* أسس في الجانب التعليمي في قطر: مدارس الخليج الإنجليزية، وفرع أكاديمية العلوم العربية للعلوم والتكنولوجيا كجامعة لها كلياتها المتخصصة في إدارة الأعمال والتكنولوجيا والحاسوب، وفرع الجامعة الهولندية CHN المتخصصة بالسياحة والفنادق على مستوى البكالوريوس.
* من المؤسسين الأساسيين للبنوك والشركات المساهمة القطرية.
* أحد أعضاء مجلس أمناء جامعة قطر.
* أسس وبنى «سيتي سنتر الدوحة»، كواحد من أكبر المجمعات التجارية في العالم.
* بنى عددا من الفنادق الراقية في مدينة الدوحة.
* له إسهامات في دعم مجال الرياضة في دولة قطر.
* له إسهامات وأنشطة في عدد من الدول العربية.
* له إسهامات في الحفاظ على التراث، وعلى البيئة الثقافية لقطر، وللمجتمعات العربية والإسلامية بوجه عام.
* أسس بنك الريان في الجزائر.
* الهوايات: الصيد، التصوير، متابعة الأحداث التاريخية، اقتناء النوادر والتحف، وكذلك المتحف الخاص به ويشتمل على المخطوطات الإسلامية والمتحجرات والمصكوكات المعدنية والورقية والسيارات وغيرها.
* «الفيصل بلا حدود»... لإيلاء البعد الإنساني دوراً كبيراً
أطلق سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني –مبدئيا- مؤسسة «الفيصل بلا حدود» في شهر يونيو الماضي كمؤسسة إنسانية تنموية، ستكون شقيقة جديدة للمؤسسات الإنسانية والخيرية المحلية.
وستقدم المؤسسة الوليدة خدماتها المحلية فضلا عن العالمية بغية خدمة الإنسان بغض النظر عن جنسيته أو عرقه أو مذهبه، فيما قال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، حينها: إنه ينوي تخصيص وقفية لصالح المؤسسة بأصول قيمتها أكثر من مليار ريال، مع بداية انطلاقها قبل نهاية العام الحالي.
وتشمل تلك الوقفية عقارات وأسهما متعددة وأوقافا في الدول التي توجد بها استثماراته الخاصة.
ووعد بتنمية هذه الأوقاف واستثمارها لخدمة المؤسسة، لافتا إلى أنه تم تخصيص طابق كامل في برج بمحاذاة مبنى «السيتي سنتر» كمكاتب لهذه المؤسسة التي ستنطلق أعمالها بشكل فعلي قبل نهاية العام الحالي.
وتأتي فكرة تأسيس «الفيصل بلا حدود» لتقديم الخدمات وتغطية الجوانب التي لم تستطع المؤسسات الإنسانية الأخرى تقديمها، خاصة في مجال خدمات التعليم والأسرة والمجال الإنساني والثقافي، وغيرها من الخدمات الاجتماعية، مع الأخذ في الاعتبار تأهيل الأفراد والأسر المنتجة كأولوية.
رؤية
يأتي تأسيس مؤسسة «الفيصل بلا حدود» كمؤسسة دولية غير حكومية وغير ربحية ومستقلة للأعمال الإنسانية، تخضع للقوانين المطبقة في دولة قطر، وتتمتع بشخصية اعتبارية وذمة مالية مستقلة.
وتسعى مؤسسة «الفيصل بلا حدود» إلى المساهمة في تحقيق جملة من الأهداف النبيلة. منها:
* تنفيذ الأعمال الخيرية في سبيل البر والإحسان والنفع العام.
* توفير الدعم المالي لبرامج خيرية في المجالات التعليمية والاجتماعية والثقافية.
* استقطاب الموارد المالية وإدارتها والقيام بمشاريع استثمارية من أجل زيادة إيرادات المؤسسة وفروعها منفردة أو بالتعاون مع الغير.
* تأهيل القادرين على العمل من الفئات المحتاجة بمشاريع إنتاجية صغيرة فردية وجماعية، من خلال توفير الدعم المالي وقروض ميسرة بغية إيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل.
* مساعدة الطلبة المحتاجين على إتمام دراساتهم الجامعية بتأمين منح وقروض مالية ميسرة.
* المساهمة في إنشاء مرافق للرعاية الاجتماعية والتعليمية والصحية والثقافية، مثل الجامعات والمستشفيات والمراكز الطبية والعيادات ودور الرعاية الاجتماعية والمراكز الثقافية ودور الحضانة ورياض الأطفال ودور العلم بمستوياتها كافة، وإقامة مكتبة متخصصة للباحثين.
* إصدار كتب ونشرات ثقافية ومطبوعات، وإقامة مكتبة متخصصة للباحثين سوف تساعد المؤسسة على تحقيق أهدافها.
موافقة الشؤون الاجتماعية
تم اعتماد النظام الأساسي من وزارة الشؤون الاجتماعية بتاريخ 4 مايو 2011. وقد حدد النظام الأساسي للمؤسسة: أهدافها والهيكل التنظيمي والإداري وصلاحيات مجلس الأمناء واللجان التنفيذية والوقف والاستثمار والإدارة التنفيذية.
هيكل تنظيمي وإداري
تم إعداد هيكل تنظيمي وإداري من أجل تحقيق مهام وأهداف المؤسسة التي من أجلها أنشئت. ويتكون الهيكل من مجلس الأمناء، واللجنة التنفيذية، والإدارة التنفيذية وكذلك لجان الدعم، وهي: لجنة الوقف والاستثمار، واللجنة الشرعية، والمجلس الخيري. وجار الآن إعداد اللوائح الإدارية والمالية للمؤسسة.
استراتيجية مستقبلية
أعد القائمون على المؤسسة برامج مبتكرة تعود بفائدة أكبر وبأقل التكاليف. وتم إعداد مشروع الاستراتيجية وخطة العمل لتحديد رؤية ورسالة وأهداف المؤسسة للأعوام الخمسة القادمة، وخطة عملها لعام 2012، والموازنة التقديرية لتنفيذ خطة العمل.
ومن المتوقع الانتهاء من إعداد وثيقة الخطة الاستراتيجية وخطة عمل مؤسسة «الفيصل بلا حدود» مع نهاية شهر يوليو من هذا العام.
وقف عقارات لتمويل المؤسسة
أعلن المؤسس الشيخ فيصل بن قاسم وقف عقارات وأسهم متعددة وأوقاف في الدول التي بها تواجد استثمارات خاصة بالمؤسس.
وبمجرد الانتهاء من وثيقة الخطة الاستراتيجية وخطة عمل المؤسسة، سوف يتم إدراج العديد من البرامج المبتكرة في المجالات التعليمية والاجتماعية والثقافية والإنسانية. وسوف يتم وضع الموازنة الخاصة والخطط التفصيلية مع برامج زمنية محددة، مع العمل على الاستعانة بالكوادر المتخصصة وإقامة الشراكات وعلاقات التعاون مع الجهات والأطراف المعنية محليا وإقليميا ودوليا.
* شراء فندق بلندن وإطلاق 3 في الدوحة
فيصل بن قاسم يسجل أبرز الصفقات لهذا العام
خطف الشيخ فيصل بن قاسم الأضواء خلال هذا العام، فقد سجل مجموعة من الصفقات التي اعتبرت الأبرز ضمن سلسلة الصفقات التي أجريت من قبل رجال الأعمال القطريين والعرب عموما.
فعلى المستوى الخارجي، استحوذت شركة «الفيصل القابضة» القطرية على فندق دبليو الفخم الواقع بمنطقة ليسستر سكوير في لندن، بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني (1142 مليون ريال).
وقالت «الفيصل القابضة» حينها: إن الصفقة المذكورة جرت عبر وحدتها التابعة، الريان للاستثمار السياحي «آرتك»، في حين كان الطرف البائع شركة «ماكلير وروش».
وتعد الصفقة هي الأكبر من نوعها خلال العام الحالي، كما أنها تأتي قبل أقل من عام من انطلاق أولمبياد لندن 2012، مما سيزيد استفادة الشركة القطرية من هذه الصفقة.
وتدير الفندق اللندني المذكور، شركة «ستاروود» العالمية، وقد تم افتتاحه مطلع العام الحالي.
ويشتمل الفندق على 192 غرفة فندقية عند ملتقى «ليسستر سكوير» و»ووردر ستريت»، إذ شيّد في موقع المركز السويسري السابق في قلب الحي الغربي اللندني. وبالإضافة إلى الفندق، يضم المبنى ذو الطوابق العشرة 11 شقة فندقية فاخرة، تتألف الواحدة من غرفتي نوم ضمن «دبليو ريزدندسز».
كما يتضمن المبنى متجر M&M الممتد على مساحة 35 ألف قدم مربعة والتابع لمجموعة «مارس» العالمية، وهو أول متجر من نوعه في أوروبا.
وتنصب أنشطة «الريان للاستثمار السياحي» على الاستحواذ على العقارات الفندقية وتطويرها وتأجيرها محليا وعالميا. وبإتمام صفقة الاستحواذ على فندق دبليو اللندني يصل عدد الفنادق التي تملكها «آرتك» إلى 11 فندقا في قطر ومصر ولندن، منها 7 فنادق تعمل بشكل كامل و4 فنادق قيد التطوير في الوقت الحاضر.
وقال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شركة «الفيصل القابضة»: «تؤكد الصفقة على توجهنا الواضح والراسخ نحو الأصول فائقة القيمة الواقعة بمدن عالمية مرموقة، بينما نواصل تعزيز أعمالنا محليا ودوليا».
فنادق عالمية
محليا، شهد الشهر الماضي إطلاق الشيخ فيصل عبر مجموعته القابضة «الفيصل» سلسلة فنادق تحمل اسم العلامة التجارية «ماريوت».
ومن أصل 5 فنادق تقع بالجوار من مجمع «سيتي سنتر الدوحة»، فقد أطلق الشيخ فيصل رسميا ثلاثة منها منتصف الشهر الماضي.
وقدر سعادته كلفة الفنادق الخمسة الملاصقة لأحد أكبر المجمعات التجارية المحلية بنحو 850 مليون دولار.
وقال سعادة الشيخ فيصل، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة «الفيصل القابضة»: إن ملاصقة تلك الفنادق لمجمع «سيتي سنتر الدوحة» سيعزز من جاذبية محيط تلك المنشآت الواقعة بمنطقة الدفنة التجارية بالدوحة.
وأبلغ الصحافيين، عقب تدشينه فنادق «رابريلس» و»كورتيارد» و»الدوحة سيتي سنتر»: إن مجموعته التي تملك أيضا فندقين ملاصقين لمجمع «سيتي سنتر» تنوي تجديد الأخير من الداخل ليتلاءم مع هوية المنشآت الجديدة.
وقال: إن هذه الخطوة ستكلف نحو 150 مليون ريال، أي ما يعادل 50 مليون دولار.
واستذكر الشيخ فيصل بداية مشروع بناء الفنادق التي تعود لعام 2004 والتي لحقها زيادة في تكلفة الإنشاء نتيجة المتطلبات الجديدة التي تفرضها عملية البناء.
واعتبر الشيخ فيصل حينذاك، أن مشروع فنادق «ماريوت سيتي سنتر» تترجم رؤيته الشخصية في تطوير محور «وسط مدينة الدوحة» من خلال مراعاة تصميم تلك المنشآت حول مركز تسوق يضم 450 متجرا.
وفي سياق آخر، قال الشيخ فيصل: إن مجموعته تمضي قدما في بناء فندقين آخرين ملاصقين لمجمع «سيتي سنتر»، وهما «شنجريلا» و»روتانا»، فيما سيكون فندق «مارويب» منفصلا.
وتوقع الشيخ فيصل إنجاز مشروع برجي الشقق الفندقية مع شركة «هيلتون للفنادق» خلال عامين. ويتبع المشروع المذكور لمجموعة «الفيصل القابضة»، ويقع بمنطقة الخليج الغربي للدوحة.
وكانت المجموعة المذكورة التي يمتلكها الشيخ فيصل قد أقدمت على شراء فندق «دبليو» في لندن، فضلا عن ثلاثة فنادق في مصر واثنين في الجزائر، فيما تنوي المجموعة دراسة الفرص المتاحة بالسوق السعودية.
وأضافت المجموعة خلال السنوات الخمس الماضية ثلاثة فنادق في مصر، وهي «فورسيزونز فيرست ريزيدنس» في القاهرة، فضلا عن «مارتيم» في الإسكندرية، و»الغردقة هيلتون بلازا».