

تستضيف جامعة حمد بن خليفة وجامعة تكساس إي أند أم في قطر، بالتعاون مع الجمعية الملكية للكيمياء والجمعية الأوروبية لأبحاث المواد، مؤتمر «الابتكارات في الكيمياء والهندسة: الكيميائية من أجل مستقبل مستدام»، الذي انطلقت أعماله أمس، ويختتم غداً الأربعاء، وهو أول مؤتمر تنظمه الجمعيتان في منطقة الشرق الأوسط.
يهدف المؤتمر إلى تسريع وتيرة الاكتشافات العلمية، وتعزيز الشراكات الصناعية، ودعم الأبحاث المرتبطة بالاستدامة، من خلال الاستفادة من خبرات ومقترحات نخبة من الخبراء على مستوى العالم والباحثين الشباب في مجالات علوم المواد، والكيمياء، والتقنيات الحديثة.
كما تركز جلسات المؤتمر على تعزيز التعاون بين التخصصات، واستعراض أحدث المستجدات البحثية في مجالات المواد المتقدمة، والطاقة المستدامة، وتقنيات النانو، والبوليمرات الوظيفية، فضلًا عن دعم الباحثين والطلاب في بداية مسيرتهم الأكاديمية، وترسيخ مكانة دولة قطر كواحة علمية رائدة في مجال علوم المواد والابتكار.
وقال الدكتور منير حمدي، عميد كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة: «تمتلك الكيمياء القدرة على دفع مسيرة الاستدامة العالمية، ويُعد ربط البحث العلمي بالتطبيق العملي خطوة أساسية لتحقيق نتائج ملحوظة. ويوفر هذا المؤتمر منصة مهمة للحوار والتعاون نحو تحويل الأفكار إلى حلول، ومن منطلق دورها كجامعة بحثية رائدة، تواصل جامعة حمد بن خليفة التزامها بدفع عجلة التغيير الإيجابي بما يتماشى مع أولويات الدولة ويساهم بفاعلية في التقدم العالمي».
ومن جانبه، قال الدكتور محمد الهاشمي، الأستاذ في كلية العلوم والهندسة، ورئيس المؤتمر: «نفخر بتحقيق هذا الإنجاز المهم من خلال استضافة أول مؤتمر تنظمه الجمعية الملكية للكيمياء والجمعية الأوروبية لأبحاث المواد في الشرق الأوسط. وإن النقاش والتبادل العلمي الذي تضمنه المؤتمر يساهم في تحديد دور الكيمياء في معالجة التحديات المعاصرة وتعزيز جهود الاستدامة على المستويين المحلي والعالمي».
وأضاف د. الهاشمي في تصريحات خاصة لـ «العرب»: تقدم لحضور المؤتمر 350 شخصا، ويحضره 300 شخص، بناءً على شراكات داخل قطر وخارجها، حيث يمثل المشاركون 21 دولة حول العالم.
وتابع: يشكل هذا المؤتمر النوعي والفريد حجر أساس للتعاون المشترك مع عدد من الأطراف بالعالم، وهو الأول من نوعه الذي يُقام في منطقة الخليج، ويجمع بين الجمعية الملكيـــة للكيمياء في المملكة المتحدة والجمعية الأوروبية للأبحاث، وذلك بالشراكة مع جامعة حمد بن خليفة وجامعة تكساس إيه آند إم في قطر.
ونوه إلى أن المؤتمر يُعقد تحت شـعار تطوير علوم المواد بين الكيمياء والهندسة الكيميائية من «أجل مستقبل مستدام»، ويستمر على مدى ثلاثة أيام، يجمع خلالها نخبة من أبرز الباحثين والخبراء والعلماء والمهندسين وقادة القطاع الصناعي إلى جانب طلبة البكالوريوس والدراسات العليا والدكتوراه، يعرضون أبحاثهم من خلال الملصقات العلمية.
ونوه بأن من أبرز المواضيع التي يتم مناقشتها في المؤتمر التطورات في علوم البيئة والتقنيات الهندسية والكيميائية، إضافة إلى الجلد الإلكتروني وتفكيك مياه البحر باستخدام ضوء الشمس لإنتاج الهيدروجين النظيف والأوكسجين، وذلك يمثل محوراً أساسياً نحو تحقيق الاستدامة والابتكار العلمي، لافتاً إلى أن دولة قطر تستثمر بشكل كبير في البحث والابتكار، واستضافة مثل هذه الفعاليات تُجسّد التزامها الراسخ بتعزيز التعاون العلمي وتطوير البحث على المستوى العالمي
وفي أعقاب الكلمات الافتتاحية، عُقدت جلسة نقاشية بعنوان «علمٌ بلا حدود: تعزيز الشراكات الدولية من أجل الابتكار» تناولت سبل تعزيز التعاون العابر للثقافات لدعم النمو المستدام. كما شارك في الجلسة نخبة من الخبراء رفيعي المستوى، من بينهم الدكتور إياد أحمد مسعد، نائب الرئيس للبحوث في جامعة حمد بن خليفة، والدكتور توني كينيون، رئيس الجمعية الأوروبية لأبحاث المواد، والدكتور هشام صابر، برنامج البحوث الوطنية في مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، وتوبي أندروود، رئيس معايير المهنة في الجمعية الملكية للكيمياء.
ويُجسد هذا المؤتمر مكانة جامعة حمد بن خليفة كمؤسسة أكاديمية رائدة قائمة على الابتكار والتأثير، وتسعى للتصدي للتحديات العالمية الكبرى، كما يؤكد على الدور المتنامي لدولة قطر في تعزيز الابتكار والتنمية المستدامة.