مواطنون: تصليح السيارات في بعض الوكالات.. وقت طويل وعدم التزام بالضمان
تحقيقات
04 أكتوبر 2012 , 12:00ص
الدوحة - عمر عبداللطيف
تدخل مكتب إحدى وكالات السيارات المعروفة، تنتظر دورك ليتم فحص سيارتك المعطلة، ساعة كاملة ولم يحن الدور، رغم أنه لا يوجد سوى شخص واحد أمامك، في المقابل لا يوجد سوى موظف واحد يقوم بكل شيء تقريبا، بداية من تسجيل السيارة على قوائم التصليح، ومن ثم تسجيل الاستمارة على ورق، بعد ذلك يقوم الموظف نفسه بفحص السيارة، قبل أن يتم تسليمها للوكالة. هذه الإجراءات تحتاج إلى أكثر من ساعتين. انتظار طويل في الوكالات بعد ذلك يخبرك الموظف أنهم سيتصلون بك بعد حوالي 5 إلى 7 أيام، فقط ليتم إخبارك بأعطال السيارة. دون إصلاحها، فإصلاح العطل قد يحتاج إلى أسبوع آخر وربما عشرة أيام.
تتصل الوكالة بالزبون بعد نحو أسبوع، ليخبروه بنتيجة الفحص؛ تحتاج السيارة مابين 30 إلى 40 ألف ريال ليتم إصلاح المحرك، أو بالأحرى تركيب محرك جديد بعد التوصية عليه من الشركة الأم في اليابان.
نفس الموظف يقول للزبون: «اذهب وصلح سيارتك في أي كراج آخر بالصناعية، فهو أرخص بكثير من إصلاحها في الوكالة، وبالفعل يذهب محمد إلى إحدى كراجات الصناعية، بعد أن دفع 500 ريال للوكالة من أجل «التشييك» فقط، إذ أن التشييك الكامل على السيارة يحتاج ألف ريال قطري.
بيد أن علي عبدالرحمن يرى في حديثه لـ «العرب» أن انتظار الدور في وكالات السيارات شيء طبيعي، إذ أن لديهم الكثير من السيارات التي تحتاج لإصلاح، قائلا لو كان العطل بسيطا تستلم سيارتك بعد يوم أو يومين. أما إن كانت المشكلة كبير فتستلمها بعد 4 أيام. «لو تريد شغل على الماشي تأخذ السيارة ثاني يوم». بحسب عبدالرحمن.
بينما يؤكد خالد محمود أن إصلاح السيارة في الوكالة، قد لا يحتاج الوقت الكثير، وهذا حسب الوكالة، وحسب العطل، المشكلة في السعر، الإصلاح في الوكالة مكلف جدا، «أنا شيكت وبدلت زيت وسفايف بـ4 آلاف ريال، في كراج آخر بالصناعية، ربما أدفع ربع القيمة فقط». وهذا أمر يعود للتجار، الذين يجب أن يخفضوا أسعارهم. «لماذا كل هذه الأسعار؟».
أسعار خيالية والكراجات أرخص
الأسعار المرتفعة التي تطلبها الوكالات نظير إصلاح سيارات الزبائن، مسألة ترهق الناس، كما يقول علي عبدالرحمن، الذي أراد أن يغير «السفايف» لسيارته، وعندما توجه إلى الوكالة، وجد أن الدرجة الأولى من «السفايف» بـ170 ريالا، بينما الدرجة الثانية بـ120 ريالا، فدفع في النهاية نحو 4 آلاف ريال «بعد تغيير زيت وسفايف وتشييك»، رغم أن سيارته موديل عام 1991.
وينوه عبدالرحمن إلى أنه يوجد فرق كبير بالسعر ما بين الكراجات وما بين الوكالات، «لو تريد أن تصبغ السيارة، تجد أن كيلو الصبغ بـ200 والمعجون بـ300 ريال، واللكر بـ200 ريال، لكن صبغ السيارة يكلف 7 آلاف ريال، إنه مبلغ كبير جدا». موضحا أنه في السابق كان يصبغ السيارة بـ3 آلاف ريال، «اليوم أحد الكراجات قال لي سيارتك تكلف 14 ألف ريال، في هذه الحال آخذها إلى وكالة أفضل، لكن أسعار الكراجات تبقى معقولة مقارنة بالوكالات».
بينما يرى أبوعبدالله أن أسعار الوكالات مرتفعة جدا، وسعرها ثابت، ما السبب؟ «لا نعرف، ارتفع الين، ارتفع الدولار، لا يوجد سبب مقنع». قائلا إن على الوكالات أن تخفض أسعارها.
كما يطالب أبوعبدالله بفتح فروع عدة للوكالة في الدوحة والخور والوكرة والشمال ، فلا يوجد سوى فرع واحد للوكالة الأم في الصناعية، ودائما مزدحم ولا يكفي لجميع الزبائن، «في السعودية تفتح فروع الوكالات 24 ساعة، حيث تستطيع أن تصلح سيارتك في الليل أيضا». هذا إلى ضرورة أن تزيد الوكالات عدد موظفيها، فلا يعقل ألا يوجد في المكتب سوى موظف واحد يقوم بكافة الإجراءات.
ويؤكد أبوعبدالله أن إصلاح السيارة في الوكالة يحتاج إلى وقت طويل، لكن في المقابل هناك خدمة جيدة، وتضمن الجودة والضمان للقطع المغيرة، أي بمعنى آخر: «اعط الخباز خبزه ولو أكل نصفه».
أراد جاسم أن يصلح سيارته، وعندما ذهب إلى الوكالة، قالوا له ستكلفك 16 ألف ريال، «أحد الموظفين قال لي خذها وصلحها في أحد الكراجات فهذا أرخص، وفعلا كلفتني حوالي ألف ريال كان هناك عطل في الأضواء، لا يوجد فائدة من الوكالة!».
كذلك يرى أحمد الصايغ، الذي لا يصلح سيارته إلا في كراجات الصناعية، «في الوكالة القطعة أصلية لكنها غالية جدا»، مشيرا إلى أنه ربما يكون منطقيا أن تصلح سيارتك الجديدة في الوكالة، لكن ليس في كل مرة تذهب إلى الوكالة».
تأخر في الإصلاح
ومماطلة رغم التأمين
الشركة تعطيك سنتين ضمانا عندما تشتري السيارة مثلا، وتسجل بشكل مجاني وكذلك التأمين الشامل، وخدمة السيارة، لكن للأسف معظم هذه الخدمات هي حبر على ورق، «تسجيل مجاني وخدمة طريق، اتصلت معهم مرة عندما تعطلت سيارتي على طريق الشمال، لم يأت أحد». بحسب ما يشرح أبوعبدالله.
يقاطعه زميله علي ليقول، إن الخدمة موجودة، فهذا عقد ويجب أن يقوموا بإصلاح السيارة، فإن لم يأتوا اتصل مع الشركة وأخبرهم بذلك.
وحول الضمانات التي تقدمها شركات السيارات للزبون عند شرائه السيارة، يقول الصايغ، لو كنت مؤمننا على السيارة تأمينا شاملا، عليهم أن يصلحوا السيارة، حتى لو كان العطل بعد سنتين بحسب العقد، كما يجب أن يعطوا الزبون سيارة بديلة، بدلا من أن يستأجر هو واحدة على حسابه، «بعض الوكالات لا تعطي لزبائنها سيارة بديلة، عندما يريد إصلاح سيارته، رغم أن هذا مكلف فأنت تدفع إيجارات وغيرها وتستأجر على حسابك، فلماذا؟ أنت لست مضطرا لذلك، وعلى الوكالة تأمين كل ذلك».
عبدالرحمن يقول إنه لم يفهم مسألة الضمان حتى الآن، فمثلا أخذت سيارتي للوكالة في إحدى المرات لإصلاحها بعد شهر من شرائها، فقالوا لي هناك فرق يجب أن تدفعه، «تقول له على ماذا التأمين إذن؟ فعندما تتعطل قطعة كهربائية أنا لست مسؤولا عنها، وقالوا لي سنصلحها لك. لكن لم يفعلوا، بعض الأشياء غير معذورين فيها، وبعضها معذورون فيها مثل الأعطال الكبيرة».
وفي إحدى المرات كان عبدالرحمن يريد التحدث مع الشركة الأم في اليابان، وذلك عندما عطل المكيف بعد يومين من شراء السيارة، وراح يطلق رائحة كريهة، فصلحه في الوكالة، لكن الرائحة عادت مجددا، «أصلحت المكيف عدة مرات، لكن المشكلة عادت، في النهاية أرجعت السيارة لهم».
البعض يتوجه للإمارات والسعودية
كثير من الشباب يتوجهون نحو الإمارات والسعودية، لشراء قطع الغيار، أو يطلبون من أحد أن يشتريها لهم، كما أن البعض يصلح سيارته في السعودية، لأن قطاع الغيار هناك أرخص بكثير، إضافة إلى أن الإصلاح أرخص أيضا، «هنا الأسعار مضاعفة، وكذلك عملية الإصلاح، السفايف هنا مثلا ألفي ريال، هناك بألف ريال». بحسب عبدالرحمن.