أحزاب أوروبا المتشددة من اليسار واليمين تدعم تسيبراس لصالح أجندتها السياسية
حول العالم
04 يوليو 2015 , 01:24م
أ.ف.ب
تستغل الأحزاب المعارضة للاتحاد الأوروبي من التيارات المتشددة اليسارية واليمينية الاستفتاء الذي ينظم غدا الأحد في اليونان لصالح أجندتها السياسية الرافضة نظام العملة الموحدة.
ودعت الحكومة اليونانية اليسارية برئاسة ألكسيس تسيبراس اليونانيين إلى التصويت بـ "لا" رفضا لخطة المساعدة التي عرضها الدائنون "الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي" وتتضمن إجراءات تقشف جديدة.
وأعرب سياسيون أوروبيون من اليسار المعارض للتقشف عن تضامنهم مع الحكومة اليونانية كما يخطط البعض منهم للسفر إلى أثينا غدا الأحد يوم الاستفتاء.
وتعهد نيشي فيندولا زعيم المعارضة اليسارية الإيطالية المتمثلة في حزب الخضر والحرية، بأن "يظهر تضامنا مع الشعب اليوناني في مواجهة المجزرة الاجتماعية (في إشارة إلى خطة المساعدة) التي أمرت بها بروكسل وباركتها برلين"، والتي يرى فيندولا أنها تتضارب مع مبادئ الوحدة الأوروبية.
أما في إسبانيا فيعتزم حزب "بوديموس" اليساري الراديكالي، الذي أعرب عن تضامنه مع تسيبراس دون أن يؤكد علنا دعمه التصويت ضد خطة المساعدة، إرسال مسؤول العلاقات الدولية بابلو بوستيندوي إلى أثينا.
وقال أنيغو إيريخون، الرجل الثاني في حزب "بوديموس"، إن "المشكلة ليست يونانية بل أوروبية. يسعى البعض إلى استغلال الشعب اليوناني لإظهار أنه من الممكن تنفيذ سياسات بديلة في أوروبا خصوصا في جنوب أوروبا".
وفي فرنسا انتقد مؤسس حزب اليسار جان لوك ميلانشون المحاولة "الممنهجة والمنظمة لخنق اليونان من قبل اليوروجروب لكي تكون بمثابة نموذج لدول أخرى لتتفادى أي كارثة مالية".
أما الناشط السياسي الإيطالي والكوميدي بيبي غريللو فوعد أيضا بزيارة أثينا يوم الأحد.
وقال غريللو "نريد أن نقول علنا إن تسيبراس يقوم بأمر استثنائي عبر تنظيم هذا الاستفتاء، فهو بكل ديمقراطية يمنح الكلمة الأخيرة للشعب اليوناني". ودعا غريللو إلى التصويت بـ "لا" في الاستفتاء.
وهذا الدعم لتسيبراس والاستفتاء لا يأتي فقط من الأحزاب اليسارية الأوروبية، بل ترى فيه الأحزاب اليمينية أيضا خطوة أولى أمام استعادة الدول سيادتها من سيطرة بروكسل.
وفي هذا الصدد قال مسؤول في حزب "فورتسا إيطاليا" اليميني ريناتو برونيتا "أدعم تسيبراس وإن كنت لا أتفق مع رؤيته السياسية وسياساته الاقتصادية ومكره"، مضيفا "لقد سئمنا من أوروبا البيروقراطية هذه، وتعبنا من أوروبا الألمانية"، في إشارة إلى نفوذ برلين الواسع.
ومن بين الأحزاب اليمينية المتشددة أيضا، حزب الجبهة الوطنية في فرنسا الذي يدعو إلى الخروج من نظام العملة الموحدة، إذ قال نائب رئيسته فلوريان فيليبو إن بروكسل "لعبت باليونانيين وكأنهم حقل تجارب لسياسة التقشف القاسية".
وفي بريطانيا، اعتبر رئيس حزب استقلال المملكة المتحدة (يوكيب) نايجل فراج أنه من شأن الاستفتاء أن يتيح لليونانيين فضح "احتيال" رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ليستعيدوا استقلالهم وعملتهم.
وكتب فراج على حسابه على موقع تويتر أنه "لفترة طويلة تضعف عضوية اليونان في منطقة اليورو هذا البلد، ولذلك فإن الأزمة الحالية هي بمثابة فرصة، فالشعب اليوناني في حاجة لحريته حتى يزدهر".
وفي إيطاليا، قال ماتيو سالفيني من حزب رابطة الشمال اليميني "إذا كنتُ يونانيا لصوت بلا، لأنه لا يجدر بأحد إهانة الشعب"، مهددا بدعوة مناصريه للتوجه إلى أجهزة الصرف الآلي وسحب الأموال كما يفعل اليونانيون وذلك للقول "إننا لسنا بعبيد للبنك المركزي الأوروبي".
وتابع سالفيني إن "أوروبا بحد ذاتها كارثة، فالقوانين الأوروبية كارثية ويجب مراجعة المعاهدات الأوروبية كل على حدة، كما أن العملة الموحدة نظام خاطئ. ولذلك وقبل أن نموت من الجوع والبطالة، يجدر بنا التوقف ومراجعة كل هذا، والعودة إلى البداية".
وأخيرا اعتبر النائب في البرلمان الأوروبي هيرالد فيليمسكي من حزب الحرية النمساوي القومي أن الأزمة اليونانية هي بمثابة "بداية نهاية منطقة اليورو".
وقال فيليمسكي لوكالة فرانس برس إنه "منذ عام 2008، فاقمت محاولات فرض الاستقرار وإنقاذ اليورو من المشاكل. إن النظام الأوروبي يعتمد على سياسة العملة الواحدة التي تتطلب سياسات اقتصادية غير متناسقة، وبالتالي فإنه لا يكف عن جر الاتحاد الأوروبي بالكامل إلى الأزمة".