أسيرات سابقات لدى بوكو حرام يروين تفاصيل معاناتهن
حول العالم
04 مايو 2015 , 01:27م
أ.ف.ب
بدأت أسيرات - حرَّرهنَّ الجيش من قبضة بوكو حرام، في شمال شرق نيجيريا - يروين المحنة التي عانين منها خلال فترة الأسر لأشهر طويلة، خاصة الجوع والقهر والاستغلال الجنسي، وما تلقَّيْنَه من تهديدات.
فقد أنقذ الجيش حوالي 700 امرأة وطفل، الأسبوع الماضي، من المتمردين الذين كانوا يحتجزونهن في
غابة سامبيسا، أحد معاقلهم. وأعلنت السلطات - مساء الأحد - أنها نقلت إلى المخيم 275 امرأة وطفلا، من يولا، كبرى مدن ولاية أداماوا.
وتسلمت الوكالة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة الرهينات السابقات اللائي كان بعضهن مصدومات، ويعانين من سوء التغذية، لمعالجتهن من الصدمة، ومساعدتهن على إعادة الاندماج في المجتمع.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال المتحدث باسم الوكالة ساني داني: "نُقلت ثماني نساء و15
طفلا إلى المستشفى للمعالجة، من جروح أُصبن بها خلال عملية الإنقاذ".
وكانت إحدى الرهينات بنت عبد الله (18 عاما) خُطفت من قريتها القريبة من ماداغالي، في شمال ولاية
أداماوا قبل أكثر من سنة. وقد استعادت حريتها، لكن أخريات لم يحالفهن الحظ.
وقالت هذه الشابة لصحافيين لدى وصولها إلى يولا: "عندما شن الجنود الهجوم على المعسكر
حيث كنا معتقلين، طلب منا الخاطفون أن نختبئ خلف الأشجار وفي الأدغال، حتى نفرّ
من عمليات القصف التي يقوم بها الجيش".
وأضافت بنت عبد الله أن "دبابات سحقت لدى تقدمها نساء كن مختبئات بين الأشجار، دون أن
تعرف بوجودهن هناك".
وأوضحت أن الجيش "سيطر على مقاتلي بوكو حرام وأنقذنا. عندئذ طلب الجنود من اللواتي كن
منهكات أو من المريضات أن يصعدن في آليات، ومن الأخريات أن يمشين وراءهم لتجنب الألغام التي زرعتها بوكو حرام في كل مكان تقريبا".
وقالت إن "ثلاث نساء على الأقل وجنودا قُتلوا في انفجار لغم داست عليه امرأة".
وأشارت بنت عبد الله إلى أنها اعتقلت في مكانين مختلفين قبل نقلها إلى غابة سامبيسا، العام
الماضي. وقد نقلت خاصة إلى "مقر قيادة" بوكو حرام في مدينة غوازا شمال شرق نيجيريا، حيث أعلنت المجموعة التي أقسمت يمين الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية إقامة "خلافة" العام الماضي، على الأراضي التي كانت تسيطر عليها آنذاك.
وتمكنت شقيقتاها اللتان خُطفتا أيضا من الفرار، لكنها اختارت أن تبقى لأنها استضافت ثلاثة
اطفال في الثالثة والرابعة من العمر، لم تكن أمهاتهم بين الأسيرات. وقالت: "لم أستطع تركهم".
وتُشبه شهادتها إفادات رهينات أخريات قلن إن الخاطفين أرغموهن على الزواج، ولقد تعرَّضْنَ لعمليات
استغلال جنسي وحشية وضغوط نفسية. وأرغموا بعضهن على الذهاب إلى الجبهة للقتال.
وأوضحت الشابة: "طلبوا منا الزواج من عناصر بوكو حرام، لكننا قلنا لهم إن ذلك ليس واردا لأننا متزوجات. إذ ذاك أجابونا أنهم يريدون بيعنا سبايا".
وكانت المرأة الأخرى لامي موسى (19 عاما) حاملا في شهرها الرابع عندما اجتاح رجال بوكو
حرام - قبل خمسة أشهر - قريتها القريبة من شيبوك.
ففي شيبوك خطفت المجموعة الإسلامية أكثر من 200 تلميذة العام الماضي، وقد أثارت هذه العملية
القلق في نيجيريا والاستياء وراء الحدود. وباتت عملية الخطف تلك رمزا للعمليات التي نفذها المتمردون الذين خطفوا أكثر من 2000 امرأة منذ مطلع 2014 كما تقول منظمة العفو الدولية.
وأضافت لامي موسى أنها نجت من الزواج القسري لأنها كانت حاملا، لكن خاطفيها قالوا لها إنها لن
تنجو من الزواج بعدما تضع مولودها. وقالت: "من حسن حظي أنه تم إنقاذي في اليوم التالي للولادة".
وأعلن المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة أن السلطات أجرت في يولا عملية تحقق من هويات الرهائن السابقين. لكن لا أحد يعلم إلى متى سيبقين في النازحين.
وأضاف المتحدث: "تبدو الغالبية متعبة ومصدومة. نرى أنهن لم يغتسلن منذ أيام".
ووزعت على النساء والأطفال مواد غذائية وفرش وأغطية وصابون وسوائل تنظيف.