

استعادت قطر خلال 2022 مكانتها في صدارة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال، لتزيح الولايات المتحدة لأول مرة منذ أكتوبر 2021.
وكشفت التقارير العالمية لمنتجي الغاز أن قطر استحوذت على حصة نسبتها 21 بالمائة من سوق الغاز العالمي من الصادرات خلال العام الماضي.
وخلال 2022 وقعت قطر للطاقة أكبر وأطول اتفاقية في تاريخها مع مؤسسة الصين للبترول والكيماويات «سينوبك» لتوريد 4 ملايين طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال إلى جمهورية الصين الشعبية لمدة 27 عاماً.
وبموجبها سيتم توريد كميات الغاز الطبيعي المسال المتعاقد عليها من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي وسيتم تسليمها إلى محطات استقبال سينوبك في الصين.
ويؤكد المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، ان الاتفاقية تعزز العلاقات الثنائية المتميزة بين الصين وقطر، وتساعد على تلبية احتياجات الصين المتزايدة من الطاقة.
إضافة إلى ذلك، ستفتح الاتفاقية فصلاً جديداً ومتميزاً في علاقتنا مع مؤسسة سينوبك التي تغطي عدداً من المجالات المختلفة، والتي نأمل أن تدفع بالمزيد من النمو والتوسع نحو خمسينيات هذا القرن.
وأضاف سعادة الوزير الكعبي: «هذه أول اتفاقية بيع وشراء من مشروع حقل الشمال الشرقي. كما يعتبر هذا العقد الأطول في تاريخ صناعة الغاز الطبيعي المسال».
يذكر أن هذه هي الاتفاقية الثانية من نوعها منذ مارس 2022 عندما وقعت قطر للطاقة اتفاقية مع سينوبك لتوريد 2 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال إلى الصين لمدة 10 سنوات. كما تعد أول اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد للغاز الطبيعي المسال من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، وتأتي في أعقاب انتهاء قطر للطاقة من تشكيل ثماني شراكات دولية في مشروعي توسعة حقل الشمال الشرقي وحقل الشمالي الجنوبي، اللذين يتوقع أن يبدأ إنتاجهما في عامي 2026 و2027، على التوالي.
اتفاقيات التصدير
كما شهد 2022 توقيع اتفاقيتي بيع وشراء طويلتي الأمد بين شركات تابعة لكل من قطر للطاقة وشركة كونوكو فيليبس لبيع ما يصل إلى مليوني طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال يتم توريدها من قطر إلى ألمانيا.
وبموجب الاتفاقيتين، ستقوم شركة تابعة لكونوكو فيليبس بشراء الكميات المتعاقد عليها وتوريدها إلى محطة استقبال الغاز الطبيعي المسال الألمانية التي يتم تطويرها حالياً في مدينة برونزبوتل شمال ألمانيا ابتداءً من العام 2026.
وسيتم توريد هذه الكميات من الشركتين المملوكتين من قبل قطر للطاقة وكونوكو فيليبس في قطر واللتان تملكان حصصاً في كل من مشروعي حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي.
الأسواق الرئيسية
ويوضح المهندس سعد بن شريده الكعبي التزام دولة قطر بأمن الطاقة في أوروبا وألمانيا وتعود أهمية هاتين الاتفاقيتين إلى عدة أسباب، فهي تمثل أول اتفاقية إمداد طويل الأمد للغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا، ولفترة توريد تمتد إلى 15 عاماً على الأقل، مما يساهم في توفير أمن الطاقة لألمانيا.
كما أنها تتويج لجهود شريكين موثوقين -قطر للطاقة وكونوكو فيليبس- امتدت على مدى سنوات عديدة لتوفير حلول موثوق بها وذات مصداقية للمستهلكين حول العالم، واليوم، للمستهلكين الألمان. وهذا دليل ملموس على عزم قطر للطاقة على توفير إمدادات طاقة موثوقة لجميع الأسواق الرئيسية في جميع أنحاء العالم، وعلى التزامنا تجاه الشعب الألماني».
ويضيف الكعبي «تمثل ألمانيا أكبر سوق للغاز في أوروبا، تتميّز بطلب كبير في قطاعات الصناعة، والكهرباء، والاستهلاك المنزلي، ونحن ملتزمون بالمساهمة في دعم أمن الطاقة فيها وفي أوروبا بشكل عام. وقد أظهرنا هذا الالتزام من خلال استثمارات كبيرة في مختلف مراحل صناعة الغاز التي شملت مشاريع رفع طاقتنا الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال في قطر، وتطوير مشروع غولدن باس لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة. كما نفّذنا أكبر برنامج لبناء ناقلات الغاز الطبيعي المسال في تاريخ قطاع الطاقة وتعاقدنا على التزامات طويلة الأمد في البنية التحتية لاستقبال الغاز الطبيعي المسال وتخزينه وتوزيعه في عدد من البلدان الأوروبية. كما أنّ حوارنا مع شركائنا الأوروبيين مستمر بهدف تحقيق مستويات أعلى من أمن الطاقة واستقرار الأسواق وتحول أكثر سلاسة إلى طاقة منخفضة الكربون لمصلحة الجميع».