

عُقدت مساء السبت الماضي الفعالية الأولى من سلسلة عروض «من القلب إلى القلب» التي أطلقتها مؤسسة قطر، في مبادرة تحتفي فيها بالمقام العربي الفصيح، وتهدف إلى ترسيخ مكانته في الثقافة العربية الأصيلة حاضرًا ومستقبلًا.
جمعت الأمسية التي حضرتها سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، واستضافها «مسرح الصندوق الأسود» في ملتقى (مركز طلاب المدينة التعليمية)، عُشاق المقام العربي الفصيح والموسيقى الكلاسيكية، ونقلتهم إلى تجربة استثنائية أُضيئت فيها القاعة بأنوار الشموع، بعيدًا عن الإضاءة الساطعة، ومكبرات الصوت، والشاشات، ما أتاح لهم فرصة الاستمتاع بموجة الصوت، وأصالة النغم في المقام العربي، والشعر، وصفاء الصوت البشري، ليكون النغم أصدق حوارٍ من القلب إلى القلب بين المؤدّي والمتلقي.
وقدّم الأمسية التي عقدت ضمن سلسلة «من القلب إلى القلب» وفي إطار «الغرّة للأدب والفنون» التابعة لمؤسسة قطر، وهي مبادرة تحتفي بالإرث الثقافي والفني للحضارتين العربية والإسلامية، «مجموعة الدوحة للمقام الفصيح»، كلّ من الدكتور مصطفى سعيد الموسيقيّ والمُلحّن والباحث وعازف العود، مؤسّس مجموعة أصيل (فكرة، وعود، وغناء)؛ وأساتذة القسم العربيّ بأكاديميّة قطر للموسيقى التابعة لمؤسسة قطر: أحمد الكروي (عود كبير وغناء)؛ توفيق ميرخانْ (قانون)؛ هاني الخطيب (كمان)؛ إبراهيم كَدَرْ (ناي)؛ ومشاركة من علي حوتْ (إيقاع) من مجموعة أصيل. وقد تمحورت هذه الأمسية حول مقامٍ يمتدُّ عبر ثمانية قرون، ومزِيج من المؤلفات الكلاسيكية المستوحاة من مخطوطات تاريخية بالإضافة إلى أعمال معاصرة وجديدة من إبداعات «مجموعة الدوحة للمقام الفصيح».
في ختام الأمسية تسنّى للحضور لقاء مجموعة الدوحة للمقام الفصيح في إطار جلسات نقاشية نظمتها مبادرة «بالعربي» التابعة لمؤسسة قطر. وشكّلت هذه الجلسات مساحة حوارية مميزة حول البُعد الثقافي والعلمي للمقام العربي الفصيح.
ويعكس تعاون مبادرة «بالعربي» مع «من القلب إلى القلب» الدور الرائد الذي تؤديه «بالعربي» في ترسيخ الهوية العربية بعالم الإبداع، ودور الفنون العربية الأصيلة في الارتقاء بمكانة الثقافة العربية، وإنتاج الأفكار المُلهمة من خلال الفنون العربية الأصيلة.
شملت الأمسية أيضًا، مجموعة ورش عمل بالتعاون مع برنامج «حرفة» التابع لمؤسسة قطر، ما أثرى تجربة الحضور في التفاعل مع التراث الثقافي والتعرّف على الجانب الحرفي والعلمي الكامن وراء فنون المقام العربي الفصيح.