

 
                            هشام زكي: لدينا 6 طلاب أتموا حفظ كتاب الله
حسين عبدي: الحفظ يساعد الطلاب على التميز العلمي
أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أداء رسالتها في رعاية وتوجيه الشـأن الديني الإسـلامي في المجتمع، وتعزيز دور رسـالة الإسلام في ترسيخ القيم الإنسـانية والمبادئ الأخلاقية السـامية والمثل العليا، وتأكيد أثرهـا الدائم في ترقية حيـاة المجتمع كافة.
وقالت في بيان أمس إن «برامج وأنشطة مراكز تعليم القرآن الكريم المنتشرة في مناطق الدولة المختلفة للذكور والإناث، تنهض بهذه المهمة وتوظف كل إمكانياتها للارتقاء بالنشء والشباب والفتيات؛ عبر استيعابهم في مراكز تعليم القرآن الكريم المخصصة للذكور وأخرى للإناث، والعمل على تثقيفهم وتوجيههم تربوياً واخلاقياً، وإبلاغ الدعوة ونشـر الثقافة الإسـلامية وفق منهج وسطي معتدل يستند على كتاب الله وسنـة رسـوله الكريم، وتعزيز دور المساجد والمراكز القرآنية ورسالتها الهادفة في المجتمـع.
وأضافت الوزارة أنها تشرف ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني عبر قسم القرآن الكريم وعلومه وشعبة التحفيظ بالنشاط النسائي على المراكز القرآنية الحكومية التابعة للوزارة، وتحرص على استيعاب الطلاب والطالبات الذين يتقدمون للانتساب والحضور لتعلم القرآن الكريم وعلومه بهذه المراكز، وتخييرهم في مواعيد البرامج الدراسية حسب الطاقة الاستيعابية المتاحة وحسب الوقت الذي يراه الطالب مناسباً وفق ظروفه ، لافتة إلى أن الدراسة تنقسم بمراكز الذكور إلى فترتين، الأولى: من بعد صلاة العصر إلى قبيل المغرب، والثانية من بعد صلاة المغرب إلى ما قبل أذان العشاء، كما تحتضن مراكز التحفيظ النسائية الإناث على فترتين صباحية ومسائية، وتعمل الإدارة بالتنسيق مع الإدارات ذات الصلة على توفير المزيد من المراكز القرآنية للذكور والإناث؛ حسب زيادة الكثافة السكانية في مناطق الدولة.
وقالت الوزارة تتيح إدارة الدعوة والإرشاد الديني للذكور والإناث على اختلاف أعمارهم ومن جميع فئات المجتمع ابتداءً من عمر خمس سنوات، الانتساب والحضور للمراكز القرآنية التي تنتشر في جميع مناطق الدولة، وذلك خلال أيام الأسبوع من الأحد إلى الخميس.
وأضافت: يتضمن منهج تعليم القرآن الكريم خمسة فروع بداية من تعليم الدروس الهجائية حتى الخاتمين لحفظ كتاب الله، وهي: فرع الدروس الهجائية، فرع التلاوة وأحكام التجويد، فرع الحفظ والمراجعة، فرع الخاتمين، بالإضافة إلى فرع مقرر المدارس.
وتعد مراكز تعليم القرآن الكريم المنتشرة في جميع مناطق الدولة محضنا إيمانيا تربويا لغرس قيم الإسلام ومبادئه وآدابه، ويوفر لأبنائنا الطلاب ذكوراً وإناثاً البيئة النقية السليمة، وينمي شخصيتهم نمواً سوياً متوازناً، يقول الله تعالى: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً».
وأشارت الوزارة في هذا السياق إلى جهود مركز ابن القيم لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة المعمورة ملحقاً بمسجد سعد بن ماجد آل سعد، ويحتضن الطلاب من منطقتي المعمورة وأبو هامور.
وقال الشيخ هشام إبراهيم زكي رئيس مركز ابن القيم، إن هناك إقبالا مستمرا على الالتحاق بمراكز القرآن، مشيراً إلى أن المركز يضم 10 حلقات تشتمل على مستويات الحفظ للمنتسبين للمركز والبالغ عددهم 110 طلاب، حيث ينقسم عمل المركز على فترتين من بعد صلاة العصر إلى قبيل صلاة المغرب، ومن بعد صلاة المغرب إلى أذان العشاء، ويختار الطلاب الوقت المناسب لهم مع دراستهم ليداوموا خمسة أيام في الأسبوع من الأحد إلى الخميس، وهناك بعض الطلاب ينتسبون للحلقات المرنة والحضور يومين أو ثلاثة في الأسبوع.
وأشار أن المركز يضم ستة طلاب أتموا حفظ كتاب الله كاملاً، وهم في المرحلة الجامعية ويتابعون المراجعة في المركز حسب ظروف دراستهم، وقد شارك بعضهم في مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم، حيث حصل الطالب محمد بليغ في النسخة الأخيرة على المركز الثالث في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً، وحصل على مكافأة قدرها 65 ألف ريال.
وأضاف أن أغلب الطلاب بالمركز من الفئة العمرية المتوسطة ويختلف مقدار حفظهم بداية من حلقات القاعدة النورانية وهي ثلاث حلقات، كما أن هناك أربع حلقات للطلاب في الأجزاء من جزء عم إلى خمسة أجزاء، وهناك حلقتان للطلاب الحافظين فوق خمسة أجزاء، وحلقة خاصة بالحفظة المتقنين.
وذكر رئيس مركز ابن القيم أن الطلاب في حلقات القاعدة النورانية بعد انتهائهم من نصف دروس القاعدة يحفظون جزء عم للتطبيق العملي على بقية دروس القاعدة، ومن ثم ينتقلون إلى حلقة أخرى في المستوى الأول بالمرحلة التأسيسية، ليواصلوا حفظ أجزاء القرآن الكريم، حسب مقدرة كل طالب على الحفظ.
وأكد المدرس حسين عبدي، يعمل بالمركز منذ افتتاحه في عام 2007، أهمية تواجد الطالب في حلقات تعليم القرآن بمراكز التحفيظ، حيث يشعر خلال تواجده في حلقات القرآن وسط أقرانه بالبيئة الإيمانية التي تساعده على حفظ كتاب الله، على أيدي مدرسين من حفظة كتاب الله من الأئمة والمؤذنين، كما أن حلقات القرآن تربط الطالب بكتاب الله وتشعره بالهدوء النفسي وحب القرآن والشعور بمعية الله. وأشار إلى أن حفظ القرآن الكريم يساعد الطلاب على التميز والإتقان في جميع العلوم، كما أن أغلب من يحفظون القرآن  من المتفوقين دراسياً وعملياً، ويتمتعون بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة، لافتاً إلى أن حلقته تشتمل على طلاب المرحلتين المتوسطة والتكميلية، وأن لديه طلابا بالحلقة أتموا ختم القرآن ويراجعوا معه ما حفظوه.
وذكر السيد أشرف أحمد البنا ولي أمر الطالبين محمد وأسامة الملتحقين بالمركز أن ابنه الكبير أسامة يدرس في المرحلة الثانوية ويحفظ أكثر من عشرة أجزاء، وقد التحق بمركز القرآن منذ صغره، كما أن ابنه محمد وهو في الصف الرابع الابتدائي ينتسب أيضاً إلى المركز.
وثمن جهود الدولة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مجال الدعوة إلى الله ونشر علوم القرآن حيث يقدمون كل الدعم والمساندة من خلال توفير المراكز القرآنية والمدرسين المتقنين من الأئمة والمؤذنين والمشرفين، والقيام على هذه الحلقات القرآنية المنتشرة في ربوع قطر.
وذكر البنا أن مراكز القرآن الكريم كان لها السبق في تعليم أبنائنا قواعد اللغة العربية من خلال تدريس الطلاب القاعدة النورانية والحروف الهجائية في المرحلة ما قبل المدرسة، والتي ساهمت بفضل الله في تأسيسهم على قواعد اللغة العربية والنطق الصحيح منذ صغرهم، ومن ثم تعليمهم أحكام التلاوة والتجويد خلال مسيرة حفظهم للقرآن الكريم، لافتا إلى أن المراكز القرآنية لها أثر طيب على النشء والأبناء في خلقهم وسلوكهم وصدق الله «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم» وقد كان رسول الله قرآناً يمشي على الأرض، فمن تمسك بكتاب الله وكان هديه القرآن فإنه ينشأ ولله الحمد على الخير ويسير بخطى ثابتة في دراسته وحياته وينال حب من حوله بتعامله الطيب وسلوكه القويم، ولذا ألمس محبة المعلمين لابني أسامة وكذلك أصدقائه الطلاب وأقاربه.
ونوه بأن ابنته الكبرى نالت أول جائزة وهي ابنة أربع سنوات في مسابقة القرآن الكريم، وكانت حافزاً لها ولإخوانها في حفظ القرآن وتدبر معانيه.
وأوضح الطالب أسامة أشرف، أنه يدرس في الصف العاشر بمدرسة طارق بن زياد، والتحق بمركز القرآن منذ صغره وهو في الخامسة من عمره قبل أن يعرف القراءة أو الكتابة، وتعلم الحروف الهجائية والقراءة والكتابة خلال المرحلة الأولى في المركز حيث درس القاعدة النورانية في معرفة الحروف وقراءتها بشكل صحيح، والتي استمرت نحو سنة.
وقال الطالب حامد ظفير، إنه ملتحق بالمركز منذ ست سنوات، ولله الحمد يحفظ القرآن الكريم كاملاً، ويداوم على مراجعة كتاب الله، وأشار أنه يدرس في الصف الثاني عشر بمدرسة طارق بن زياد في القسم الأدبي، وقال إن القرآن سبيل الهداية والسير على الطريق المستقيم، فقد ساعده حفظ القرآن على تعلم الآداب والأخلاق والقيم النبيلة والمعاملة الحسنة مع الناس من حوله سواء إخوته في البيت أو المعلمين والطلاب في المدرسة.
