التماســك الأســري هـدف إسـتراتيجي في «التنمـية»

alarab
أفراح ومناسبات 03 أكتوبر 2024 , 01:18ص
علي العفيفي

77 % من الأسر المستفيدة من خدمة «وتد» تجاوزت تحديات تواجهها

«سنة أولى زواج» تشمل منصة تضم المحتوى الإلكتروني والتدريبات العملية

رفع حالة الوعي المجتمعي بحقوق وواجبات الزوجين في إطار الشريعة الإسلامية

 

تلعب وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، دورا رئيسيا في تعزيز التماسك الأسري وزيادة الاستقرار الاجتماعي اللذين يعدان هدفا إستراتيجيا للوزارة عبر مبادراتها المتنوعة، حيث تدعم الوزارة الأسر في مواجهة التحديات التي تهددها مثل ارتفاع نسب الطلاق وضعف التواصل الأسري.
ووضعت وزارة التنمية الاجتماعية، على رأس أولوياتها عدة مبادرات اجتماعية مثل برنامج «سنة أولى زواج» الذي يهدف إلى تأهيل الأزواج الجدد والمقبلين على الزواج للتعامل مع تحديات الحياة الزوجية، وإطلاق خدمة «وتد» التي تقدم استشارات أسرية وزوجية لمساعدة الأزواج على تجاوز الصعوبات التي تواجههم في حياتهم الأسرية.
وكشفت وزارة التنمية مؤخرا عن نجاح خدمة «وتد» في معالجة الحالات الزوجية التي واجهت تحديات خلال السنوات الأولى من الزواج وذلك ضمن إطار إستراتيجية الوزارة للحد من ارتفاع نسب الطلاق على المستويين الوطني والعربي.
وأكدت الوزارة أن 77 % من الأسر التي انضمت لخدمة «وتد» للاستشارات العائلية تمكنت من تجاوز التحديات التي واجهتها، لا سيما في السنوات الخمس الأولى من الزواج.

خدمة «وتد»
وتعتبر «وتد» خدمة مجانية تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة بالتعاون مع مركز الاستشارات العائلية «وفاق» لتقديم الاستشارات والعلاج الزوجي والأسري والاستشارات التربوية، وتهـدف إلى مسـاعدة الأزواج والأسـر على مواجهـة التحديـات في حياتهما الزوجية والأسرية والتي يمكن أن تؤثر سلباً عليها، من خلال تقديم الاستشارات التخصصية بأسلوب احترافي، يضمن احترام السرية والخصوصية والحفاظ عليها.
وتضم الخدمة نخبة من الاستشاريين النفسيين والاجتماعيين، هم الدكتور وسام الدد استشاري الطب النفسي، والأستاذ ناصر الهاجري مستشار أسري وسبيكة أحمد خليفة النصر أخصائي اجتماعي، وحصة محمد آل ذياب أخصائي اجتماعي، ود. أسماء أمين استشاري الطب النفسي بمركز الشفلح، وأسماء الأنصاري استشاري اجتماعي، والدكتور أحمد عبد القادر الفرجابي خبير شؤون إسلامية ومستشار أسري وتربوي، وسلسبيل فضيلي زايد أخصائي نفسي، وعبدالله محمد الهاجري مدير إدارة الضمان الاجتماعي في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، ود. يحيى وائل النابلسي أخصائي في الطب النفسي، والدكتورة حنان أحمد عبد العزيز القطان مديرة مركز اتزان للاستشارات النفسية والتربوية والتدريب، والدكتور عروب أحمد عبد العزيز القطان مستشار أسري وخبير تربوي معتمد.
وتتاح خدمة «وتد» من خلال الحاسوب أو الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي، ويمكنك اختيار الشكل الأنسب للتواصل مع الاستشاري، سواء عبر مكالمة هاتفية أو مكالمة مرئية (مكالمة الفيديو) أو حتى على شكل مقابلة مباشرة، والخدمة متوفرة للأفراد والأزواج والأسر، الأمر الذي يمكن من التواصل مع الاستشاريين في سياق آمن ومريح.
وأوضحت وزارة التنمية أن رسالة وتد هي التواصل من الأسر مع استشاري زوجي وأسري باعتبارها الخطوة الأولى نحو علاقة زوجية تتسم بالرضا والسعادة.

سنة أولى زواج
في ضوء حرص وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة على التماسك الأسري قامت بإطلاق برنامج سنة أولى زواج وهو برنامج متعدد الأبعاد يُعنى بالدرجة الأولى بتأهيل المقبلين على الزواج والأزواج الجدد لدعم واستقرار الأسر الناشئة من خلال تقديم الخدمات الأسرية اللازمة لهم لإنجاح الحياة الزوجية أما الفئات المستهدفة هم الأفراد المقبلون على الزواج من الجنسين والمتزوجون حديثا والراغبون بتطوير حياتهم الزوجية. والآباء والأمهات الساعون لنقل المعرفة لأبنائهم. وسنة أولى زواج هو برنامج أسري رائد في تأهيل المقبلين على الزواج وتوجيه الأزواج الجدد لحياة أسرية مستقرة وناجحة.
ويهدف البرنامج الوطني إلى دعم الأسر الناشئة للوصول إلى حياة أسرية مستقرة وناجحة، وتأهيل الأزواج الجدد والمقبلين على الزواج لتخطي عقبات الحياة الزوجية، ورفع حالة الوعي المجتمعي بحقوق وواجبات الزوجين في إطار الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى توطيد أواصر الشراكة بين الأزواج، والمودة والرحمة، وذلك بالشراكة مع مركز وفاق للاستشارات العائلية وصندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية.
ويضم برنامج «سنة أولى زواج» أربعة محاور أساسية تشمل: المحور التوعوي التثقيفي، والمحور التدريبي التطبيقي، ومحور الاستشارات، والمحور الإبداعي المسؤول عن جذب الشباب من الجنسين للتوعية بخطط النجاح والعبور الآمن من السنوات الأولى للزواج. كما يعمل البرنامج على الاستثمار في البحث العلمي والبحوث الميدانية والاستقصائية، لدراسة قضايا الزواج والطلاق في المجتمع القطري، بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، بهدف فهم جذور قضية الطلاق وأسبابها، ومن ثم رسم السياسات الداعمة لإحداث التغيير المجتمعي.
كما يضم برنامج سنة أولى زواج منصة رقمية تجمع بين المحتوى الإلكتروني والتدريبات العملية، وتعنى بتأهيل المقبلين على الزواج وتزويدهم بمحتوى علمي من قبل مجموعة من الخبراء والمختصين، وإكساب الشباب المعارف والمهارات والقيم التي تمكنهم من تأسيس أسر مستقرة ومتماسكة، ما سينعكس بشكل عام على خفض نسب الطلاق.
ويستهدف برنامج سنة أولى زواج شريحة كبيرة من المجتمع وهم شريحة الشباب مثل طلبة مرحلة الثانوية العليا بنين وبنات وطلبة الجامعات والكليات والشباب المقبلين على الزواج من الجنسين والأسر الناشئة والمتزوجين حديثا والمتزوجين الراغبين في تطوير حياتهم الزوجية.
وأكدت الوزارة أنه ولغاية الآن قد استفاد من برنامج تأهيل المقبلين على الزواج (الكبار) حوالي 150 شخصا، وأيضا استفاد من برنامج القيم الأسرية (المدارس) حاليا حوالي 65 طالبا وخلال الأسابيع القادمة سيتم التدريب في عدة مدارس.
وتم تنفيذ العديد من الورش والدورات التوعوية بالتعاون مع وزارة الرياضة والشباب من خلال توعية الشباب في المراكز الشبابية التابعة للوزارة وتم التعاون مع وزارة الداخلية لإقامة ورش توعية لطلاب أكاديمية الشرطة ووزارة الدفاع.
ويشار إلى أن هذا المشروع الوطني ينفذ بدعم من الشريك الإستراتيجي للتنمية الاجتماعية صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية، ما يعد مساهمة مهمة في بناء أسر آمنة مستقرة ومجتمع متماسك، وهو ما يدعم بدوره جهود تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 من خلال التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية لتنفيذ الأنشطة والخطط والبرامج الهادفة، لتحقيق الأهداف المشتركة التي تعود على الأسرة والمجتمع بالنمو والتقدم.