مجلة «الدوحة» تحتفي بالسخرية والفكاهة

alarab
ثقافة وفنون 03 أغسطس 2013 , 12:00ص
«وحتى لا نقع تحت طائلة الاتهام بالغش، ننبه القارئ بداية ألا يتوقع الكثير من الضحك في الصفحات التالية، فهذا أكثر ملفات (الدوحة) جدية» بهذا التنويه تقدم مجلة الدوحة ملف عدد أغسطس الذي يحمل عنوان «السخرية.. لعب مع الألم» وحسب التقديم فإن الإنسان يعرف متى بكى للمرة الأولى، لكن أحدًا لا يتذكر أول ضحكة. ولا يعني بكاء الوليد شيئًا بالنسبة له أو حتى بالنسبة للآخرين، لكنه في تلك اللحظة المجهولة التي يضحك فيها يكون قد تعلم اللعب مع الحياة، تعلم التواصل مع الآخرين، وعرف كيف يتخذ موقفًا. تتنوع مواد الملف لتتناول الظاهرة من شتى جوانبها. من بين مقالات الملف ما كتبه شاكر عبدالحميد مفرقًا بين الفكاهة اللطيفة والسخرية المؤلمة، ويكتب عمار يزلي عن التهريب السياسي والمراوغة اللذين تنطوي عليهما السخرية، ويتناول عبدالسلام بنعبد العالي الظاهرة من الوجهة الفلسفية «السخرية ومسألة الحقيقة» وقريبًا منه يكتب محسن العتيقي منطلقًا من برجسون «ليس الفكر إلا هزلاً متطايرًا» ومن ابن المعتز عن الهزل الذي يراد به الجد. كيف تجعلنا الدراما نضحك؟ سؤال يجيب عنه رياض عصمت الذي يكتب الأنماط المختلفة للكوميديا في المسرح والسينما. ويكتب عبده وازن عن «السخرية السوداء» العبارة التي نحتها رائد السوريالية الفرنسي أندريه بريتون وصارت عنوانًا على نوع خاص من الفكاهة، ويكتب حبيب سروري «جينيالوجيا النكتة» متتبعًا شبكة عصبونات الدماغ المختصة بالتفاعل مع الضحك» وأما بلال فضل فيكتب عن ظرفاء الأدب والفن «المطرقعون في الأرض» ويكتب مؤمن المحمدي حول ظاهرة مضحك السلطان في البلاط العربي الإسلامي. ويكتب غازي أبو عقل «كلب يعض بحذر» عن مجلة «الكلب» التي تنشر بخط اليد, وأسسها صدقي إسماعيل في بداية خمسينيات القرن العشرين وتسلم هو شخصيًا رايتها منه ويصدرها حتى الآن، ويكتب راشد عيسى عن نجوم الضحك على الجمهور, مركزًا على ظاهرتي عادل إمام ودريد لحام... يتضمن العدد ترجمة لحوار أجرته المجلة الفلسفية الفرنسية مع جوليان أسانج المشرف على موقع ويكيليكس المعتصم بسفارة الإكوادور في لندن, خوفًا من ترحيله إلى السويد وتسليمه إلى الولايات المتحدة. ويكتب الروائي محمد المنسي قنديل تحت عنوان «العالم يحل عقدة لسانه» متناولاً مستقبل اللغات في ظل ثورة الاتصالات, متنبئًا بموت الكثير من اللغات ليبقى عدد محدود من اللغات الكبرى في النهاية من ضمنها العربية, ويشرح سبب ذلك. وفي باب الأدب تنشر المجلة ملفًا شعريًا يضم مختارات لشاعرات أفغانيات ترجمته مريم الحيدري، وحوارًا مع الشاعر التونسي طاهر البكري حول ديوانه الجديد، بينما يترجم الروائي والناقد محمد برادة حوارًا متميزًا للناقد والمفكر الموسوعي الفرنسي جورج ستينر. وبمناسبة خمس سنوات على رحيل محمود درويش تتناول الناقدة ديمة الشكر علاقة درويش بدمشق «غاب الشاعر، فهل تبقى أرض الحلم عالية؟» وفي باب النصوص يتضمن القسم الأدبي قصصًا وقصائد من مختلف أنحاء الوطن العربي: بنسالم حميش، غمكين مراد، عبدالعزيز الزهايمر، وعبدالكريم الطبال. وفي باب «صفحات مطوية» يستعيد شعبان يوسف صفحة من التاريخ تشبه ما تمر به مصر الآن، حيث يستعيد معركة حول الدستور بين عميد الأدب العربي طه حسين والناشطة النسوية درية شفيق، عندما أعلنت شفيق اعتصامها للحصول على مكاسب أكبر للمرأة في دستور 1954 مما حمل طه حسين على وصفها بالمستهترة, وردها القاسي عليه بأنه كاتب السلطان. كما اختارت الدوحة في كتابها المجاني المرفق تقديم نخبة من المتمردين العالميين, وذلك في كتاب حمل عنوان «أصوات الضمير.. خمسون قصيدة من الشعر العالمي» اختارها وقدمها وترجمها عن الإنجليزية المترجم المصري طلعت الشايب. قصائد هذا الكتاب كتبها شعراء وقفوا ضد الإرهاب والعنف والاضطهاد العنصري والتهميش الاجتماعي والسياسي.