سؤال اليوم: البعض يقسو على الأطفال في عمر مبكر سواء في تعليم القرآن أو الصوم أو الصلاة.. فما العمر الذي يجب على ولي الأمر أن يأمر فيه الطفل بهذه العبادات؟ وما التصرف في حال تقصير الطفل في أداء الفروض؟ وهل يأثم ولي الأمر إن لم يتابع قيام الطفل بواجباته الدينية؟
ويجيب على السؤال فضيلة الدكتور عايش القحطاني، فيقول:
الطفل قبل البلوغ هو غير مكلّف شرعاً بأداء العبادات، ولكن في مرحلة التمييز وهي من سن السادسة أو السابعة تحديداً يبدأ التركيز من ولي الأمر على التربية العقلية والإيمانية والسلوكية أيضاً، وكيفية تدريبه عليها، وعلينا أن نعلم أن زيادة التوجيهات والأوامر قد تزيد الطفل عناداً وغضباً، وقد تزيد من انحرافه السلوكي مبكراً في حياته؛ ولذلك يجب على ولي الأمر أن لا يقسوا على الطفل في هذه المرحلة، بل يبدأ بالحوار معه وتوجيهه بكل محبة ولطف، ويكون قدوة صالحة له في الحرص على أداء العبادات وتعظيمها أمامه، والحوار هو أهم وأفضل الطرق للتعامل مع الأبناء، فالحوار يزيد ويعزز ثقة الطفل بنفسه كما يزيد من توسع مداركه وخبراته كما تكيفه على ثقافة الاستماع والتحاور.
وأضاف: جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعاً، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً، وفرقوا بينهم في المضاجع»، وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع».
وأشار إلى أن الحديث النبوي فيه إعجاز كبير فعلماء النفس يقولون: إن هذا السن هو سن التدريب السلوكي، وهذا هو معنى الحديث الذي يخبر بأن هذا السن يبدأ فيه تعليم الصلاة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات، ثم يلزم بالصلاة بعد ذلك في العاشرة، ولكنه لا يأثم إذا تركها؛ لأنه لم يبلغ بعد ولكنه سيكون قد اعتاد على كل هذه العبادات عندما يبلغ ويصبح مكلفاً، وهو السن الذي على ولي الأمر فيه أن يلزمه بأداء الفرائض والعبادات فيه، وسن الخامسة عشر هو سن الأرجح في الغالب عند الفقهاء.