«هيومن رايتس» تندد مجدداً بمراقبة سلطات بكين لمسلمي «الإيجور»

alarab
موضوعات العدد الورقي 03 مايو 2019 , 04:45ص
وكالات
قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في تقرير نُشر أمس الخميس، أن السلطات الصينية تستخدم تطبيقاً على الهاتف المحمول لمراقبة مسلمي الإيجور في إقليم شينجيانغ، وتصف سلوكيات يومية «قانونية تماماً» بأنها مشبوهة. وتعرّضت بكين لانتقادات حادّة في العالم بسبب سياستها المتشددة في شينجيانغ (شمال غرب)؛ حيث يشكّل الإيجور -وهم إثنية مسلمة لها صلات بالأتراك- الأغلبية.

 وهي سياسة وُضعت باسم مكافحة التطرف الإسلامي والميول الانفصالية في هذه المنطقة التي يفوق عدد سكانها 20 مليون نسمة، وشهدت في السنوات الأخيرة هجمات وأعمال عنف إثنية.

وتُتهم بكين بأنها احتجزت ما يصل إلى مليون من الإيجور في معسكرات لإعادة التأهيل السياسي. وينفي النظام الشيوعي هذا الرقم ويتحدث عن «مراكز للتدريب المهني» مخصصة لمكافحة التطرف الإسلامي.

وكانت «هيومن رايتس ووتش» تحدثت عن استخدام السلطات في شينجيانغ نظام مراقبة أُطلق عليه اسم «منصة العمليات المشتركة المتكاملة»، لجمع معلومات متأتية من مصادر مختلفة من كاميرات التعرف إلى الوجوه، وصولاً إلى تحاليل «واي فاي»، مروراً بحواجز الشرطة والبيانات المصرفية وعمليات تفتيش المنازل.

لكن في تقريرها الجديد عن «القمع في الصين»، تدرس «هيومن رايتس ووتش» استخدام تطبيق متصل بمنصة العمليات المشتركة المتكاملة لمراقبة سلوكيات محددة.

وبحسب التقرير، فإن سلطات شينجيانغ تراقب عن كثب 36 فئة من السلوكيات، على سبيل المثال عدم التعاطف مع الجيران، وتجنّب استخدام الباب الرئيسي أو الهاتف الذكي، والتبرع للمساجد «بحماسة» أو استخدام كميات» غير طبيعية «من الكهرباء.

ينصح التطبيق أيضاً بمراقبة أي شخص على صلة بشخص لديه رقم هاتف جديد أو غادر البلاد فترة تفوق ثلاثين يوماً.

وقالت مايا وانغ، الاختصاصية بالشأن الصيني في «هيومن رايتس وواتش»: «أظهرت بحوثنا -لأول مرة- أن الشرطة في شينجيانغ تستخدم معلومات جُمعت بطريقة غير قانونية حول سلوكيات قانونية تماماً وتستخدمها ضد الأشخاص المعنيين».

وحصلت المنظمة غير الحكومية على نسخة من التطبيق، وطلبت من شركة الأمن المعلوماتي «كوري 53» في برلين درسه.

وبالإضافة إلى جمع البيانات الشخصية، يحضّ التطبيق السلطات على الإبلاغ عن الأشخاص الذين تعتبرهم مشبوهين أو السيارات أو الأحداث، وأن ترسل «مهام تحقيق» للشرطة للمتاعبة.

ويُطلب من الشرطة أيضاً التحقق من استخدام إحدى أدوات الإنترنت الـ 51 التي تعتبر مشبوهة، بما في ذلك المنصات الأجنبية مثل «واتس آب» و«لاين» أو «تلجرام».

وقال عدد كبير من الأشخاص إنهم أو أفراد عائلاتهم قد اعتُقلوا بسبب وجود تطبيق «واتس آب» أو شبكة خاصة افتراضية على هواتفهم، كما جاء في التقرير.

وقدّر التقرير أن نظام «منصة العمليات المشتركة المتكاملة» يراقب -على ما يبدو- بيانات كل شخص في شينجيانغ، من خلال تحديد مواقع الهواتف والسيارات، وكذلك استخدام الكهرباء والغاز.

وتقول «هيومن رايتس ووتش» أن شركة «هيبي فار إيست لأنظمة هندسة الاتصالات» قد طوّرت هذا التطبيق الذي كانت تشرف عليه مجموعة «تشاينا إليكترونيكس تكنولوجي جروب كوربوريشن» العامة.

 وتعذّر الاتصال بهذه المجموعة في حين رفضت شركة «هيبي فار إيست» الرد على طلب التعليق على الأمر.