اختتمت الجمعية القطرية للسرطان حملة «الوقاية كل الحكاية» التي دشنتها تزامناً مع شهر مارس وهو شهر التوعية العالمي بسرطانات الجهاز الهضمي التي تعتبر تحديًا طبيًا كبيرًا، حيث تشمل مجموعة واسعة من الأمراض التي تؤثر على الجهاز الهضمي والأعضاء في منطقة البطن. من بينها سرطان المريء، وسرطان المعدة، وسرطان القولون والمستقيم، كلٌ منها يشكل تحديا طبيًا يتطلب فهمًا واسعًا واستجابة سريعة.
وقال دكتور هادي محمد أبو رشيد – رئيس قسم التوعية بالسرطان والتطوير المهني والبحث العلمي– المستشار العلمي للجمعية – لـ «وقاية» ان هذه الحملة تهدف نشر الوعي بالمرض والتأكيد على أهمية اتباع نمط حياة صحي للوقاية منه من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة لاسيما وأن هذه الحملة جاءت تزامناً مع شهر رمضان الكريم والذي يجب أن نتخذه فرصة لتبني عادات صحية سليمة وكذلك انطلقت من حاجة المجتمع لمثل هذه الحملات التي تعزز ثقافة الكشف المبكر عن المرض للوقاية من هذه الأنواع من السرطانات إلى جانب تبني خيارات معينة لنمط الحياة للتقليل من التعرض للخطر أهمها عدم التدخين، حيث يزيد التدخين من خطر الإصابة بجميع سرطانات الجهاز الهضمي بما في ذلك سرطان الأمعاء، إلى جانب التحكم في الوزن حيث تزيد السمنة من مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء، وتشير الأرقام إلى أنه كلما استطعت خفض الوزن الزائد عن المستوى الطبيعي بخمس نقاط كلما انخفض معه خطر اصابتك بالمرض بنسبة 15%.
وأضاف د. هادي أبو رشيد: يُعد الكشف المبكر عن سرطان الأمعاء أمرًا حيويًا للغاية في حياة كل فرد، حيث ينصح الرجال والنساء في المرحلة العمرية (من 50 إلى 74 عامًا) بإجراء فحص سرطان الأمعاء كل عامين. يتضمن هذا الفحص تحليل فحص البراز المناعي الكيميائي (FIT)، الذي يكشف عن وجود الدم الخفي في البراز، مما يشير إلى احتمال وجود زوائد لحمية أو حتى سرطان، مشيراً الى أن الحملة شارك فيها العديد من جهات الدولة لاسيما الصحية، فضلاً عن تدشينها عبر المنصات الإلكترونية للجمعية لتعم الفائدة على جميع أطياف المجتمع.
طرق الوقاية
وشدد على أهمية اتباع نمط حياة صحي للوقاية من السرطان أهمها ممارسة التمارين الرياضية على الأقل 30 دقيقة يومياً، فالنشاط البدني له أثر وقائي واضح على خطر الإصابة، وكذلك الحد من تناول اللحوم الحمراء، فقد كشفت الدراسات أن خطر الإصابة بسرطان الأمعاء يزيد بنسبة 17-30% مقابل تناول 100-120 جرام من اللحوم الحمراء يومياً، بالإضافة لتناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة وكذلك الغنية بالألياف، ولا ننسى تجنّب التعرّض للتلوث البيئي والاشعاعي وايضاً الامتناع عن تناول الكحول.
سرطانات الجهاز الهضمي تعتبر تحديًا طبيًا كبيرًا، حيث تشمل مجموعة واسعة من الأمراض التي تؤثر على الجهاز الهضمي والأعضاء في منطقة البطن. من بين هذه الأمراض، نجد سرطان المريء، وسرطان المعدة، وسرطان القولون والمستقيم، كلٌ منها يشكل تحديا طبيًا يتطلب فهمًا واسعًا واستجابة سريعة.
سرطان المريء:
سرطان المريء يتميز بانتشار غير مُسيطر عليه للخلايا غير الطبيعية، حيث ينشأ عادةً في جدار المريء قبل أن يتسع نطاق انتشاره إلى أعضاء أخرى في الجسم. تتضمن عوامل الخطورة عدة جوانب مثل التقدم في العمر، والجنس (حيث يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء)، واستهلاك منتجات التبغ، وتناول الكحول، والارتجاع المعدي المرئي، ومريء باريت، والسمنة، ونقص استهلاك الفواكه والخضروات في النظام الغذائي، وقلة النشاط البدني والإصابة بفيروس ورم الحليمي البشري. ومن الأعراض المصاحبة لسرطان المريء صعوبة أو ألم عند البلع، وفقدان الوزن غير المقصود، وألم في منطقة الصدر، وكحة أو بحة في الصوت.
سرطان المعدة:
سرطان المعدة يظهر كنمو غير مُسيطر عليه للخلايا الغير الطبيعية في أي جزء من المعدة. تشمل عوامل الخطورة التقدم في العمر، والجنس (حيث يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء)، والتاريخ العائلي، وعدوى جرثومة المعدة H-Pylori، والالتهابات المتكررة، والأورام الحميدة في المعدة، وعوامل نمط الحياة مثل استخدام منتجات التبغ، وقلة ممارسة التمارين الرياضية، وزيادة الوزن، والنظام الغذائي الفقير بالفواكه والخضراوات. اما عن اهم العلامات والأعراض المصاحبة، فقدان الشهية، ألم في منطقة البطن، دم في البراز (براز قاتم): إذا لاحظت وجود دم في البراز، خاصة إذا كان لونه داكنًا، فهذا قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلة في المعدة تتطلب التقييم الطبي السريع، الشعور بالشبع بعد تناول وجبة صغيرة، حرقة في المعدة، صعوبة في الهضم أو غثيان و/أو قيء، الشعور بالتعب والإرهاق المستمر وأخيرا تورم أو تراكم السوائل في البطن ويجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة واتخاذ الإجراءات الضرورية (فحص سريري، فحص البراز، فحص الدم، التنظير العلوي).
سرطان القولون والمستقيم:
يتميز سرطان القولون والمستقيم بنمو غير مُسيطر عليه للخلايا الغير الطبيعية على الجدار الداخلي للقولون والمستقيم، ويمكن أن يسبقه نمو الزوائد اللحمية. تشمل عوامل الخطورة عوامل لا يمكن تغييرها مثل التقدم في العمر (50 سنة فما فوق)، والتاريخ الشخصي للأورام القولونية أو سرطان القولون، والنوع الثاني من السكري بالإضافة إلى عوامل قابلة للتعديل مثل زيادة الوزن، وقلة النشاط البدني، والتدخين، وتناول الكحول، والنظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء والمصنعة.
ومن أهم العلامات والأعراض لسرطان الأمعاء: تغير في حركة الأمعاء، مثل وجود إسهال أو إمساك، أو براز رفيع وتستمر هذه الأعراض لأيام، شعور بعدم الارتياح أو رغبة ملحة لحركة الأمعاء في وقت ليس به حاجة فعلياً، نزيف من المستقيم فاتح اللون، الدم في البراز ويمكن أن يتغير لون البراز إلى غامق أو أسود، التشنج أو ألم في البطن، الشعور بالتعب والإرهاق وفقدان الوزن غير المتعمد.
يُعد الكشف المبكر عن سرطان الأمعاء أمرًا حيويًا للغاية في حياة كل فرد، حيث ينصح الرجال والنساء في المرحلة العمرية (من 50 إلى 74 عامًا) بإجراء فحص سرطان الأمعاء كل عامين. يتضمن هذا الفحص تحليل فحص البراز المناعي الكيميائي (FIT)، الذي يكشف عن وجود الدم الخفي في البراز، مما يشير إلى احتمال وجود زوائد لحمية أو حتى سرطان.
في حالة الحصول على نتيجة غير طبيعية، يتم توجيه المريض نحو إجراء مزيد من الفحوصات، مما يسهم في تحديد التشخيص بدقة واتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
ويُنصح الأشخاص الراغبون بإجراء الفحص بحجز موعد من خلال التواصل مع مركز الاتصال الخاص ببرنامج الكشف المبكر لسرطان الثدي والأمعاء على الرقم 8001112