أكد الدكتور أحمد خلف الله استشاري أمراض نساء وتوليد وأطفال الأنابيب في المستشفى الأهلي، أن التلقيح الاصطناعي عامل خارجي مساعد للحمل، موضحا أن عيادة النساء والتوليد تعمل على معالجة العقم بداية من تخصيب المبيض إلى الحقن الاصطناعي المجهري الذي يتم بعد دراسة الأمراض الوراثية وتحديد الجنس.
وقال خلف الله في حوار خاص، إنه ليست كل امرأة لديها عوارض العقم تحتاج إلى تلقيح اصطناعي، موضحا أن ذلك يتوقف على أسباب العقم وبناء عليها توضع خطة علاجية لازمة أو الخوض في التلقيح الاصطناعي.
= في البداية.. ما خبراتك العملية في مجال أطفال الأنابيب؟
لديَّ خبرة أكثر من 12 عاما في علاج العقم وتخرجت في كلية الطب في باريس، كما تخصصت في جراحة المناظير النسائية من كلية الطب في فرنسا.
= البعض يرى أن الحمل مؤكد بعد إجراء التلقيح الاصطناعي؟
يعتبر التلقيح الاصطناعي مجرد عامل خارجي مساعد للحمل، ونعمل في العيادة على معالجة العقم بداية من تخصيب المبيض إلى الحقن الاصطناعي ويتم الحقن المجهري مع دراسة الأمراض الوراثية وتحديد الجنس في إطار الأمراض الوراثية، ونحن حريصون على مساعدة المرضي للحمل بشكل طبيعي، وليس كل امرأة لديها عوارض العقم تحتاج إلى عمل تلقيح اصطناعي.
= ما الأسباب التي تؤدي إلى العقم سواء لدى الرجال أو النساء؟
هناك أسباب غير معروفة وأخرى معروفة، وبالنسبة للنساء من الأسباب المعروفة مشاكل في الإباضة، وهي العملية التي تغادر بها البويضة من المبيض وتنتقل للقاء الحيوانات المنوية، ولا تتم الإباضة لدى بعض النساء كل شهر، مما يزيد من صعوبة الحمل، أيضا حدوث مشاكل في الجهاز التناسلي سواء في قناة فالوب أو عنق الرحم أو الرحم أو المبايض، وقد يشمل انسدادا أو أوراما سرطانية أو غير سرطانية. بالإضافة إلى بعض الاضطرابات مثل الانتباذ البطاني الرحمي «بطانة الرحم المهاجرة» (Endometriosis) والتي ينمو فيها نسيج الرحم خارج الرحم أو متلازمة تكيس المبايض (polycystic ovary syndrome) والتي يحدث فيها وجود مبيضين متضخمين يحتويان على أكياس مليئة بالسوائل.
بخلاف ذلك أيضا من الأسباب سن اليأس المبكر وقد يحدث هذا قبل سن الأربعين. وقد يكون مرتبطا بأحد أمراض الجهاز المناعي أو علاجات السرطان أو متلازمة وراثية.
إلى جانب بعض الأمراض مثل مرض السكري غير المنضبط وأمراض المناعة الذاتية، وفي هذه الأمراض يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ.
وبخصوص الرجال، تتعدد أسباب العقم ومنها اختلال التوازن الهرمون، وانسداد في الأنابيب التي تحمل الحيوانات المنوية، والأدوية وخاصة التي تعالج السرطان والفطريات والقرحة والتدخين وشرب الخمر والمخدرات.
= ما الأعراض التي يمكن من خلالها اكتشاف العقم عند النساء؟
العلامة الرئيسية في عقم النساء هي انعدام القدرة على الإنجاب، حيث يكون هذا الوضع مصحوبا باضطرابات في الدورة الشهرية أو بدورات شهرية تتواصل أحيانا لفترة غير طبيعية تمتد لأكثر من 35 يوما، أو لأقل من 21 يوما.
بعد ذلك يأتي دور التشخيص الطبي، إذا مضى وقت طويل ولم يستطع الزوجان الإنجاب يجب عليهما استيضاح السبب الذي يعيق ذلك، ويتضمن هذا الاستيضاح، أولا فحص الإباضة الذي يختبر مستوى الهرمونات في الدم، وهو قادر على تشخيص الارتفاعات الحادة بمستويات هرمون اللوتين الذي يُشير إلى عملية الإباضة.
ويمكن إجراء هذا الفحص بواسطة جهاز للاستخدام المنزلي يتم اقتناؤه من الصيدلية دون الحاجة لوصفة طبيب، كذلك بالإمكان إجراء فحص الهرمونات من خلال فحص دم يهدف لاختبار مجموعة واسعة من الهرمونات في مختلف الأوضاع.
ثانيا القيام بتصوير الرحم (Hysterosalpingography) الذي يتم فيه إدخال مادة يُمكن تمييزها بواسطة التصوير إلى عنق الرحم، ومن خلال الصورة يمكن رؤية مظهر الرحم وقنوات فالوب وتشخيص العيوب المظهرية والتشريحية المختلفة التي تعيق حدوث الحمل.
ثالثا تنظير البطن (Laparoscopy) الذي يتم خلاله عمل فتحة في جدار البطن تحت التخدير الكلي، ثم يتم إدخال كاميرا إلى داخل التجويف البطني عبر هذه الفتحة، حتى يتمكن الطبيب من رؤية مظهر الرحم، وقنوات فالوب، والمبيضين.
= ما العلاج الأنسب للعقم عند النساء برأيك؟
من الطبيعي أن يتم علاج العقم عند النساء عن طريق علاج المسبب الرئيسي للحالة، ومن الممكن أن يكون علاجا أحادي العقار أو علاجا متعدد العقاقير، وذلك اعتمادا على صعوبة المشكلة.
وبخصوص علاج مشكلات الإباضة، فإن النساء اللاتي يُعانين من انعدام أو عدم انتظام عملية الإباضة يُوجد بعض العلاجات التي تُعيد تنظيم النشاط الهرموني الذي يُؤدي لعملية إباضة سليمة، والأدوية المستخدمة من أجل هذه العملية هي الكلوميفين سيترات (Clomiphene Citrate) الذي يُحفز عملية إفراز الهرمونات من الغدة النخامية، وأدوية تزيد من نشاط هرمونات الغدة النخامية، والميتفورمين (Metformin) الذي يُستخدم عادةً من أجل علاج مرض السكري.
أما بالنسبة للعلاجات الجراحية يأتي دورها عند وجود انسداد ميكانيكي في أي جزء من أجزاء الجهاز التناسلي الذي يشمل عنق الرحم، والرحم، وقناة فالوب وتكون هناك حاجة لإجراء جراحي من أجل إعادة القدرة على الإنجاب.
فيما يستخدم التخصيب المخبري الخارجي في الحالات التي لا تستطيع العلاجات العادية المساعدة فيها.
= كيف يمكن للنساء الوقاية من حدوث العقم لديهن؟
يجب اتباع عدة خطوات من أجل منع حدوث حالة عقم لدى النساء، وهي الامتناع عن التدخين، وتجنب تناول كميات كبيرة من الكافيين، والامتناع عن الوقوع تحت تأثير الضغط النفسي، والمحافظة على وزن معقول في الحدود الطبيعية.