بن مسفر 190 آية قرآنية تحث على العمل
الصفحات المتخصصة
03 أبريل 2015 , 06:28ص
الدوحة - العرب
تتواصل الليلة محاضرات حملة ركاز لتعزيز الأخلاق "أعمارنا أعمالنا"، وأكد الشيخ د.سعيد بن مسفر القحطاني على أهمية قيمة العمل في ميزان الشريعة؛ حيث أعطى ديننا للعمل مكانة كبيرة، لافتا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)، مبينا أهمية العمل والغرس الطيب في حياة المسلم، ونصح المسلم بأن يكون دوره إيجابيا يبني ولا يهدم ويعطي ولا ينتظر النتائج وأجره وعمله عند الله محفوظ، فالإسلام يربي المسلم على الإيجابية. وقال في محاضرة ألقاها ضمن فعاليات "ركاز": إن النبي صلى الله عليه وسلم مر ومعه بعض أصحابه على رجل وهو يعمل عملا صعبا شاقا فقال أحدهم لو كان هذا في سبيل الله أي لكان أولى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان خرج يسعى على أولاده فهو في سبيل الله، وإن كان خرج على والدين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يعمل ليعف نفسه فهو في سبيل الله.
وأشار إلى تأكيد نبينا صلى الله عليه وسلم على أهمية العمل وقيمته، مستشهدا بحديث: (ما أكل أحد طعاماً خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده، قالوا وأنت يا رسول الله؟ قال: نعم كنت أرعى الغنم على قراريط لأهل مكة)، وذكر المحاضر أن من يرعى الغنم ويقودها ويصبر عليها قادر على أن يقود الأمة لأنه عمل يحتاج إلى ذكاء ومتابعة وحرص لحماية الغنم؛ ولذا فكثير من الأنبياء رعوا الغنم، فالعمل هو أساس كل شيء، ولذا ذكر الله قيمة العمل في القرآن الكريم في أكثر من 190 آية.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى يد رجل يعمل فأصبحت يده خشنة شديدة فقال: (هذه يد يحبها الله ورسوله)، بمعنى أن اليد العاملة المنتجة يد إيجابية تنفع ويتعدى خيرها لغيرها، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أمسى كالاً من عمل يمينه أمسى مغفورا له) فهذا فضل عظيم لمن يعمل، والعمل المقصود هو المنوط بالإنسان سواء أكان رجلا أو امرأة.
فالمرأة يمكن أن تجعل أعمالها وخدمة زوجها وأبنائها في ميزان حسناتها وطاعة لله؛ فيتحول هذا الوقت إلى حسنات وطاعة.
وحول قيمة الوقت وأهميته في الإسلام بيّن الشيخ د.القحطاني أن الوقت هو عمر الإنسان وكل يوم يذهب فهو جزء منه ولن يعود إلى يوم القيامة، وشبه ذلك بالتقويم السنوي الذي يحمل 365 ورقة بعدد أيام العام وكل يوم تسقط ورقة لتنتهي الأوراق بنهاية العام وترمى، فهذا مثل الإنسان تمر عليه الأيام والسنوات إلى أن ينتهي عمره ويوضع جسده في القبر لتبدأ مرحلة حياته الخالدة.
وشبه الشيخ الوقت بوعاء أعطي لك لتملأه بأعمال دنياك بما ينفعك في أخراك، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وإن لم تشغل وقتك بالحق شغلك بالباطل، ويمكن للإنسان أن يكون نموذجا مثل ضيفنا الشيخ محمد يحيى طاهر الذي استطاع بتوفيق الله ثم حرصه وجهده أن يحفظ القرآن ويدرس الهندسة ويعمل في شركة بترول ليكون شابا نافعا يحمل كتاب الله ويؤم المصلين ويخطب ويعلم، وفي الوقت نفسه يملأ وعاءه بالخيرات والطاعات. فالعقل إن شغلته بالحفظ والإتقان اجتهد ونشط واستوعب المزيد، وعليك أن ترتب العمل والوقت بشكل جيد لتنتفع بأوقاتك وتستثمرها.
وأشار أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع ميزانا لذلك؛ فقال (إن لنفسك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، وإن لربك عليك حقا؛ فأعط كل ذي حق حقه)، فإذا نظم الإنسان وقته ويومه بشكل جيد استطاع أن يستفيد من ساعات الزمن فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، فاملأ ميزان أعمالك ما ينفعك ويكون لك بعد الممات ذخرا.
وأشار ابن مسفر إلى أن العمل ينقسم إلى قسمين: صالح وسيئ، فالعمل الصالح هو كل عمل يرضي الله عز وجل، ومن ذلك تبسمك في وجه أخيك فهو صدقة، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق)، والأخلاق الحسنة وحسن التعامل مع الناس خاصة الأقربين من زوجتك وأبنائك وقبلهم الوالدين، حتى اللقمة تضعها في في زوجتك لك بها أجر، ويقوك النبي صلى الله عليه وسلم: (وفي بضع أحدكم أجر) فحتى علاقة الإنسان بزوجته وإن كان فيها رغبة وشهوة إلا أنه يؤجر عليها؛ لأنها في الحلال وفي ظل شريعة الله ليعف نفسه وزوجته، فالعمل الصالح يثمر وينفع صاحبه في الدنيا والآخرة.
وذكر الشيخ قصة ذكرها أحد أئمة الحرم، وهي لامرأة في السبعين من عمرها سمعت يوما حديثا في الإذاعة عن فضل حفظ القرآن الكريم، حيث يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ ورتل وارتق فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها، وكانت لا تحفظ إلا قصار السور، فشغلها الأمر وطلبت من ابنها أن يلحقها بإحدى دور التحفيظ النسائية وبالفعل سارعت وشاركت وكان عليها شاقا في البداية لأنها امرأة أمية وبعد 3 سنوات حفظت القرآن الكريم كاملا وأقاموا لها حفل تكريم، ورفضت أن تنقطع عن الدار ومراجعة القرآن إلى أن يتوفاها الله وهي على هذه الحال، وبالفعل ظلت تتابع وتراجع وتقرأ القرآن إلى أن توفاها الله وقد ختمت القرآن.