الصين تتبنى نهجاً حذراً في مجال المحاصيل المعدلة وراثياً

alarab
منوعات 03 فبراير 2015 , 02:47م
رويترز
قال مسؤول زراعي كبير في الصين اليوم الثلاثاء، إن بلاده ستواصل النهوض بأبحاث المحاصيل المعدلة وراثيا فيما ستواصل فرض قيود صارمة على سلامة هذه التقنيات، الأمر الذي يبرز نهج بكين الحذر في مجال التكنولوجيا الحيوية.

تجيء هذه التصريحات بعد صدور وثيقة مهمة تسمى "الوثيقة رقم واحد" التي دعت الى تكثيف بحوث المحاصيل المحورة وراثيا مع مراعاة الإدارة الآمنة لهذه التقنيات فضلا عن توعية الجمهور بهذه القضية.

وهذه هي المرة الأولى التي تتصدى فيها الوثيقة التي تصدر في مطلع كل عام وتركز على الزراعة بصورة جلية للجدل الصاخب بين الجمهور الصيني بشأن مدى سلامة الأغذية المهندسة وراثيا. وأثار ذلك تكهنات في وسائل الإعلام المحلية بشأن احتمال تغير موقف الحكومة.

لكن هان جون نائب رئيس مكتب الشؤون الريفية في الحزب الشيوعي الصيني قال إن الوثيقة الجديدة "تتسق" والسياسة الحالية بشأن البيوتكنولوجيا.
وأضاف إن الجدل المثار بشأن المحاصيل المعدلة وراثيا بات "قضية اجتماعية" مشيرا الى ان الجمهور في حاجة لمزيد من الفهم الموضوعي لهذه التكنولوجيا.

وانفقت الصين مليارات من عملتها اليوان في استنباط بذور محورة وراثيا لكنها لم تجرؤ بعد على السماح بزراعة اصناف معدلة وراثيا من المحاصيل الغذائية وتلك الخاصة بعلف الحيوان متعللة بمخاوف المستهلكين بشأن سلامة هذه المنتجات.

ويعتقد أن موقف الحكومة يؤثر أيضا على الموافقة على استيراد محاصيل مهندسة وراثيا وهي القضية التي تواجه تأجيلات مطولة.

وبذلت الحكومة الصينية بالفعل بعض المحاولات لتبديد المخاوف بشأن المحاصيل المحورة وراثيا إذ شنت العام الماضي حملة قومية للتوعية بها.
لكن هان يقول إنها لا تزال قضية "بالغة الحساسية" لجميع أفراد المجتمع الصيني. وقال "إنها مسألة ساخنة للجميع في حياتهم اليومية".

وفيما يدرك العلماء مشكلة مشاعر جمهور الصين إلا أن صبرهم بدأ ينفد بصورة كبيرة إزاء نهج الحكومة.

وصرح الباحث هوانغ دا فانغ المدير السابق لمعهد بحوث التكنولوجيا الحيوية بالأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية للصحفيين الأسبوع الماضي "العلماء في عجلة من أمرهم والشركات والمزارعون أيضا لكن ينبغي للإدارات الحكومية حث الخطى".. وتساءل قائلا لماذا تقاعست الحكومة عن تسويق المحاصيل المحورة وراثيا.

وقال "لم تتم الموافقة بعد على سلالات جديدة هل ذلك بسبب السلامة؟ كلا السبب هو الروتين الحكومي".

وأضاف أن الصين تراعي المعايير الدولية بشأن السلامة وإدارة بحوثها في مجال التكنولوجيا الحيوية في مجالات منها محاصيل الأرز والذرة المعدلة وراثيا وقال إنه ما من خيار أمام بكين سوى مواصلة تشجيع هذه التقنيات.

وتابع فانغ "الصين -وهي دولة كبرى عدد سكانها 1.3 مليار نسمة- تواجه التنمية الزراعية بها قيودا بيئية خطيرة متزايدة لا يمكنها أن تكون في مؤخرة الركب في مجال بحوث المحاصيل المحورة وراثيا".