«المواصلات»: خطط لدعم إستراتيجية التحول للمركبات الكهربائية

alarab
اقتصاد 02 ديسمبر 2022 , 12:25ص
سامح الصديق

أعدت وزارة المواصلات، خطط عمل استراتيجية للتحول نحو التوسع في استخدام المركبات الكهربائية بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، وما تتضمنه من الالتزام بالمحافظة على البيئة في دولة قطر، لتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة، ضمن خطتها لتحقيق الاستدامة الشاملة، بما يعنيه ذلك من تقليل استهلاك الوقود والتحول إلى النقل المستدام.
وفي هذا الإطار جرى خلال العامين الماضيين توريد وتركيب أكثر من 600 معدة شحن كهربائية للحافلات، موزعة على محطات ومستودعات الحافلات، ومواقع محطات المترو، ومواقع أخرى تقع ضمن مسارات الحافلات الكهربائية المعتمدة التي تخدم عمليات النقل العام ونقل جماهير بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، لتصبح إرثا دائما لوسائل النقل الجماعي للطاقة النظيفة بعد البطولة، وهو الأمر الذي عزز موقع دولة قطر رائدة في مجال النقل الجماعي للطاقة النظيفة، ودعم استضافة بطولة كأس عالم استثنائية صديقة للبيئة ومحايدة للكربون.
كما أن هناك 900 حافلة كهربائية تعمل جميعها لدعم جهود شركة مواصلات (كروة) ما يقدر بنحو 25% من حجم أسطول الحافلات لخدمة عمليات النقل خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ومن المقرر خلال السنوات القادمة أن ترتفع هذه النسبة تدريجيا لتصل إلى 100% بحلول عام 2030. 
كذلك تم تعديل الحافلات الكهربائية كليا لتتناسب مع طبيعة الطقس والطرق في دولة قطر، وتم تزويدها ببطاريات تعد أحدث البطاريات والأكثر سلامة في مجال صناعة المركبات، التي يمكنها السير لأكثر من 200 كيلو متر بشحنة واحدة، ولضمان أقصى مستويات السلامة للركاب والسائقين، حرصت الوزارة على تجهيز أسطول الحافلات الكهربائية بأعلى مقومات السلامة العالمية. حيث تم تعديل الحافلات بإدخال نظام تبريدٍ للبطاريات مُسجلٍ كبراءة اختراع باسم شركة مواصلات «كروة»، ومصممٍ خصيصًا ليناسب درجات حرارة الطقس المرتفعة في دولة قطر، حيث يرصد هذا النظام درجات حرارة البطاريات بشكل مستمر ويقوم بتبريدها حتى أثناء توقف المحرك.
ويعد برنامج البنية التحتية لحافلات النقل العام في قطر من أكثر البرامج الصديقة للبيئة في العالم، حيث يؤسسُ لتحول كامل لمنظومة نقل تعملُ بالطاقة الكهربائية النظيفة الصديقة للبيئة، بما يخدمُ متطلبات التنمية المستدامة للدولة.
وفي هذا الإطار افتتحت الوزارة قبل انطلاق كأس العالم مستودع حافلات لوسيل، الذي يعد أكبر مستودع للحافلات الكهربائية على مستوى العالم، حيث تصل طاقته الاستيعابية إلى 478 حافلة، ويأتي ضمن برنامج البنية التحتية لحافلات النقل العام.
ويعد مستودع حافلات لوسيل أول مستودع حافلات في الشرق الأوسط يعتمد على مصادر الطاقة الشمسية، حيث يتميز باحتوائه على نحو 11 ألف وحدة من الألواح الشمسية تولد طاقة مقدارها 4 ميجاواط باليوم الواحد، لإمداد مباني المستودع بالطاقة اللازمة، بما يتماشى مع أهداف استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي، ويحقق رؤية القيادة الرشيدة وأهداف رؤية قطر الوطنية 2030، كما يحتوي المستودع على قسم خاص بحافلات التردد السريع الكهربائية، والتي تعد من أحدث وسائل النقل في قطر، وتدعم خدمات نقل جماهير كأس العالم من مدينة لوسيل إلى استاد البيت في الخور ضمن خطط التكامل مع وسائل النقل العام الأخرى كمترو الدوحة وترام لوسيل.
وبرنامج البنية التحتية لحافلات النقل العام يتكون من 8 محطات و4 مستودعات للحافلات تغطي مناطق الدولة ومدعومة بأكثر من 650 محطة شحن كهربائي لغرض تشغيل الحافلات الكهربائية. 
وتنفيذاً لخطط وزارة المواصلات، وقعت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» اتفاقية لتوريد وتركيب وتشغيل 37 وحدة شحن للمركبات الكهربائية بمحطات شركة «وقود» موزعة على 22 موقعا في الدوحة والخور والوكرة والمنافذ الحدودية. 
وتتميز وحدات الشحن بأنها فائقة السرعة وذات كفاءة عالية، بحيث يمكنها شحن السيارات في أقل من نصف ساعة، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ المشروع بتركيب وتشغيل الوحدات خلال العامين الجاري والمقبل، كمرحلة أولى، على أن يجري بعد ذلك تقييم هذه المرحلة للدخول في المرحلة الثانية من التوسع.
وتوقيع الاتفاقية يأتي ضمن المبادرات الكثيرة التي تقوم بها «كهرماء» لإنشاء وتوسيع شبكة الشحن الكهربائي للسيارات، لتنويع عملية شحن السيارات بمحطات مختلفة السرعة والكفاءة.
ويكمن الهدف من تلك المحطات في تشجيع السكان على استخدام السيارات الكهربائية، ما سيقلل الانبعاثات الكربونية، حيث إن وسائل المواصلات في العالم بشكل عام تمثل نسبة كبيرة في الانبعاثات الكربونية.
يشار إلى أن هذه الاتفاقية تحقق العديد من الأهداف للطرفين «كهرماء» و»وقود»، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، وما تتضمنه من الالتزام بالمحافظة على البيئة في دولة قطر، لتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة، ضمن خطتها لتحقيق الاستدامة الشاملة، بما يعنيه ذلك من تقليل استهلاك الوقود والتحول إلى النقل المستدام.