علا خالد: اقتراحات للتغلب على الغلاء
«العرب» تواصلت مع أكثر من مدينة ملاهٍ لاستيضاح الأمر.. لكنهم لم يردوا
أولياء أمور: سعر مرتفع.. وزمن قصير
تعتبر «مدن الملاهي» والألعاب في المراكز التجارية (المولات) المتنفس الوحيد في أيام نهاية الأسبوع أو العطلات والإجازات المدرسية؛ حيث تضطر بعض الأسر إلى اصطحاب أبنائها إلى مراكز الألعاب، وذلك بعد أن أصبح استثمار الوقت في أنشطة مفيدة، تشجع على استثمار أوقات فراغ الأطفال بشكل إيجابي، وتنمية مهاراتهم ومواهبهم، أو ممارسة أنواع متعددة من الهوايات الرياضية والفنية، يكلف الكثير.
وقد تكون مدن الألعاب في المراكز التجارية المكان الذي يلجأ أولياء الأمور لاختياره؛ للاستمتاع بأوقات الفراغ في أجواء من المرح والتسلية، يقضونها مع الأبناء، بعيداً عن ضغوطات العمل بالذات خلال الإجازة المدرسية.
وتجد الأسرة في هذه الأماكن الفرصة السانحة للاجتماع وتقوية أواصر العلاقة بينهم، إلا أن الأمر لا ينتهي دوماً بهذه الصورة المثالية؛ حيث يجد أولياء الأمور ما يكدر صفوهم؛ بسبب ارتفاع أسعار الألعاب الترفيهية في هذه المدن، أو في المراكز التجارية؛ حيث يتطلب دخول تلك المجمعات العديد من التكاليف، التي تستنزف مئات الريالات، ما يعني اقتطاع جزء كبير من الراتب، خاصة إذا كان لدى الأسرة أكثر من طفل؛ حيث يبلغ متوسط سعر تذكرة اللعبة الواحدة في بعض المولات التجارية ومدن الملاهي ما بين 10 إلى 50 ريالا للطفل بزمن لا يتجاوز بضع دقائق، الأمر الذي يجعل الطفل الواحد يصرف مبلغاً معتبرا في ساعة واحدة.
«العرب» تواصلت مع أكثر من مدينة ملاه لاستيضاح الأمر منهم لكن لم يتم الرد من قبلهم، وكانت لنا لقاءات مع بعض أولياء الأمور الذين أكدوا ارتفاع الأسعار والمبالغة فيها في بعض الأحيان.
قائمة للألعاب مع الأسعار
تقول السيدة سارة حنفي إنها تحرص على أن تخصص وقتا لأطفالها للترفيه واللعب والحركة، وقد تكون مدن الملاهي هي الوجهة الأنسب نظرا لأنها مكيفة وواسعة تسمح للأطفال بالحركة، إضافة إلى وجود عدد كبير من الأطفال مما يسهل عملية الاندماج.
وتستدرك السيدة سارة قائلة: قد تكمن السلبية الوحيدة في الأسعار المرتفعة لبعض الملاهي أو الألعاب بعينها، فعندما تتحول وسائل الترفيه للأطفال إلى مصدر للحصول على المال بطريقة مبالغ فيها من بعض الملاهي التي تتجه إلى رفع أسعار ألعاب الأطفال دون سبب، إضافة إلى زمن اللعب الذي أحيانا تتعجب من انقضائه بسرعة، حيث إن رسوم الألعاب مرتفعة بينما زمن اللعب على أقصى تقدير دقيقتان وهنا تنتابك الدهشة والاستنكار.
وأضافت سارة - وهي أم لطفلين سلطان ونورهان- إنه من الضروري وضع قائمة بأسعار الألعاب في ملاهي الأطفال مع مراعاة مدة اللعب بطريقة يكون فيها المبلغ المدفوع متناسقا مع نوعية اللعبة والزمن المقضي في اللعب، إضافة إلى مراقبة الأسعار من طرف الجهات المختصة، وأشارت إلى أن ملاهي الأطفال يجب أن تقدم خصومات وأسعارا مميزة لجذب مزيد من الأفراد. واعتبرت أن أسعار الألعاب التي تكون في متناول أولياء الأمور تشجعهم أكثر على الذهاب إلى هذه الأماكن.
اللعب وشخصية الطفل
من جانبها قالت السيدة علا خالد إن اللعب عنصر مهم لتكوين شخصية الطفل، لذلك فإن توفير الأماكن الترفيهية لهم شيء في غاية الأهمية، لكن لا يجب تحميل الوالدين أعباء مالية كبيرة نتيجة غلاء أسعار ألعاب الملاهي. وأوضحت علا أن أسعار مدن الملاهي الخاصة بالألعاب تختلف من مكان لآخر فربما تكون مناسبة إلى حد ما ومرتفعِة في أماكن أخرى. ولكن بالمجمل اعتبرها مرتفعة نوعا ما.
ودعت علا إلى ضرورة توفير المزيد من الفضاءات الترفيهية المجانية للأطفال، نظرا لكون العائلة اليوم لا تستطيع تحمل مزيد من المصاريف في ظل وجود عدة ضروريات أخرى. ونوهت بأن ضبط أسعار الملاهي من خلال وضع قائمة لها يسهم في الحد من الارتفاع المبالغ فيه، ويمكن الأطفال من الاستمتاع أكثر بالألعاب لتحصل الفائدة المرجوة وهي ابتسامة الطفل التي يتوقف عندها كل أنواع الربح المادي.
علا- وهي أم لثلاث بنات هن لجين وبيلسان وزينب - تضع عدة اقتراحات للتغلب على غلاء أسعار الألعاب، منها العروض فربما تكون مجدية عند النظر إلى عدد الأطفال داخل الأسرة. ويمكن استغلال بعض المناسبات المميزة كيوم الطفل العالمي والأعياد حيث تقوم المولات ومدن الألعاب بأنشطة ترفيهية مجانية للأطفال على غرار اليوم الرياضي، أو من خلال نشاطات أخرى خصوصا في فصل الشتاء والجو يساعد على الخروج إلى الأماكن المفتوحة والحدائق، والشواطئ ربما خيار يفضله الكثير من الناس نظرا للحرية التي يأخذها الأطفال في هذه الأماكن والألعاب المجانية الموجودة فيها. وأخيرا يمكن حث المدارس على زيادة الأنشطة الخارجية لمدن الألعاب الترفيهية وتوزيع كوبونات ألعاب لطلبتها كنوع من التحفيز والتعزيز يستفيد منها في الوقت الذي يناسبه.
مزيد من المرافق
من جانبها قالت السيدة وسام عواد: تعد أسعار الألعاب باهظة الثمن مقارنة بدخل الأسرة، حيث إن من لديه ثلاثة أو أربعة أولاد وقد يزيد فإن هذا يجعله يشتري بطاقة مدفوعة مسبقا بقيمة مرتفعة تلبية لحاجة أبنائه، ناهيك عن أن سعر اللعبة المنفردة داخليا إذا ما قورنت بوقتها الذي يلعبه الطفل فإنها مرتفعة، أما طبيعة هذه الألعاب فإنها تتنوع فمنها للأطفال وفق سن معينة، حيث تجد هناك ألعابا لا يدخلها إلا سن صغيرة ومنها سن أكبر، وبعضها وهو قليل للكبار.
وتعتبر السيدة وسام - وهي أم لتميم ومياسة - أنه يمكن للشخص أن يجد البديل لمواجهة ارتفاع أسعار الألعاب وذلك من خلال مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي التي يضع فيها أصحابها أسعارا تشجيعية نوعا ما، فيسرع الناس لاستثمار ذلك طمعا في توفير جزء من المال، كما يمكن لرب الأسرة الذهاب بأطفاله إلى الحدائق العامة التي توجد بها ألعاب مجانية مفتوحة الوقت.. والتي غالبا ما تكون مزدحمة بسبب مجانيتها ومتاحة في أي وقت حتى ساعة متأخرة من الليل.
وأضافت أنه يوجد يوم تكون فيه تخفيضات على أسعار الألعاب في الملاهي على سبيل المثال سعرها بريال واحد. وشددت على ضرورة مراقبة الأسعار للحد من الجانب الربحي الذي تعمل من أجله بعض الملاهي. وترى أن التطور الذي تشهده الدولة سوف يقود إلى وجود المزيد من المرافق العامة والألعاب والأنشطة التي قد تضع حدا لجشع تجار المرح.
أسعار مبالغ فيها
عن أسعار ممارسة الألعاب في المراكز التجارية تؤكد سلمى محمد - ولية أمر- أن أسعار الألعاب مرتفعة وترهق ميزانية الأسرة، وأنها تصرف كل نهاية أسبوع نحو 600 ريال؛ لإرضاء أبنائها الأربعة لأنها لم تجد بديلاً آخر لقضاء أوقات ممتعة معهم، مشيرة إلى أنه ليس هناك شيء يعادل فرحة الأبناء، ولكنها تناشد المسؤولين عن الألعاب أن يضعوا أسعاراً مناسبة وموحدة تكون في متناول الجميع فهناك بعض الأسر لا تستطيع أن تلبي رغبات أبنائها خاصة إذا كان عددهم كبيراً، ما يشكل حرجاً للآباء أمام الأبناء عند اصطحابهم إلى مراكز الألعاب.
الترفيه أصبح جزءاً من نمط الحياة
من جانبه يعتبر أبو عبدالرحمن أن الطفل يحتاج إلى الترفيه في أماكن مفتوحة أو في مدن الملاهي؛ لأن الترفيه أصبح جزءاً لا يتجزأ من نمط الحياة الصحي التي تباعد بين أفراد الأسرة في معظم الأوقات ويبتعد بالمرء عن المشاغل الكثيرة، ما يولد فراغاً خاصة بالنسبة للأطفال، فلا يجدون إلا مدن الملاهي وسيلة لتفريغ شحناتهم وطاقاتهم؛ لأنها تعد متنفساً طبيعياً لهم، واللعب يعد حاجة أساسية؛ بل ضرورة للأطفال لأنه يساعد على نموهم بشكل متوازن اجتماعياً وعقلياً وانفعالياً.
ويضيف أبو عبدالرحمن: الأطفال يمتلكون طاقة حركية جبارة لا يستطيعون التعبير عنها إلا باللعب، والترفيه ولكن تلبية رغبات الطفل ومجاراتها قد ينعكسان سلباً على ميزانية الأسرة خصوصا أن متطلبات الحياة أصبحت كثيرة وأصبح توفيرها يشكل عبئا على ميزانية الأسرة.