دور رئيسي لـ «بحوث الحوسبة» في ابتكارات الذكاء الاصطناعي

alarab
محليات 02 نوفمبر 2021 , 12:50ص
حامد سليمان

أكد الدكتور جيم يانسن، العالم الرئيسي بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي هما أداتان يمكن أن يقوما بدورٍ فاعلٍ في مساعدة المؤسسات التعليمية على تحقيق أهداف التعليم التقدمي.
وقال «إن هذه الأدوات تشتمل على أنظمة التعلم التي تتكيف مع الظروف السائدة، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، ونماذج الألعاب الجادة». 
وأضاف: يمكن للمرء أن يرى بالفعل أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تكتسب أرضيةً ولها تأثير إيجابي في القطاع التعليمي.
وقال يانسن: يؤثر الذكاء الاصطناعي على التعليم التقدمي عبر توفير مستويات أرقى من التعلم الفردي والشخصي للطلاب، لافتا إلى أن المعهد رسَّخ مكانته باعتباره مركزًا فكريًا رائدًا في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات أبحاث الحوسبة، حيث يؤدي المعهد دورًا رئيسيًا في تطوير وتعزيز استخدام أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي في قطر.
وأضاف: جرى قبول المخطط الذي طوره المعهد فعليًا واعتُمد ليكون استراتيجية الذكاء الاصطناعي الوطنية للبلاد في عام 2019. ومن أجل دعم التعليم التقدمي في جامعة حمد بن خليفة، طور باحثو المعهد نظامًا يعرف باسم ‘Survey2Persona’، أي المسح الخاص بالأشخاص، ويقوم النظام بتخصيص بيانات المسح للحصول على رؤى قابلة للاستهداف والتنفيذ والتوصيل للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين. ويمتلك هذا النظام، مثله في ذلك مثل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل عام، القدرة على إحداث تغيير جذري في كيفية تفاعل المؤسسات التعليمية مع الطلاب المحتملين والحاليين والسابقين، بالإضافة إلى الموظفين وأعضاء هيئة التدريس المكلفين بتعليم هؤلاء الطلاب.
وتابع: يمكن أن تساعد مثل هذه الأنظمة المؤسسات في إنجاز مهام تعليمية متعددة، بداية من استقطاب الطلاب إلى التخطيط لعروض المقررات الدراسية الجديدة وتأهيل الطلاب لسوق العمل المتغير. ويمكن لخدمات الذكاء الاصطناعي أن تصمم التجربة التعليمية بأكملها بحيث تصبح أقرب إلى احتياجات الطلاب والأهداف التعليمية.
وذكر السيد سون جيو جونج، مهندس البرمجيات المسؤول عن تطوير هذا النظام بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، أن»نظام Survey2Persona هو أداة قائمة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، حيث يحول البيانات المستمدة من المسح إلى رؤى قابلة للتنفيذ دون الحاجة إلى معرفة المستخدم بعلم الإحصاء».
وأضاف: أثر الذكاء الاصطناعي بالفعل على تعلم الطلاب وطريقة تقديم المحتوى التعليمي. ويمكن لمنصات الخدمات التعليمية الضخمة عبر الإنترنت، مثل أكاديمية خان، الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تتكيف مع الظروف لتقديم محتوى يناسب أنماط التعلم المختلفة وثغرات التعلم لدى الطلاب. وتستجيب أنظمة التعلم القائمة على الذكاء الاصطناعي لاحتياجات الطلاب، وتركز على موضوعات محددة بناءً على تقدم الطلاب، وتكرر الدروس بحيث يتقنها الطلاب، وتسمح للطلاب بالعمل وفقًا لسرعتهم الخاصة لإتقان موضوع ما بالفعل. وتأخذ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المذكورة محتوى يطوره خبراء متخصصون في الموضوع وتحول عملية تقديم المحتوى من المعلم إلى الطالب. وأضاف: تعمل هذه المنصات التعليمية الكبرى على تسهيل تدريس الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مما يؤدي إلى حدوث تطورات كبيرة في عملية التعلم والتعليم في تلك المجالات. فعلى سبيل المثال، لدى منصات كاجل وباي كاريت، مجتمعات يبلغ تعداد أعضائها مئات الآلاف.
وقال الدكتور يوني سالمينن، العالِم في معهد قطر لبحوث الحوسبة: «تُعد هذه المجتمعات المنتشرة عبر الإنترنت مفيدة للتعليم التقدمي وطريقة التعلم الجديدة التي تعتمد بشكل أقل على الكتب المدرسية وتبدو أكثر اعتمادًا على المواد التعليمية الحية والمتطورة، مثل الدفاتر الحاسوبية».
وأضاف: يحدث الذكاء الاصطناعي، جنبًا إلى جنب مع تقديم المحتوى على نطاق واسع ضمن نموذج تعليمي تقدمي، تغيرًا في كيفية تفاعل الناس مع المعلومات التعليمية، لا سيما في سياق التعلم مدى الحياة، لافتا إلى أن من بين هذه المجالات إنشاء المحتوى الذكي، حيث تقوم برامج الذكاء الاصطناعي تلقائيًا بتحديث محتوى القاعة الدراسية، مثل الكتب المدرسية الرقمية، وأدلة الدراسة الرقمية، وواجهات المحتوى الرقمي. ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في زيادة الوصول الشامل إلى التعليم لمجتمعات التعلم العالمية عبر الإنترنت، بما في ذلك تقديم المحتوى بلغات مختلفة ومستويات مهارات مختلفة مع تمكين عملية دعم الأقران بين المتعلمين بدرجة أكبر.