يقدّم قسم تأهيل الأطفال في مركز قطر لإعادة التأهيل، التابع لمؤسسة حمد الطبية، الرعاية الصحية اللازمة لما يزيد على 500 من مرضى الشلل الدماغي والاضطرابات المماثلة الأخرى من الأطفال سنوياً، ويقدّر عدد الزيارات العلاجية لهؤلاء الأطفال لعيادات التأهيل في المركز بحوالي 5 آلاف زيارة في كل عام.
وقال الدكتور محمود إبراهيم عبيده، رئيس قسم تأهيل الأطفال في مركز قطر لإعادة التأهيل: «يُعدّ الشلل الدماغي من أهمّ مسببات الإعاقة لدى الأطفال، حيث يحدّ هذا المرض من حركة عضلات الجسم، ويعيق التنسيق الوظائفي الذاتي لأعضاء الجسم، كما يؤثّر سلباً في وضعية قامة الجسم ويعمل على تشوّهها»
وأضاف: تهدف معالجة هذا المرض إلى زيادة القدرات الحركية، ودعم النمو الجسدي والنفسي للطفل المصاب، لافتاً إلى أن الشلل الدماغي مرض أو اضطراب لا يرجى شفاؤه لا سيما أن كل حالة مرضية من حالات هذا المرض تختلف عن الأخرى من حيث الاحتياجات والمتطلّبات.
وأضاف: «يحتاج مرضى الشلل الدماغي إلى الرعاية الصحية المتواصلة، كما يحتاج بعض المرضى مستوى من المراقبة أعلى من غيرهم، بما في ذلك فحوصات وتحاليل الدم المتكررة، والتصوير الطبي، والفحوصات السريرية، وفحص الأجهزة المساعدة المستخدمة في معالجتهم، والتحقق منها.
وتابع: أصبحت رعاية المرضى تشكّل تحدياً في ظل الإجراءات والتدابير الوقائية المطبقة للحد من تفشّي وباء كورونا «كوفيد - 19»، حيث لم يعد بالإمكان تقديم الخدمات العلاجية الفعلية في عيادات المركز إلا للحالات الحرجة والمعقّدة من مرضى الشلل الدماغي، ويعتبر الاستمرار في تقديم هذه الخدمات لهؤلاء المرضى خلال جائحة كورونا (كوفيد – 19) غاية في الأهمية لتقليل فرص تعرّضهم للإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالشلل الدماغي مثل التنسّج الوركي».
وأوضح أن الشلل الدماغي لا يشكّل عاملاً من عوامل مخاطر الإصابة بعدوى «كورونا»، إلا أن المرضى المصابين باضطرابات وأمراض عصبية مثل الشلل الدماغي غالباً ما يعانون من أمراض رئوية مزمنة تجعلهم عرضة للإصابة بالمضاعفات الشديدة.
وقال د. عبيده: «عمل الفريق متعدد التخصصات الطبية في القسم عن كثب مع أسر الأطفال المرضى لتلبية احتياجات كل فرد من هؤلاء المرضى، وقد كنا محظوظين بأن أتيحت لنا الفرصة لاستخدام وحدة المرضى الداخليين ذات الأسرة السبعة خلال جائحة كورونا (كوفيد - 19) حيث تمكنا من إدخال المرضى ذوي الحالات الحرجة والمعقّدة لهذه الوحدة، وتزويدهم بالرعاية الصحية التي يحتاجونها، باعتبار أن من أهم أولوياتنا تقديم الرعاية المناسبة في الوقت والمكان المناسبين.
وأضاف: «على الرغم من أنه لا يمكن لخدمات الرعاية الصحية المقدّمة عن بُعد أن تحلّ محل الرعاية الصحية الفعلية المقدمة لمرضى الشلل الدماغي في المرافق الطبية فإن جائحة كورونا (كوفيد – 19) أظهرت مدى أهمية خدمات الرعاية المقدمة عن بُعد، وأتاحت لفريقنا فرصة استكشاف طرق وأساليب بديلة لتقديم هذه الخدمات.