«الهلال الأحمر» يطلق حملة «الشتاء الدافئ 2024 – 2025» في 13 بلداً

alarab
محليات 02 أكتوبر 2024 , 01:15ص
حامد سليمان

فيصل العمادي: إعانة آلاف المحتاجين على تجاوز الشتاء القارس بأمن وكرامة

محمد البشري: 40 مشروعا و179 ألف مستفيد من الحملة في 13 بلداً

 

أعلن الهلال الأحمر القطري، أمس، عن بدء تنفيذ حملة «الشتاء الدافئ 2024 - 2025»، تحت شعار «دفؤهم واجب»، والتي تستهدف تنفيذ سلسلة من المشاريع والمساعدات الشتوية، التي يصل عددها إلى 40 مشروعاً، لصالح أكثر من 179,000 شخص في 13 بلداً هي: قطر، فلسطين (بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية)، اليمن، سوريا، النيجر، السودان، الصومال، أفغانستان، بنغلاديش، لبنان، الأردن، ألبانيا، كوسوفو.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد بمقر الهلال الأحمر القطري، صباح أمس، قال سعادة السيد/‏ فيصل محمد العمادي - الأمين العام للهلال الأحمر القطري: حملة الشتاءِ الدافئِ هيَ حملةٌ خيريةٌ سنوية اعتادَ الهلالُ الأحمرُ القطري منذُ عِقدَينِ على إطلاقِهِا في مثلِ هذا الوقتِ من كلِّ عام، معَ قربِ دخولِ فصلِ الشتاء، وما يصاحبُهُ من طقسٍ باردٍ وأمطارٍ وثلوجٍ ورياحٍ قوية، وهي ظروف تزيدُ من معاناةِ ملايينِ اللاجئينَ والنازحينَ والفقراءِ حولَ العالم، وتجعلُهُم فريسةً للجوعِ والمرضِ وضِيقِ ذاتِ اليد.
وأضاف: ها نحنُ نَسْتَبِقُ الزمن، ونمدُّ اليدَ إلى أصحابِ القلوبِ الرحيمةِ والعطاءِ السخيِّ، للوفاءِ بواجبِ الأُخُوَّةِ والإنسانية، بأن يُبادِرَ كلٌّ منا إلى تقديمِ ما يستطيع لدعمِ هذهِ الحملة، التي تهدفُ إلى توفيرِ مستلزماتِ المعيشةِ من غذاءٍ ومأوى وتدفئةٍ وعلاج، لإعانةِ آلافِ المحتاجينِ على تجاوزِ الشتاءِ القارسِ بأمنٍ وكرامة.

مأساة دامية في غزة
وذكر بالمأساةِ الداميةِ التي يعيشُهَا أهلُنَا في قطاعِ غزةَ بشكلٍ يوميٍّ منذُ ما يقاربُ العام، مشيراً إلى أنها مأساةٌ متكررةٌ ومستمرةٌ منذُ عقود، ولكنَّ تَبِعَاتِها بدأت مؤخراً في التوسعِ بشكلٍ خطيرٍ لتطالَ مناطقَ أخرى مِثلَ لبنان، في تصعيدٍ ينذرُ بمزيدٍ من الضحايا، ومزيدٍ من الألمِ والمعاناة، مما دفعَ الهلال الأحمر القطري إلى تخصيصِ جزءٍ من مشاريعِ هذهِ الحملةِ لإغاثةِ الأشقاءَ في لبنان، خاصةً وأنَّ وجودَ مكتبِه التمثيليِّ هناكَ يُسهِّلُ عمليةَ إيصالِ المساعداتِ المنقِذةِ للحياةِ إلى أكبرِ عددٍ من المتضررينَ والنازحينَ في مختلفِ أنحاءِ لبنان.
وأشار إلى أهميةِ هذهِ الحملة، وغيرِهَا من التدخلاتِ الإنسانيةِ والإغاثية، للتخفيفِ عن كاهلِ المتضررين، وتلبيةِ ولو قدرٍ يسيرٍ من احتياجاتِهِم، وتعزيزِ قدرتِهِم على الصمودِ والتمسكِ بالحياة، مضيفاً: لعلَّ هذا العملَ النبيلَ يضاعفُ لصاحبِهِ الأجرَ والثوابَ عندَ المولى عزَّ وجلَّ، مِصداقاً لقولهِ تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾ صدقَ اللهُ العظيم.

116 طائرة مساعدات لقطاع غزة
وحول عملية إدخال المساعدات لقطاع غزة، قال سعادة السيد/‏ فيصل العمادي: نقسم تنفيذنا للمشاريع في قطاع غزة بالمراحل التالية، فالمرحلة الأولى وهي بالأيام الأولى للحرب، حيث قمنا بشراء المواد والمستهلكات الطبية من داخل القطاع وتوزيعها بالتعاون مع وزارة الصحة في غزة على المستشفيات المحتاجة.
وأضاف: والمرحلة الثانية كانت بإرسال المواد الاغاثية من دولة قطر عبر طائرات القوات الجوية الأميرية، والدولة قامت بنقل ما يقارب 116 طائرة خلال الفترة الماضية، أي ما يقارب 4600 تقريباً، والمساعدات ليست مقتصرة على الهلال الأحمر القطري، بل هي مساعدات دولة قطر بشكل عام.
وأوضح أن المرحلة الثالثة كانت بالشراء من داخل مصر، وإرسال المساعدات عن طريق البر إلى داخل قطاع غزة، وأن الهلال الأحمر كان له فريق في العريش لإرسال المساعدات، وأن الهلال الأحمر معني باستلام كافة المساعدات التي ترسلها دولة قطر والقيام بإجراءات تخليصها والحصول على الموافقات وادخالها عن طريق البر وتسليمها إلى داخل القطاع، فإذا كانت مواد غذائية تسلم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، وإن كانت مواد طبية تسلم إلى وزارة الصحة في غزة لتوزعها على المستشفيات.
وأشار إلى أن المرحلة الرابعة، وكانت بعد اغلاق الحدود، فكان التوجه إلى ادخال المساعدات عن طريق البر من الأردن بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وأن جميع مراحل وعمليات ادخال المساعدات تم توثيقها، سواء من الداخل أو عن طريق الحدود.

آلاف أطنان المساعدات للسودان
ولفت إلى أنه منذ اللحظة الأولى للحرب في السودان، انتقل مكتب الهلال الأحمر من الخرطوم إلى بورتسودان، وأصبح يستقبل المساعدات عن طريق البر أو عن طريق القوات الجوية الأميرية، حيث تم إيصال آلاف الأطنان خلال الفترة الماضية، وإلى اليوم يتواجد الهلال الأحمر القطري ويتوسع في إيصال المساعدات عن طريق المنظمات الدولية في السودان.  
وحول التحديات التي تواجه إيصال المساعدات في مختلف المناطق التي تشهد حروب أو نزاعات، قال سعادته: أي منظمة تعمل في مجال الإغاثة تواجه صعوبات كثيرة، وأن ما يميز الهلال الأحمر في كل دول العالم، أنه مؤسسة دولية لها علاقات في كل دول العالم، وأن أسرة الهلال الأحمر تعتبر كل نظرائها في كل دولة شريكا أو فرعا لها، تعمل كلها بطريقة عمل وآليات واضحة تجمع نحو 191 مؤسسة في 191 دولة حول العالم، الأمر الذي يسهل عملها.
وأضاف: سواء في السودان أو قطاع غزة، كان لنا تعاون مع شركائنا المحليين، وهما الهلال الأحمر السوداني والهلال الأحمر الفلسطيني، وشاهد الجميع عمل الهلال الأحمر في الداخل سواء المساعدات الطبية أو الغذائية أو الخيام التي تم تركيبها، وتحمل شعار دولة قطر والهلال الأحمر القطري، وهو دليل على ما ينجزه الهلال الأحمر القطري.
 
تدخلات إغاثية متعددة الأوجه
قال السيد/‏ محمد أحمد البشري - مدير قطاع الاتصال وتنمية الموارد بالهلال الأحمر القطري: تستهدفُ الحملةُ تنفيذَ سلسلةٍ من المشاريعِ والمساعداتِ الشتوية، التي يصلُ عددُهَا إلى 40 مشروعاً، لصالحِ أكثرَ من 179,000 شخصٍ في 13 بلداً هي: قطر، فلسطين (بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية)، اليمن، سوريا، النيجر، السودان، الصومال، أفغانستان، بنغلاديش، لبنان، الأردن، ألبانيا، كوسوفو.
وأضاف: تتعدد أوجه التدخلات التي يعتزمُ الهلال الأحمر القطري تنفيذها ضمن الحملة لتشمل عدداً كبيراً من المساعدات، ومن بينِهَا: الملابسُ الشتوية، البطانيات، الفرشات، السلاتُ الغذائية، مياهُ الشرب، حليبُ الأطفال، الأدويةُ والمستهلكاتُ الطبية، الأثاثُ والأجهزةُ المنزلية، وقودُ التدفئة. هذا بالإضافةِ إلى ترميمِ وبناءِ البيوت، وكفالةِ الأيتام، وتوفيرِ الخُبز.
وأكد أن المساعدات تلبي جزءاً أساسياً من الاحتياجاتِ الشتويةِ لمختلفِ الأسرِ الفقيرةِ والنازحةِ في المناطقِ المُستَهدَفَة، مع التركيزِ على طلابِ المدارس، والمرضى، والأطفالِ الرُضَّعِ والأيتام، وكبارِ السن، وأنه وسوف يتمُّ تنفيذُ هذه المشاريعِ عن طريقِ مكاتِبِ الهلال الأحمر الخارجيةِ في بعضِ البلدانِ المستفيدة، بالتنسيقِ مع الجمعياتِ الوطنيةِ الزميلةِ والشركاءِ المحليين، لضمانِ تقديمِ المساعداتِ بالكفاءةِ والسرعةِ اللازمَيْن، ووفقَ أعلى المعاييرِ الدوليةِ في هذا الشأن.

تبرع عبر كافة الوسائل
ونوه إلى أن الهلال الأحمر القطري يتيح التبرعَ لمشاريعِ الحملةِ عبرَ كافةِ الوسائل، والتي تتنوعُ ما بينَ الموقعِ الإلكتروني، ورقمِ خدمةِ المتبرعينَ أو التحصيلِ المنزلي، والتحويلاتِ البنكيةِ على حساباتِ الهلالِ الأحمرِ القطريِّ لدى مصرفِ الريان، وبنكِ دخان، وبنكِ قطرَ الوطني، ومصرفِ قطرَ الإسلامي، ومصرفِ قطرَ الدوليِّ الإسلامي. وتقدم البشري بالشكرِ إلى هيئةِ تنظيمِ الأعمالِ الخيرية.
وأكد السيد محمد أحمد البشري أن الهلال الأحمر يملك شراكات أممية ودولية، من بينها الهلال الأحمر الفلسطيني، والهلال الأحمر المصري، والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، والعديد من المنظمات الدولية والأممية، الأمر الذي يؤهلها إلى الوصول إلى الأماكن مثل قطاع غزة أو غيرها من المناطق التي تشهد نزاعات.

التزام تجاه المتبرعين
 وأشار إلى أن الهلال الأحمر القطري لديه التزام دائم تجاه المتبرعين من منطلق حقهم في متابعة ما يتم إنجازه من أعمال إنسانية لصالح المحتاجين، ومصير تبرعاتهم، وقد تم ارسال آلاف الأطنان من المساعدات إلى قطاع غزة عن طريق مطار العريش، ومن بعده عن طريق الأردن.
ونوه إلى أنه سيكون هناك تكثيف للمساعدات للبنان خلال الفترة القادمة، سواء ضمن حملة «الشتاء الدافئ»، أو عن طريق التدخل الاغاثي الذي يتم اطلاقه كاستجابة عاجلة للتصعيد في لبنان.
وقال البشري: المستهدف المالي من حملة الشتاء الدافئ هو 15 مليون ريال قطري، وأن الأولوية للأشقاء في فلسطين في غزة والضفة وكذلك في لبنان والسودان، وأن مشاريع الحملة متنوعة بين الحقيبة الشتوية وكسوة الشتاء والسلات الغذائية وبناء وترميم البيوت وتوزيع البطانيات والمعاطف ووقود التدفئة ومياه الشرب النظيفة وتوزيع حليب الأطفال، وتعدد المشاريع بكل دولة.