

شاركت إدارة الأبحاث والتكنولوجيا التابعة لقطر للبترول مؤخراً في منتدى أنظمة النقل الذكية والسلامة المرورية الذي عقد في الدوحة. حضر هذا المنتدى الذي استمر لمدة ثلاثة أيام عدد من كبار المسؤولين من وزارة الداخلية، وحمل هذا المنتدى رسالة قوية عن السلامة المرورية في قطر والأنظمة النافذة لحماية سلامة المواطنين والمقيمين على الطرق.
وكان مركز قطر للبترول للأبحاث والتكنولوجيا قد أطلق مشروعا عن سلامة الإطارات في سيارات الركاب قبل عامين بناء على توجيهات سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة، رئيس مجلس إدارة قطر للبترول. ويتوافق هذا المشروع مع رؤية قطر الوطنية 2030 حيث يؤكد التزام المؤسسات المعنية بالمسؤولية الاجتماعية نحو المواطنين في قطر.
ويعمل في قطاع الطاقة والصناعة في دولة قطر أكثر من 120 ألف شخص، منهم أكثر من 55 ألف شخص في قطاع النفط والغاز، مما يمثل نسبة كبيرة من مستخدمي الطرق في قطر. ويركز المشروع على التحقق من دور الإطارات في حوادث السيارات المميتة. وحرصا منه على تغطية كافة الجوانب المتعلقة بسلامة الإطارات، قام مركز قطر للبترول للأبحاث والتكنولوجيا بالتعاون مع كل من جامعة تكساس ايه اند ام، ومركز ويليام للأعمال الهندسية المتقدمة، بإجراء دراسة عن الظروف المحلية والبيانات الإحصائية لمقارنتها مع المعايير والاحصائيات الدولية في هذا الشأن.
وتظهر النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن، بشكل عام، بأن الإطارات المعتمدة من قبل المصانع والمزودة مع السيارات هي ذات نوعية جيدة، وليس هناك ما يدل على أن هذه الإطارات كان لها دورا في الحوادث المميتة للسيارات في قطر. إلا أن بعض الإطارات غير المتوافقة مع المواصفات النظامية وغير المحققة لشروط الاستيراد لا تزال تستخدم على الطرق العامة في قطر. وهذه الإطارات البالونية رخيصة الثمن المصنوعة من النايلون تستعمل عند ضغط منخفض، وكان لها دور في العديد من حوادث السيارات المميتة على الطرق العامة خلال عامي 2012 و2013.
وقال الدكتور نيكولاس تراوت، الذي أشرف على مشروع أبحاث سلامة الإطارات في مركز قطر للبترول للأبحاث والتكنولوجيا: "أثبتت أبحاثنا بأن الإطارات البالونية تحدث تغييرا كاملا في التعامل مع ديناميكية السيارات رباعية الدفع، مما يلغي معظم عناصر السلامة التي وضعها المصنع في السيارة. وبسبب الزيادة الكبيرة في علو هذه المركبات تصبح السيارة خارج السيطرة وخاصة عند المنعطفات أو عند القيام بحركة مناورة. وتزداد مسافات التوقف بهامش محدود وخطر، كما يكاد ان يكون مستحيلاً التعامل مع السيارة على الطرق المبللة باستخدام هذه الإطارات البالونية."
وقال الدكتور ناصر المهندي، مدير مركز قطر للبترول للأبحاث والتكنولوجيا: "يسر مركزنا أن يكون مشاركاً في هذا المشروع البحثي ونأمل بأن تسهم النتائج التي تم تحقيقها في انقاذ حياة بعض الأشخاص. وقد وصل المشروع الآن إلى مراحله النهائية، وسوف نصدر تقريرا يحتوي على كافة نتائج الأبحاث والدراسات."
وكجزء من مشروع سلامة الإطارات وضع مركز ويليامز للأعمال الهندسية المتقدمة تصميما لجهاز متميز لمحاكاة السلامة المرورية، حيث يستطيع محاكاة أنماط مختلفة من أعطال الإطارات مثل تعرضها للثقب أو للاهتراء أو للانفجار في الطقس الرطب أو الجاف. ويوجد جهاز المحاكاة هذا في مركز قطر للبترول للأبحاث والتكنولوجيا وسيستمر استخدامه حتى إنجاز المشروع، ثم يتم دمجه ضمن أنشطة ومهام إدارة الصحة المهنية والسلامة والبيئة في قطر للبترول لتوفير تدريب متقدم للسائقين، مما يسهم في توفير شروط أفضل للسلامة في قيادة السيارات لدى العاملين في قطر للبترول. وقد تم عرض هذا الجهاز خلال منتدى أنظمة النقل الذكية والسلامة المرورية بإدارة شركة الحلول الهندسية لصالح مركز ويليامز للأعمال الهندسية المتقدمة.
وقال ماكس رينو، مدير الأعمال في شركة الحلول الهندسية: "نركز في شركتنا على تزويد عملائنا بمنتجات وخدمات وعناية تتميز بأعلى مستويات الجودة. وقطر للبترول هي عميل رئيسي في مجال الأبحاث والسلامة المرورية، وهي مستمرة في دفع عجلة التطور التقني، ونفخر بأن يتم اختيارنا كواحد من أفضل الشركاء وسوف نستمر في دعم قطر للبترول في جهازهم لمحاكاة قيادة السيارات من خلال التحسينات والتعديلات المتنوعة."