غلاء الأسعار يحرم المصريين من «الأضحية»
اقتصاد
02 سبتمبر 2017 , 02:27ص
ا ف ب
تشهد بلدة أشمون في منطقة الدلتا في مصر إقبالاً شديداً من أصحاب وتجار الماشية من البلدات المجاورة لبيع وشراء أضاحي العيد منذ ساعات الفجر الأولى، لكن التكلفة العالية هذه السنة جعلت السوق ساحة للمشاهدة أكثر منها للشراء.
ومنذ الرابعة فجر يوم الأربعاء كان الناس يتسابقون في شوارع البلدة الضيقة بمحافظة المنوفية التي تبعد نحو 70 كلم عن القاهرة، بعربات تحمل مختلف أنواع الماشية، وتعالت صيحات التجار وكل منهم يحاول استعراض قوة وعافية ما يملك من عجول أو جاموس أو أغنام لجذب الانتباه.
وقال محمد مسعود أحد التجار: «العام الماضي كان هناك نشاط أكثر في السوق من حيث البيع والشراء، أما هذا العام فلا تجد الماشية من يشتريها لارتفاع الأسعار».
وأوضح مسعود أن ارتفاع أسعار الأعلاف -نتيجة موجة الغلاء التي تمر بها البلاد- من أهم أسباب زيادة سعر الأضحية، فقد ارتفع سعر العلف من 2.5 جنيه (0.14 دولار) للكيلوجرام السنة الماضية إلى 7 جنيهات في الوقت الحالي. «العجل الذي كان يبلغ سعره 15000 جنيه العام الماضي اقترب هذا العام من 30000 جنيه».
وبدأت موجة تضخم غير مسبوق في مصر منذ تحرير سعر صرف الجنيه في 3 نوفمبر، ما أفقده نصف قيمته. وسجل معدل التضخم السنوي مستوى قياسياً بلغ 34.2 % بنهاية شهر يوليو على مدار السنة، حسب ما أفاد جهاز التعبئة والإحصاء المصري في أغسطس الماضي.
ويأتي ارتفاع مؤشر الأسعار ليعكس الزيادة التي أقرتها الحكومة المصرية في أسعار المحروقات بنهاية شهر يونيو استكمالاً لبرنامج الإصلاح الاقتصادي؛ الذي حصلت مصر بمقتضاه على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي على مدى ثلاث سنوات.
ويقول ناصر أبو كيلة تاجر الحبوب الذي يبحث عن أضحية بسعر مناسب منذ أكثر من أسبوعين: «حتى إذا أراد الناس شراء اللحوم المذبوحة؛ فإن سعر الكيلو حالياً قفز إلى 130 جنيهاً».
وأرجع عدد من تجار الماشية بالسوق أحد أسباب الغلاء إلى بعض الأمراض التي تصيب الماشية؛ مثل الحمى القلاعية التي أدت -على حد قول محمود أبو القمصان، تاجر ماشية- إلى «نفوق عدد منها» بالمنوفية، وبالتالي لجأ التجار إلى رفع سعر الماشية المتعافية.
ويبلغ عدد سكان مصر زهاء 93 مليون مواطن يعيش 28 % منهم تحت خط الفقر، بحسب الإحصاءات الرسمية لعام 2015.