آلاف اللاجئين يصلون أثينا وتزايد الضغوط على دول شمال أوروبا
حول العالم
02 سبتمبر 2015 , 02:20م
أ.ف.ب
نقلت السلطات اليونانية - الأربعاء - آلاف المهاجرين؛ بينهم الكثير من السوريين، إلى ميناء بيرايوس في العاصمة، على أن يتابعوا رحلتهم إلى شمال الاتحاد الأوروبي، إذ يثير تدفق اللاجئين الفوضى والانقسامات.
وفي المجر التي أصبحت بوابة إلى شمال أوروبا، لا يزال التوتر على حاله، إذ دخل البلاد 50 ألف شخص في شهر أغسطس فقط.
وتظاهر حوالي مئة مهاجر - الأربعاء - أمام محطة القطارات الرئيسة في بودابست، فيما منعت الشرطة حوالي ألفين منهم من الصعود إلى قطارات متوجهة إلى النمسا وألمانيا، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وفي الثلاثاء دخل المجر 2284 شخصا، بينهم 353 طفلا، بحسب السلطات، برغم الأسلاك الشائكة التي وضعتها السلطات على طول الحدود مع صربيا.
والفرار إلى أوروبا يوقع المزيد من القتلى، إذ أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن 2643 شخصا غرقوا في أثناء محاولتهم عبور المتوسط منذ مطلع السنة.
وقضى تسعة مهاجرين سوريين على الأقل - الأربعاء - مقابل سواحل تركيا، بعد غرق زورقين متجهين من مدينة بودروم الساحلية جنوب غرب البلاد، إلى جزيرة كوس اليونانية، بحسب مصدر رسمي.
وقد وصل حوالي 4300 مهاجر، بينهم الكثير من السوريين، مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء، إلى ميناء بيرايوس، بعدما نقلتهم السلطات اليونانية من جزيرة ليسبوس، بحسب شرطة الموانئ.
وتطالب أثينا الاتحاد الأوروبي بمساعدات لمواجهة تدفق اللاجئين.
وقالت الشرطة إن الواصلين حوالي 1800، مساء الثلاثاء، و2500 فجر الأربعاء، نقلوا إلى محطة قريبة.
وبالنسبة لغالبيتهم فإنهم ينوون مواصلة رحلتهم إلى شمال أوروبا، خاصة عبر دول البلقان، وهي المعضلة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي أمام أزمة هجرة غير مسبوقة.
ونظمت السلطات اليونانية نقل هؤلاء المهاجرين بواسطة سفينتَيْنِ مستأجرتَيْنِ لتخفيف العبء عن جزيرة ليسبوس الواقعة في بحر إيجه الشرقي. فقد أصبحت الجزيرة في الأشهر الماضية إحدى بوابات العبور الرئيسة للاجئين والمهاجرين إلى أوروبا، بسبب قربها من تركيا، ونقطة انطلاق المهاجرين غير الشرعيين.
وتؤكد الحكومة اليونانية - على الدوام - أنها غير قادرة على مواجهة تدفق اللاجئين بهذا الحجم، مطالبة بمساعدة أوروبية.
ومنذ مطلع السنة أحصت اليونان رقما قياسيا مع وصول 160 ألف شخص، من أصل أكثر من 350 ألفا عبروا المتوسط.
وبعد اجتماع وزاري، صباح الأربعاء، سيكون ملف الهجرة محور محادثات مرتقبة في أثينا، الخميس، بين المسؤولين اليونانيين ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيميرمانس، الذي سيزور اليونان برفقة المفوض الأوروبي، المكلف بشؤون الهجرة اليوناني ديميتريس أفراموبولوس.
وفي بودابست، بعد أن منعت الشرطة حوالي ألفي مهاجر من ركوب قطارات متوجهة إلى النمسا وألمانيا، اعتصم حوالي 600 شخص من رجال ونساء وأطفال، معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان، جلوسا ووقوفا خارج محطة كيليتي، فيما كان حوالي 1200 شخص في الطابق السفلي في ما يسمى بـ"منطقة عبور".
وفي الوقت نفسه، اعتصم حوالي مئة من المهاجرين، القادمين من مركز تسجيل قرب الحدود مع صربيا، على منصة في محطة قطارات في إحدى ضواحي بودابست، ورفضوا ركوب قطار متوجه إلى مخيم ديبريسين للاجئين.
وقالت الشرطة - في بيانٍ - إن المجموعة "طالبت بالسماح لها بالسفر إلى ألمانيا، وقد اتخذت الشرطة الخطوات الأمنية اللازمة لضمان عدم عرقلة حركة القطارات".
وكانت المجر، التي دخلها 50 ألف مهاجر في أغسطس فقط، سمحت - هذا الأسبوع - لآلاف بركوب القطارات المتوجهة إلى ألمانيا والنمسا، لكن يوم الثلاثاء منعت الشرطة - بشكل مفاجئ - دخول أي شخص لا يحمل تأشيرة أوروبية إلى المحطة.
ومساء الثلاثاء، وصل حوالى 150 مهاجرا فقط عبر القطار من بودابست إلى فيينا، بحسب ما أعلنت الشرطة. وكانت الشرطة النمساوية أعلنت وصول 3650 مهاجرا، الاثنين، موضحة أنه رقم قياسي ليوم واحد هذه السنة.
وقالت حكومة رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، التي أقامت سياجا من الأسلاك الشائكة على حدودها الممتدة على 175 كم مع صربيا، إنها تطبق قوانين الاتحاد الأوروبي.
وقال محمد، وهو سوري معتصم أمام محطة القطارات: "سنبقى هنا، حتى نسافر إلى ألمانيا بالقطار".
وأضاف: "هذا ما سنقوم به (التظاهر) غدا، والشهر المقبل، والعام المقبل، وطوال حياتنا. ليس حلمنا أن نبقى هنا وأن ننام في الشوارع".
وأثبت هذا السياج عدم فعاليته في منع عشرات الآلاف من التوجه صعودا من اليونان، باتجاه دول البلقان الغربية، إذ أعلنت السلطات المجرية أن 2284 مهاجرا عبروا يوم الثلاثاء، بينهم 353 طفلا.
وقال بلال، وهو سوري من مدينة حلب، لوكالة فرانس برس، الثلاثاء، قرب الحدود الصربية مع المجر، إنه "إذا كانت أوروبا تسمح لنا بالدخول، لماذا لا تعطينا تأشيرات؟ لماذا علينا أن ندخل سرا؟". وأضاف: "إننا نخشى أن يتغير كل شيء ذات يوم، بحيث حتى ألمانيا تغلق حدودها عندما تنتهي قدرتها على الاستقبال، لذلك علينا القيام برحلتنا سريعا".
من جانب آخر، أعلنت مصادر متطابقة أن ستة قطارات اضطرت للتوقف أو العودة إلى محطة انطلاقها، ليل الثلاثاء والأربعاء، بسبب تسلل أشخاص هم من المهاجرين على الأرجح، إلى خطوط النفق تحت بحر المانش في الجانب الفرنسي.
وأعلن رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك، الثلاثاء، في أثناء زيارته زغرب أن "أولوية أوروبا تبقى منع المهاجرين من خسارة أرواحهم، في أثناء محاولتهم الوصول إليها".
ورأى الرئيس التشيكي السابق، فاتسلاف كلاوس، أن أوروبا ترتكب "انتحارا" عبر استقبالها المهاجرين.