بيل غيتس.. استغل كل فرصة صادفته فأصبح أغنى أغنياء العالم

alarab
اقتصاد 02 يوليو 2011 , 12:00ص
القاهرة - عبدالغني عبدالرازق
يعتبر الذكاء أحد الأسلحة المهمة للنجاح والوصول إلى الهدف في أسرع وقت، فمعظم مصادر أموال أثرياء العالم الآن ترجع إلى اقتناص الفرص في الأوقات المناسبة. وبيل غيتس الذي كان منذ عدة أعوام أغنى رجل في العالم كان يردد لمعلميه أنه سيصبح مليونيرا عند بلوغه الثلاثين عاما ولكن المفارقة الغريبة أنه أصبح مليارديرا وليس مليونيرا، ففي عام 1987 قدرت ثروته بمليار وربع مليار دولار. نشأته ولد وليام هنري غيتس الشهير باسم بيل غيتس في 28 أكتوبر 1955 في ولاية واشنطن الأميركية لأسرة تعمل بالسياسة، فوالده كان محامياً بارزاً أما والدته ماري ماكسويل فكانت تشغل منصباً إدارياً في جامعة واشنطن وكانت أيضا عضواً بارزاً في مجالس لمنظمات محلية وبنوك.. وقد ظهر على بيل الذكاء والطموح وروح المنافسة في وقت مبكر، فقد تفوق على زملائه في المدرسة الابتدائية خاصة في الرياضيات والعلوم، وقد أدرك والداه ذكاءه المبكر مما حدا بهما لإلحاقه بمدرسة (Lakeside) الخاصة. تعلقه بالحاسب الآلي في عام 1968 قررت مدرسة (Lakeside) شراء جهاز حاسوب لتعريف طلابها بعالم الحاسبات، ومنذ تلك اللحظة أصبح بيل شغوفا بالحاسوب حيث كان يُمضي غالبية وقته في غرفة الحاسوب في المدرسة منشغلاً بكتابة البرامج وتطبيقها لدرجة أنّه أهمل واجباته وتغيّب عن صفوفه الدراسية. وفي هذه الغرفة تعرف بيل على زميله بول آلن.. وخلال وقت قصير نمت بينهما صداقة وثيقة استمرت لسنوات عديدة واكتسب الاثنان خبرة كبيرة في مجال البرمجة. بدأ بيل غيتس في سن الرابعة عشرة من عمره بكتابة برامج قصيرة وأول برامجه كانت ألعاباً محدودة، وكان يكتبها بلغة (البيسك). وفي عام 1969 أنشأ بيل غيتس وبول آلن شركة باسم (مجموعة مبرمجي ليك سايد للكمبيوتر)، وكان ذلك نقطة تحول تعرَّف الطالبان خلالها على الكثير من الأمور. وفي المرحلة الثانوية استمر بيل في عمل البرمجيات حيث أسس مع صديقه بول شركة أسمياها (Traf-O-Data) وقاما بتصميم جهاز حاسوب صغير يهدف لقياس حركة المرور في الشوارع وحققت هذه الشركة الصغيرة ربحاً مقداره 20 ألف دولار أميركي في عامها الأول. النقلة الكبرى في حياته في ديسمبر عام 1974 كان بول آلن متوجهاً لزيارة صديقه بيل فتوقف أمام متجر صغير فشاهد مجلة (Popular Electronics) حيث ظهر على غلافها صورة لحاسوب (Altair 8800) وكُتب تحت الجهاز (أول حاسوب ميكروي مخصص للأغراض التجارية) فاشترى بول المجلّة وانطلق مسرعاً لرؤية بيل وأدرك الاثنان أنّ هذا الحاسوب يحمل معه فرصتهما الكبرى. خلال أيام اتصل بيل بشركة ميتس المنتجة للحاسوب وأخبرهم أنّه قد طوّر هو وزميله بول آلن (برنامج مترجم) للحاسوب مكتوباً بلغة البرمجة (بيسك)، رغم أنهما لم يكونا قد كتبا سطراً برمجياً واحداً لهذا الحاسوب ولم يشاهداه إلاّ في صور المجلة فقط، لكن الشركة وافقت على مقابلتهما مما دفعهما للبدء بالعمل وبسرعة على كتابة البرنامج. كانت عملية كتابة البرنامج مسؤولية بيل غيتس، بينما بدأ بول آلن العمل على إيجاد طريقة لعمل محاكاة للحاسوب (Altair 8800) على أجهزة حاسوب (PDP-10) المتوافرة في الحرم الجامعي لتجريب البرنامج عليه. وبعد مرور ثمانية أسابيع شعر الاثنان أن برنامجهما صار جاهزاً، فاستقل بول آلن الطائرة متوجهاً إلى شركة ميتس لعرض البرنامج. في اجتماع عقد في شركة ميتس وبحضور رئيس الشركة حمَّل بول البرنامج على الحاسوب (Altair 8800) وبدأت عملية تشغيل البرنامج الحقيقية لأول مرة، وقد عمل البرنامج بكل سلاسة ودون أية أخطاء فتعاقدت شركة ميتس مع بيل وبول لشراء حقوق الملكية للبرنامج، وعيّن بول آلن نائباً لرئيس قسم البرمجيات في الشركة وترك بيل جامعة هارفارد وانتقل للعمل مع بول في تطوير البرمجيات. إنشاء شركة مايكروسوفت في منتصف عام 1975 قرر الاثنان إنشاء شركة خاصة بينهما لتطوير البرامج أسمياها «Micro-Soft» وامتلك بيل غيتس نسبة %60 من حجم الشركة بينما حصل بول على %40 الباقية واحتج بيل للحصول على الحصة الأكبر لتفرغه للعمل في الشركة، بينما كان بول لا يزال موظفاً لدى شركة ميتس. وفي نهاية عام 1976 تمّ تسجيل مايكروسوفت رسمياً كشركة مستقلة، وبلغت أرباحها ما يقارب 104 آلاف و216 دولاراً أميركياً. واستقال بول آلن من شركة ميتس للعمل بشكل دائم لدى مايكروسوفت، واستمرت مايكروسوفت في تطوير البرامج للأنظمة المختلفة. وفي عام 1982 أصيب بول آلن بمرض هودجكين، وهو نوع من أنواع السرطان النادرة فقرر الاستقالة من شركة مايكروسوفت. معركة غيتس مع الحكومة الأميركية في 18 مايو 1998 رفعت وزارة العدل الأميركية و20 ولاية أميركية قضية ضدّ شركة مايكروسوفت، تتهمها فيها بالاحتكار لسوق البرمجيات بسبب قيامها بضم نظام التشغيل ويندوز ومتصفح الإنترنت Internet Explorer وبيعهما في قرص واحد، فردت مايكروسوفت بأن هذه العملية هي نتاج الابتكار والمنافسة الحرّة، وأنّ نظام التشغيل والمتصفّح يمثّلان الآن وحدة واحدة. فرد الادعاء بأن المتصفّح منتج منفصل عن نظام التشغيل ولا حاجة لربطهما معاً، كما أنّ المتصفح ليس مجانياً (لأنّ تكلفة إنتاجه وتسويقه أضيفت لتكلفة نظام التشغيل ويندوز مما جعل سعره مرتفعاً). وبعد مجموعة من التحقيقات أصدرت المحكمة حكماً في 3 أبريل 2000 يقضي بأن شركة مايكروسوفت شركة محتكرة ومنتهكة لقوانين حماية المستهلك وعليه فإنّ مايكروسوفت يجب أن تنقسم لجزأين منفصلين أحدهما لإنتاج نظام التشغيل ويندوز والآخر لإنتاج الإصدارات البرمجية الأخرى لمايكروسوفت. فاتهمت مايكروسوفت القاضي بعدم الموضوعية والانحياز. وفي 2 نوفمبر 2001 توصّلت مايكروسوفت لتسوية مع وزارة العدل الأميركية اقتضت تراجع المحكمة عن قرار التقسيم مقابل قيام مايكروسوفت بالكشف عن عناصر بعض برامجها للشركات الأخرى لإتاحة الفرصة لها بإنتاج برامج منافسة. ثروة غيتس أعلنت صحيفة ذي تايمز في مارس الماضي أن ثروة جيتس الصافية الآن تقدر بنحو 49 مليار دولار. وأشارت الصحيفة إلى أن ثروة جيتس كان من الممكن أن تتضخم إلى 88 مليارا هذا العام لو لم يتبرع بـ28 مليارا لمؤسسة بيل وميليندا غيتس التي تعتبر أكبر صندوق خيري خاص في العالم منذ تأسيسها عام 1994.