

المشيشي: لمست حرص صاحب السمو على استمرار المساندة القطرية لتونس
علاقات البلدين استراتيجية ونعمل بإخلاص على تطويرها باستمرار
ملتزمون بتقديم تسهيلات للمستثمرين القطريين وإزالة كافة العوائق
فرص استثمارية واعدة في الطاقة المتجددة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات
استضافة مونديال 2022 نجاح للعرب ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام
أكد دولة السيد هشام المشيشي رئيس الحكومة ووزير الداخلية بالإنابة في الجمهورية التونسية الشقيقة، أن زيارته لدولة قطر كانت ناجحة بكل المقاييس، وستصب نتائجها في اتجاه الدفع بمستوى العلاقات الأخوية بين البلدين إلى آفاق أرحب، وبما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
وقال دولة رئيس الوزراء التونسي في حوار مع وكالة الأنباء القطرية «قنا» في ختام زيارته للبلاد: «أعبّر عن سعادتي واعتزازي بهذه الزيارة الناجحة بكل المقاييس، ولطالما كانت زياراتنا كمسؤولين تونسيين باعثة للارتياح والفخر، بالنظر إلى طبيعة العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين».
وأكد أن «علاقات البلدين استراتيجية واستثنائية على كل المستويات، ونعمل بكل إخلاص على تطويرها ودعمها باستمرار».. مضيفاً: «ما يجمع قطر بتونس، إلى جانب العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية المتينة، هو الأخوة الصادقة والعلاقات الحضارية والثقافية العميقة، التي تساعد على تطوير بقية مجالات التعاون الثنائي المختلفة».
ووصف دولة السيد هشام المشيشي مقابلته مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بالبنّاءة والمثمرة.. وقال: «لمست خلال المقابلة مدى حرص القيادة القطرية على استمرار الدعم والمساندة لتونس، ولطالما كانت دولة قطر سنداً قوياً وداعماً للشعب التونسي في مختلف الظروف، ولا سيما خلال مراحل الانتقال الديمقراطي، وهو ما نثمنه ونقدره عالياً».
ومضى للقول: «اللقاءات كانت ممتازة وحملت رسائل إيجابية داعمة عكست الحرص على تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين قطر وتونس».. مضيفاً: «لمست تأكيداً قطرياً على مساندة تونس ودعمها خلال الفترة المقبلة، من خلال الاستثمار والدعم المباشر».
وتابع: «كان هناك تأكيد على تعزيز نسق الاستثمار في تونس، خلال لقاءاتي مع ممثلي عدد من كبرى المؤسسات القطرية المالية والاستثمارية والبنكية وجهاز قطر للاستثمار».
وأكد أن دولة قطر من أهم المستثمرين في تونس، وهو ما ينعكس إيجاباً على العلاقات بين البلدين، ويدفع الطرفين إلى تعزيز الفرص الاستثمارية خلال الفترة المقبلة.. مشدداً على التزام بلاده القوي بتقديم تسهيلات للمستثمرين القطريين، وإزالة كافة العوائق على هذا الصعيد.
وأشار دولة رئيس الوزراء التونسي في هذا السياق، إلى أنه ناقش خلال الزيارة إمكانية تنظيم منتدى اقتصادي قطري تونسي، يجمع كذلك عدداً من الأشقاء والأصدقاء والشركاء الاقتصاديين والماليين، لدعم تونس وتمكينها من تجاوز الصعوبات الاقتصادية الراهنة.
وتابع: «هذه رسالة إيجابية تعكس أن هناك إيماناً بتونس وقدرتها على النهوض وتجاوز الصعوبات الراهنة، بالنظر إلى إمكانياتها الكبيرة في جلب الاستثمارات الأجنبية».. مضيفاً: «سيكون للاستثمارات القطرية الأولوية بالنظر إلى التقاليد في التعامل بين البلدين والمستوى المتميز للعلاقات بينهما».
وأشار إلى الفرص الاستثمارية الواعدة في تونس للشركات القطرية، في مجالات الطاقة المتجددة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها.
رعاية واهتمام
وأثنى دولة السيد هشام المشيشي في حديثه لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، على الرعاية والاهتمام اللذين تحظى بهما الجالية التونسية في قطر.. وقال: «هناك رعاية واهتمام بالجالية التونسية، ولمست تقديراً لدورها ومساهمتها في النهضة الاقتصادية والتنموية التي تشهدها دولة قطر».
وأشاد دولة رئيس الوزراء التونسي بالنهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها دولة قطر، والتي أهلتها لتنال شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.. مؤكداً أن نجاح الاستضافة هو نجاح للعرب جميعاً ولمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، التي تحتضن ولأول مرة هذه البطولة العالمية الضخمة.
وعبّر دولة السيد هشام المشيشي عن ثقته التامة بأن دولة قطر قادرة على تنظيم بطولة استثنائية بفضل القدرات والإمكانيات المادية والبشرية التي تتمتع بها.. وقال: «أنا على ثقة تامة أن مونديال كأس العالم سيدخل عهداً جديداً بعد العام 2022، وسيكون علامة فارقة بين زمنين، وهي رسالة بأن قطر قادرة وأن المنطقة مستعدة لإبهار العالم».
وفيما يتعلق بالتشاور بين قطر وتونس إزاء قضايا المنطقة، أكد أن البلدين تجمعهما رؤى مشتركة إزاء الكثير من القضايا، وهي رؤى تصب في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة عموماً، ومنطقة المغرب العربي وشمال أفريقيا على وجه الخصوص».
وأكد في هذا الإطار أن قطر وتونس تساهمان في دفع جهود السلام والاستقرار في ليبيا، ودعم العملية السياسية الانتقالية، بما يساهم في تعزيز الأمن والسلام، ويهيئ لإعادة البناء والإعمار والتنمية في هذا البلد الشقيق.
كما نوه بأن تقارب الموقفين القطري والتونسي بشأن قضايا المنطقة نابع من اعتمادهما على العقلانية السياسية، فالبلدان يقفان إلى جانب القضايا العادلة ويدعمان حقوق الشعوب في الحرية والعدالة.
مشروع للإنقاذ الوطني
وفي رده على سؤال بخصوص مباحثات تونس مع صندوق النقد الدولي، قال دولة السيد هشام المشيشي: «لدينا مشروع للإنقاذ الاقتصادي، يسانده مختلف مؤسسات الدولة، وهناك أمل كبير في نجاح المباحثات مع الصندوق، وقادرون على تجاوز المرحلة الراهنة بكل تحدياتها وبدعم وتعاون الأشقاء والأصدقاء حول العالم».
وحول التحولات الداخلية التي تعيشها تونس، أكد دولة السيد هشام المشيشي أن بلاده تجاوزت الكثير من المراحل الصعبة، ونجحت في الانتقال الديمقراطي وترسيخ المؤسسات الديمقراطية والدستورية.. مضيفاً: «نعلم أن أي انتقال ديمقراطي يواجه صعوبات، لكن الشعب التونسي لن يفرط في المكتسبات التي تحققت حتى الآن، ويمتلك قدرة كبيرة على التعاطي مع هذه الصعوبات من خلال إطار مؤسساتي».