لهواء ألعاب الفيديو ..شبكة بدون وصلات انترنت للتواصل بين اللاعبين

alarab
تكنولوجيا 02 أبريل 2017 , 05:54م
هافانا - د ب أ
في العالم الافتراضي، ينظم اللاعبون بطولاتهم بشكل متزامن على شبكة الانترنت، لكن "الجيمرز" الكوبيين، لا يرغبون في أن تكون خدمات الانترنت الضعيفة على الجزيرة عائقا أمام تنظيمهم بطولات في ألعاب شهيرة مثل "نداء الواجب"، "دوتا2"، "ووركرافت"، لهذا صمموا شبكة عنكبوتية خاصة بهم تعمل بدون وصلة انترنت.
في تصريحات لـوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) قال فليكس مانويل جونزاليس "لا أذكر كيف بدأنا، لكن لطالما كنت مولعا بألعاب الفيديو، وعندما بدأت (LAN-party)، بدأت أمارس اللعب على الشبكة، ولم أتوقف منذ ذلك الحين"، مضيفا أن (LAN-party)، عبارة عن تجمعات لمجموعات من اللاعبين يلعبون في نفس الوقت على حواسيبهم الثابتة أو المحمولة، فيما يتواصلون عبر وصلات شبكة داخلية خاصة بهم.
كانت هذه المنافسات تقام في البداية في منزل أحد الأصدقاء، ولكن مع اتساع دائرة مشاركة اللاعبين، أصبح من الضروري توفير مكان بسعة دار عرض سينمائي بحجم اليارا أو الأكابولكو العريقتين. 
للتعامل مع مشكلة بطء سرعة خدمة الانترنت في كوبا، ظهرت في كوبا لأول مرة شبكة (Snet) أو شبكة الشارع، التي تدار بواسطة أجهزة لاسلكية مثل النانو ستيشن، التي تتيح اللعب عبر شبكة مغلقة بدون الحاجة إلى وصلات انترنت. 
يقول اليخاندرو كويتو المنسق العام لشبكة الشارع "كنا نود ممارسة اللعبة من خلال منافسات لاعب في مواجهة لاعب وليس مجرد لاعب مع حاسوبه. فكنا نلعب في البداية في المنزل، ولم يكن لهذا أن يستمر لأبد، فأخذنا نبحث عن بدائل، في وقت كانت خدمات الواي فاي متدنية للغاية". 
نشأت شبكة الشارع بين مجموعة محدودة من الجيمرز، وأخذت في النمو شيئا فشيئا، كدائرة يتسع محيطها طرديا مع تحسن التطور التكنولوجي، ويمكن القول إن هذه الشبكة باتت تغطي العاصمة الكوبية بالكامل في الوقت الراهن. ومع ذلك لا يمكن توسيعها لتشمل باقي مدن البلد الكاريبي، لصعوبة توافر هوائيات قوية لتغطية المناطق غير المأهولة بالسكان بين المدن. تضم الشبكة حتى الآن 15 ألف مستخدم في هافانا، بحسب منسق شبكة الشارع، إلا أن مصادر أخرى تؤكد أن العدد يتجاوز الأربعين ألفا. "لا يوجد مكان واحد في هافانا لا يمكن الدخول منه على الشبكة"، يؤكد كويتو بفخر كبير، مشيرا إلى أنه قام بتجميع الهوائي الخاص به منزليا من قطع معدنية، حينما كان لا يزال في مرحلة الدراسة الثانوية.
تجاوز الشغف بالمنافسة بين الجيمرز المعوقات التقنية التي تعاني منها كوبا، المصنف ضمن أقل دول العالم من حيث استعمال الشبكة العنكبوتية، نظرا لأن استخدام وصلات الانترنت المنزلية مصرح به فقط للمهنيين المحترفين، مثل الأطباء والمدرسين والأكاديميين الجامعيين. في 2016 بدأ مشروع هو الأول من نوعه يهدف لتوصيل خدمات الانترنت المنزلية إلى أحياء المنطقة القديمة بالعاصمة هافانا.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 2015 يوجد بجميع الحدائق العامة تقريبا أماكن للدخول على الشبكة لاسلكيا، يستفيد منها نحو ربع مليون مستخدم يوميا، من خلال كوبونات شحن بسعر يصل إلى أقل من دولارين للساعة، وهو سعر لا يستطيع تحمله كل عشاق ألعاب الانترنت. 
في تصريحات لـ(د. ب. أ) يقول ديفيد باثكيث "يعتبر وضع الانترنت في كوبا استثنائيا مقارنة بباقي دول الجوار، نظرا للبنية التحتية الفقيرة والمتخلفة تقنيا، بصورة لا تتناسب مع مستوى التأهيل التعليمي والتقني للمستخدمين الذين يحاولون تحقيق أكبر استفادة منها". أسس باسكيث شبكة "كاتشيباتشي ميديا" الكوبية للتكنولوجيا.
ويمتلك عالم الجيمرز مطبوعته الخاصة وتحمل اسم "نيكس" (N1CKS) التي أطلقها مجموعة من الطلبة بالمعهد العالي للتصميم بصيغة تفاعلية وتوزع أسبوعيا عبر جميع أنحاء العاصمة عبر تبادل الذاكرة المحمولة (USB). ويسعى محررا هذه المطبوعة الفريدة، فرانك تمايو وخوليو خمينيث، لكي يصل توزيعها إلى جميع أنحاء البلاد. ويؤكدان "نحن مهتمون بمعرفة كل ما يحدث في باقي أرجاء البلاد فيما يختص بالألعاب الإلكترونية". 
وشهدت ظاهرة الجيمرز زيادة ملحوظة في كوبا خلال السنوات الأخيرة، حيث يمارس الالاف الألعاب الإلكترونية، ويدخلون في مسابقات ساهمت في تحقيق شهرة بعضهم اجتماعيا، على الرغم من أنه حتى الآن لا يوجد إطار قانوني لدعم تجمعات ألعاب العالم الافتراضي.
مع ذلك توجد تجمعات مستقلة مثل جمعية الرياضات الالكترونية الكوبية، والتي انشئت عام 2007، التي تعزز التواصل بين الشباب من خلال ألعاب الفيديو، وهناك أيضا جمعية (دوت أ) الكوبية التي تنظم المنافسات بين اللاعبين.
ولا يوجد فارق بين الجيمرز الكوبي أو مثيله في أي مكان في العالم، باختلاف الوسط الاجتماعي، فضلا عن أن اللاعب الكوبي لا يستطيع كسب عيشه من ممارسة ألعاب الفيديو، حسبما يؤكد فليكس مانويل، الذي يسمح له وقته بالمنافسة لمدة ساعتين أسبوعيا على شبكة "دوت أ".