

يجب ترسيخ التوجيه المهني في سن مبكرة.. والطالب إذا لم يختر تخصصاً يحتاجه سوق العمل فسينتهي به المطاف عاطلاً
«التوجيه» يقف اليوم عند مراحله الأولى.. ومعالجة النواقص تحوله إلى «نظام متطور»
أكد السيد سعد عبدالله الخرجي- رئيس قسم البرامج والخدمات المهنية بمركز قطر للتطوير المهني أن دراسة لمركز قطر للتطوير المهني رجحت أن يعمل مستقبلاً نحو 65% من الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية اليوم في وظائف جديدة لا يعرفها سوق العمل الحالي، وأن ثمة توقعات عالمية بأن ينتهي المطاف ببعض الوظائف الروتينية إلى أن يعفو عليها الزمن، مثل العمل الإداري المكتبي، وأن تنمو فرص العمل في قطاعات الهندسة المعمارية والهندسة والحاسوب والرياضيات بشكل قوي.

وكشف الخرجي في حوار لـ «العرب» عن عمل مركز قطر للتطوير المهني على وضع اللمسات الأخيرة على دليل التخصصات، الذي سيتم إطلاقه قريبًا، والعمل على إطلاق نسخ جديدة من البرامج التي سبق أن قدمها، بالإضافة إلى العمل على تقديم برامج جديدة تخدم مختلف الأهداف، مشيراً إلى أن المركز يواصل العمل في سبيل دمج التوجيه المهني في عملية التطوير الإستراتيجي على المستوى الوطني لدولة قطر، وتعزيز التوجيه الإستراتيجي والفعالية والكفاءة المهنية، إلى جانب تقديم برامج وخدمات التوجيه المهني لشباب قطر والمؤثرين فيهم، لغرس مفهوم العقلية المهنية.. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن دور قسم البرامج والخدمات المهنية وأبرز الخدمات التي يعمل على توفيرها؟
يحظى التوجيه المهني بأشكال مختلفة، سواء كان بشكل مباشر، أو عن بُعد أو حتى مختلط. ويتضمن التوجيه المهني مجموعة واسعة من الأنشطة التي تدعم المواطنين في اتخاذ القرارات التعليمية والتوظيفية، وإدارة حياتهم المهنية. وهذا يشمل الاستشارة الفردية، والاتصالات الجماعية، والتعلم التجريبي، والوصول في الوقت المناسب إلى المعلومات حول التدريب على الحياة العملية وفرص العمل.
ولا تنظر البلدان المتطورة إلى التوجيه المهني باعتباره «خياراً إضافياً»، بل تعتبره عملية مستمرة وأساسية، تساعد في الانتقال السلس للشباب نحو المزيد من التعليم، واقتحام العالم المهني، ومساعدة البالغين الذين يحتاجون إلى تحسين مهاراتهم أو التنقل ضمن سوق العمل.
نحن في قسم «البرامج والخدمات المهنية» في مركز قطر للتطوير المهني، نعمل على إعداد الكوادر القطرية المؤهلة وإرشادهم وتوجيههم مهنيًا والارتقاء بهم، حيث تجلى ذلك في كل ما نقدمه من برامج وخدمات وأنشطة التطوير المهني المتخصصة رفيعة المستوى والتي تهدف إلى صقل مهارات وقدرات الشباب لجعله قادرًا على مواجهة تحديات التنمية الوطنية ودعم مسيرة نمو الدولة ودفع عجلة اقتصادها. فلم نتوان عن تقديم النصح والإرشاد لهم ومساعدتهم على التخطيط الأمثل لمستقبلهم الأكاديمي والمهني، لا سيما في اختيار التخصص والمهنة الأنسب لقدراتهم وميولهم واهتماماتهم. فنحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الاستثمار في الموارد البشرية هو مفتاح النجاح والازدهار لدولة قطر.
ومن المهم أن نلاحظ أنه، عند تصميم برامج التطوير المهني، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن اتخاذ القرارات المهنية أصبح أكثر تعقيداً وتحدياً أمام الطلاب، وذلك بسبب تنوع المهن وتطورها المستمر. وبالتالي، فإن الحصول على الخدمة المهنية المنسقة تنسيقاً جيداً، وذات الصلة بالتوجيه المهني، من شأنها تعزيز عملية تطوير المهارات والمعرفة والخبرات اللازمة للنجاح، يعد وسيلة فعالة لبناء قوة عاملة قطرية عالية الجودة.
لذلك، فإن من مهامنا الأساسية كمركز متخصص في التوجيه المهني، هو أن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فنجمع الشباب مع أشخاص متخصصين، كما خلال جلسات الاستشارات المهنية الافتراضية، حيث يدخل الطالب إلى اللقاء محملاً بهواجسه وأسئلته واستفساراته، ليطرحها على خبير الإرشاد والتوجيه والتطوير المهني الذي يزوده بكل المعلومات التي يحتاجها، سواء حول سوق العمل، أو اكتشاف المهارات والميول الشخصية وغيرها.
كما قدمنا فعاليات شبابية مثل القرية المهنية، التي جمعت ممثلين عن أكثر من 14 قطاعا في الدولة، وحرصنا فيها على استضافة شخصيات تعمل في مختلف هذه التخصصات، وخاصة في القطاعات غير التقليدية، مثل القطاع الطبي أو قطاع الطيران، لمشاركة تجاربها مع الشباب، وتوضيح أي لبس يمكن أن يتكون لديهم عن مهنة ما. وهو ما نقوم به أيضاً من خلال برنامجنا «مهنتي مستقبلي»، حيث يتحدث ضيوفنا عن تخصصاتهم وقصص نجاحهم والمصاعب التي واجهتهم، ليقدموا نموذجاً يحتذي به الطلاب في مسيرتهم.
ولا ننسى أيضاً نظامنا الخاص للإرشاد المهني الإلكتروني، الذي طوّرناه بالتعاون مع مؤسسة كودر الأمريكية الرائدة في مجال خدمات التخطيط المهني، بهدف مساعدة الطلاب على التخطيط الأكاديمي والمهني واتخاذ القرارات المهنية السليمة بما يتوافق مع اهتماماتهم ومفاهيمهم وقدراتهم واحتياجات سوق العمل في دولة قطر مستقبلًا.
رأس المال البشري
كيف يسهم المركز في دعم جهود الدولة في تنمية رأس المال البشري؟
إن تجهيز القوى العاملة بمهارات متنوعة من شأنه أن يدعم متطلبات الاقتصاد، سواء الحالية أو المستقبلية، إلى جانب كونه عنصراً أساسياً في تحقيق الاستدامة لأية دولة على المدى الطويل. ولتحقيق ذلك، يجب ضمان مشاركة الشباب في عدد أكبر من أنشطة التوجيه والتطوير المهني، على مستوى الدولة. فهذا النوع من المشاركات سوف يسهم في تنمية وترسيخ ثقافة التخطيط المهني بينهم، وسيوجههم لاتخاذ الخيارات التعليمية والمهنية المناسبة، فضلاً عن مساعدتهم على اختيار المسارات المهنية التي تتوافق بشكل أفضل مع مهاراتهم وتطلعاتهم المستقبلية.
وقد كان مركز قطر للتطوير المهني مساهمًا نشطًا في تحقيق أقصى تأثير للتوجيه المهني على تنمية رأس المال البشري، لارتباطه الوثيق بالإستراتيجيات الحكومية، وتطلعات مواطني دولة قطر. فعمل المركز بدأب منذ عام 2015، حين أطلق «منتدى قطر المهني»، على توجيه الأنظار إلى إمكانيات التوجيه المهني المتاحة في الدولة. وفي عام 2016، أطلق المركز «لقاء شركاء التوجيه المهني»، الذي شكل منصة جمعت العديد من الجهات المعنية بالتوجيه المهني في الدولة. وتمثل الهدف العام لهذا اللقاء في تشجيع مشاركة جميع الجهات المعنية بالتوجيه والإرشاد المهني في الدولة، ضمن أنشطة وفعاليات تعكس روح التعاون والابتكار، وتبادل المعارف والاطلاع على نتائج البحوث ذات الصلة. وذلك للتوصل إلى أفضل الممارسات، ودعم التوجيه المهني كوسيلة قوية قادرة على تحقيق النجاح الشخصي والاجتماعي والتعليمي والاقتصادي للشباب القطري بشكل خاص، والمجتمع القطري بشكل عام.
وفي عام 2018، نظم المركز «لقاء شركاء التوجيه المهني 2018»، تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وبالشراكة مع اليونسكو ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. ونجح لقاء 2018 في توضيح الأهمية الإستراتيجية للتوجيه المهني في إطار الوزارات، وتبيان الإمكانات الكامنة في عقد الشراكات ما بين الوزارات وبعضها وقطاعات الأعمال المختلفة، مع تصميم إطار وطني مستقبلي للتوجيه المهني، والإقرار بالحاجة إلى التوجيه المهني في قطر كإجراء رئيسي لتحقيق أولويات رؤية قطر الوطنية 2030. وقد أثمر ذلك عن تقدير أهمية التوجيه المهني، وإعادة التفكير في توفيره، وزيادة الاستثمار المستهدف في هذا المجال.
وشهدنا الأسبوع المنصرم ختام فعاليات لقاء شركاء التوجيه المهني 2022، تحت عنوان «دفع عجلة التنمية البشرية عبر التوجيه المهني وَفقًا لرؤية قطر الوطنيّة 2030»، وذلك بالشّراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومكتب مشروع منظمة العمل الدوليّة في دولة قطر. شارك في اللقاء، الذي تمّ تنظيمه افتراضيًا، أكثر من 150 مشاركًا من صنّاع السياسات ومتخذي القرارات والخبراء والأكاديميين والمتخصصين المهنيين والباحثين وغيرهم لمناقشة واستكشاف مختلف القضايا المتعلقة بالتوجيه والتطوير المهني، واقتراح أفضل السبل لدعم بناء بيئة مناسبة ومتكاملة للتوجيه المهني في قطر.
التوجيه المهني في سن مبكرة
ما تقييمكم للتغير في التوجيه المهني لدى الشباب القطري؟ وهل يسير في الاتجاه الصحيح؟
لقد عملنا، خلال الأعوام الماضية، من أجل تطوير نظام توجيه مهني يدعم الشباب القطري في تحقيق طموحاته المهنية، ويؤدي لبناء اقتصاد وطني قوي متنوع، كما واجهنا في الوقت نفسه تحديات جديدة أبرزها جائحة كورونا التي أثرت في جميع جوانب حياتنا.
فالمهم في هذا الإطار هو ترسيخ التوجيه المهني في سن مبكرة، لأن الطالب إذا لم يختر تخصصاً يحتاجه سوق العمل فسينتهي به المطاف عاطلاً عن العمل، أو عاملاً في مجال لا يستهويه، أو لا يتمتع بالقدرات المطلوبة للتطور فيه، الأمر الذي ينتج عنه إلحاق الضرر بالشخص نفسه، والمؤسسة أو القطاع الذي يعمل به. من هنا نقول إن سوء اختيار الاختصاص يدفع إلى بطالة غير مباشرة، ويسفر عن تخصصات تعاني من التخمة.
ما هي أبرز التحديات المرتبطة بتحويل نظام التوجيه المهني.. وكيف يسهم المركز في التغلب عليها؟
لا شك أن هناك حاجة لمعالجة مجموعة واسعة من النواقص والعثرات المرتبطة بعملية تحويل نظام التوجيه المهني القائم في دولة قطر، الذي يقف اليوم عند مراحله الأولى، ليتحول إلى «نظام متطور» يساهم في عملية التنمية البشرية بالدولة.
فهذا النظام سيساعد شباب قطر، والأجيال القادمة في الدولة على اكتشاف وتطوير والاستفادة من مواهبهم لتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم المستقبلية، بما يلبي في الوقت عينه الاحتياجات المستقبلية للاقتصاد القطري. والمؤكد أن تطوير مثل هذا النظام لا يمكن إلا من خلال العمل على المدى الطويل. وهو ما يعني أن الجهود المبذولة في هذا المجال، من قبل مركز قطر للتطوير المهني وغيره من الجهات المعنية في الدولة، لا بد أن تشكل عملاً تعاونياً تراكمياً لنصل إلى النتيجة التي نتطلع إليها جميعاً.
فنحن نحتاج للعمل معًا من أجل معالجة التحديات المرتبطة بتحويل نظام التوجيه المهني القائم في الدولة إلى نظام متطور وقادر على الإسهام في تحقيق أهداف ركيزة التنمية البشرية الواردة في رؤية قطر الوطنية 2030، لأن كل الجهود التي نبذلها في هذا الإطار تضع مصلحة شبابنا والأجيال المقبلة في المقام الأول، بهدف مساعدتهم على اكتشاف وتطوير مواهبهم والاستفادة منها في تلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم، وكذلك تلبية الاحتياجات المستقبلية للاقتصاد القطري.
احتياجات مستقبلية
هل من تقييم لبرامج التطوير المهني ومدى إسهامها في تلبية الاحتياجات المستقبلية للاقتصاد القطري؟
أشارت دراسة سابقة لمركز قطر للتطوير المهني إلى أرجحية أن يعمل مستقبلاً نحو 65% من الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية اليوم في وظائف جديدة لا يعرفها سوق العمل الحالي. كما يشير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن «ثمة توقعات عالمية بأن ينتهي المطاف ببعض الوظائف الروتينية إلى أن يعفو عليها الزمن، مثل العمل الإداري المكتبي. وبالمقابل، من المتوقع أن تنمو فرص العمل في قطاعات الهندسة المعمارية والهندسة والحاسوب والرياضيات بشكل قوي».
لذلك يجب أن نستشرف ما ستكون عليه تخصصات المستقبل. ولهذا الهدف، نظمنا جلسة نقاشية عبر الإنترنت عن «وظائف المستقبل ٢٠٤٠»، استضفنا خلالها خبراء للحديث عن المهن التي سنحتاجها مستقبلاً، ويجب على الطلاب التركيز عليها، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وقيادة الطائرات من دون طيار، وصولاً إلى البيانات الكبرى والأمن السيبراني.
ولنكون على بيّنة من الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل، فإننا نبقى على اطلاع دائم بكل ما تنشره مؤسسات الدولة ذات الصلة (مثل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزارة العمل، وجهاز التخطيط والإحصاء) من تقارير وأبحاث بخصوص سوق العمل. كما نحرص على المتابعة المستمرة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزارة العمل، لتكون لدينا رؤية شاملة تمكننا من تطوير برامجنا وتوجيهاتنا لطلابنا في المرحلة ما قبل الجامعية بشكل أكبر.
فإذا تلمسنا، مثلاً، حاجة هذا الجهات لاستقطاب كفاءات في مجال التمريض، فإننا نبادر إلى التعريف أكثر بهذا المجال، من خلال نشر تقارير حول مهنة التمريض، واستضافة ممرضات للحديث عن عملهن وتجربتهن، مستفيدين في ذلك من المنبر الذي توفره لنا مجلة «دليلك المهني» التي يصدرها مركز قطر للتطوير المهني بشكل نصف سنوي، إذ تتضمن المجلة قسما خاصاً بعنوان «استكشاف المسارات المهنية»، يستضيف في كل عدد 5 مختصين في مجالات يحتاجها سوق العمل القطري.
تطوير البرامج
بذلت قطر جهودًا كبيرة خلال السنوات الأخيرة من أجل تطوير برامج التوجيه المهني ومبادراته.. ما أثر ذلك على سوق العمل؟
بالفعل نشهد جهوداً كبيرة تبذلها الدولة في سبيل تطوير برامج ومبادرات التوجيه المهني، وترسيخ التوجيه المهني كجزء من الثقافة الاجتماعية والاقتصادية الوطنية. وقد أسفرت هذه الجهود عن تحقيق نتائج ملموسة على جميع المستويات، وهو ما يدفعنا، كمركز، إلى التعاون مع جميع المعنيين، من الأفراد والجهات، ومؤسسات القطاعين العام والخاص، لوضع إطار عمل لتطوير المعايير والسياسات الخاصة بهذا المجال على المستوى الوطني، والاستفادة من أفضل الممارسات والمعايير العالمية للعمل معًا من أجل تحقيق أفضل النتائج.
ما دور المركز في ترسيخ التوجيه المهني كجزء من الثقافة الاجتماعية والاقتصادية للدولة.. وما أبرز النتائج التي تجدونها في هذا الجانب؟
استرشادًا بالركائز التي تقوم عليها رؤية قطر الوطنية 2030، واستلهامـًا من الجهود التي تبذلها مؤسسة قطر لإطلاق قدرات الإنسان، يسعى مركز قطر للتطوير المهني لأن يكون منارة التوجيه المهني في دولة قطر، من أجل إعداد رأس المال البشري الوطني للاستجابة لمتطلبات رؤية قطر الوطنية 2030. ونعمل على تحقيق ذلك من خلال غرس العقلية المهنية في المجتمع القطري من خلال قنوات وبرامج التوعية المهنية وخلق الاهتمام، بالإضافة إلى إنشاء السياسات المهنية الفعالة والتخطيط والممارسات عن طريق التعاون مع الجهات المعنية بالتوجيه المهني، وتعزيز النظام التعليمي عن طريق أدوات الوجيه المهني والخدمات المهنية.
ونجحنا، حتى اليوم، في تحقيق مرحلة متقدمة من مراحل التأسيس لمنظومة الإرشاد والتوجيه المهني في دولة قطر، والتي يسعى لجعلها منظومة رئيسية يقوم عليها مجتمعنا كباقي المجتمعات المتقدمة. إذ تمكنا من تطوير برامج أكثر تخصصًا في مجال الإرشاد المهني، واجتهدنا في تقديمها لكافة شرائح المجتمع المعنية بالاستفادة من فكر التوجيه المهني، سواء من الطلبة وأولياء الأمور والمرشدين المهنيين والأكاديميين، وغيرهم من المعنيين ببناء القدرات.
ما أبرز ملامح الخطط المستقبلية للمركز؟
سنواصل العمل في سبيل دمج التوجيه المهني في عملية التطوير الإستراتيجي على المستوى الوطني لدولة قطر، وتعزيز التوجيه الإستراتيجي والفعالية والكفاءة المهنية، إلى جانب تقديم برامج وخدمات التوجيه المهني لشباب قطر والمؤثرين فيهم، لغرس مفهوم العقلية المهنية.
فنحن اليوم نضع اللمسات الأخيرة على دليل التخصصات الذي سنطلقه قريبًا، كما نعمل على إطلاق نسخ جديدة من البرامج التي سبق أن قدمناها، بالإضافة إلى العمل على تقديم برامج جديدة تخدم مختلف الأهداف التي تحدثنا عنها.
الشباب .. والاختيارات الخاطئة
كثير من الشباب تكون اختياراتهم المهنية مبنية على أسس خاطئة.. وعن أبرز الأخطاء التي يقع فيها الشباب عند تحديد توجهاتهم المهنية، يقول السيد سعد الخرجي:
تتركز مهمتنا الأساسية، في مركز قطر للتوجيه المهني، في تعريف الشباب بالتخصصات التي يحتاجها سوق العمل. فالطالب قد ينفر من دراسة اختصاص ما، أو يتردد تجاهه، نتيجة عدم كفاية المعلومات لديه عن هذا التخصص، أو لأنه يستقي معلوماته من مصادر غير متخصصة، الأمر الذي يمكن أن يسفر عن المزيد من تشوش الرؤية.
وأضاف الخرجي: من هنا فإن أحد أدوارنا يتمثل في تعريف الشباب بمختلف التخصصات، من خلال تنظيم مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات والبرامج الذي نقدمها، سواء كان تنظيم لقاءات مع أشخاص يعملون في التخصص المعني، وبرامج استكشاف طبيعة المهن حيث نرسل الطلاب إلى مؤسسات تعمل في القطاعات نفسها، للتعرف على متطلبات كل مهنة بشكل واقعي على الأرض. كما ندرك دور أولياء الأمور الرئيسي في التأثير على قرارات أبنائهم الأكاديمية والمهنية، وننظر إليهم باعتبارهم المرشدين المهنيين لأبنائهم في المنزل، ولذا نعمل على تمكين الأهل، للإسهام في حياة أبنائهم الأكاديمية والمهنية، والتعرف على الطرق التي يمكنهم من خلالها مساعدتهم على اتخاذ القرارات الصائبة وليس التأثير على قراراتهم. هذا وتبقى أبوابنا دائمًا مفتوحة أمام الطلاب وأولياء أمورهم في حال رغبتهم في الحصول على استشارات مهنية على يد متخصصين في مجال الإرشاد والتوجيه المهني.
وتابع الخرجي: وفي إطار سعينا لتثقيف أولياء الأمور حول كيفية التعامل مع أبنائهم وإرشادهم بشكل سليم عند اختيار التخصص الأكاديمي أو المهني، نقوم بتنظيم العديد من ورش العمل والمحاضرات التي نستهدف من خلالها توعية الأهل بأهمية الانسجام بينهم وبين رغبات ومهارات أبنائهم عند مرحلة اختيار التخصص بما لا يسبب مشاكل فيما بينهم. هذا مع العلم أن جميع البرامج التي نقدمها إنما هي موجهة إلى الطلاب وأولياء أمورهم، أو إلى المستشارين المهنيين الذين يضطلعون بمهمة إرشاد وتوجيه الطلاب نحو المسارات المهنية الأنسب لهم ولمستقبل الدولة.