حصل البروفيسور مجدي يعقوب على جائزة المستشفى الأهلي لرواد الطب العرب في نسختها الأولى، وهو أحد أعلام ورواد الطب العرب، الذي كرس حياته لتطوير العلم والأبحاث في مجال جراحات القلب المعقدة، مما أسهم في إنقاذ حياة الكثيرين ليس في بلده الأم مصر بل على مستوى العالم والبشرية جمعاء. وجاءت هذه الجائزة التي يطرحها المستشفى الأهلي بنسختها الأولى بالتزامن مع مرور 20 عاما على تأسيس المستشفى الذي يصادف 28 من نوفمبر لعام 2004، حيث ستكون الجائزة كل عامين وستعتمد على نظام الترشيحات، لا على نظام المنح في النسخ المقبلة. ونظم المستشفى الأهلي مساء الخميس الحفل بحضور الشيخ عبد الله بن ثاني بن عبد الله آل ثاني رئيس مجلس إدارة المستشفى الأهلي والسيد خالد العمادي الرئيس التنفيذي في المستشفى الأهلي وعدد من أصحاب السعادة السفراء والأطباء ومدراء طبيين في مستشفيات حكومية وخاصة.
وأكد السيد خالد العمادي- الرئيس التنفيذي في مستشفى الأهلي-، أهمية إطلاق جائزة باسم المستشفى الأهلي لرواد الطب العرب، معربا عن فخره واعتزازه بهذه البادرة الذي قام بها القائمون على المستشفى، والتي تنم عن اهتمامهم وتقديرهم بالطب والأطباء، كما أنها رسالة للأجيال الجديدة من خريجي كليات الطب والذين لا يزالون يخططون لولوج هذا العالم بأن رسالتهم عظيمة، ومحل تقدير لأنها مُسخرة لخدمة الإنسان أينما كان.
ورأى السيد خالد العمادي أن إطلاق هذه الجائزة في عامها الأول يأتي متزامنا مع تاريخ تأسيس مستشفى الأهلي منذ 20 عاما واستقبال أول ضيف في عيادة الأطفال بتاريخ 28 نوفمبر من عام 2004، الأمر الذي يؤكد أن مستشفى الأهلي واثق الخطى، ويسير على منهجية مستلهمة من رؤية الدولة التي تركز على القطاع الصحي ليس لتقديم العلاج بل الوقاية، سيما وأن المستشفى الأهلي لا يألو جهدا في تنوع أقسامه وتطوير خدماته بأسلوب ومعايير عالمية، حتى أصبح صرحا يشار إليه بالبنان بفضل جهود كوادره الطبية والإدارية الذين أصبحوا رأسماله الحقيقي لتقديم أفضل الخدمات لزواره ومرضاه.
وأضاف السيد خالد العمادي: اختيار مجدي يعقوب لهذه الجائزة، على اعتباره شخصية استثنائية، كرَّس حياته لتطوير العلم لاسيما تطوير الأبحاث المعنية بجراحات القلب المعقدة، فالبروفيسور مجدي يعقوب أحدث ثورة في مجال علاج أمراض القلب، وأسهم في إنقاذ حياة الكثيرين من أطفال وبالغين ليس على مستوى مسقط رأسه بل على مستوى البشرية جمعاء، فأبحاثه في أمراض القلب تملأ آثارها قاعات الدرس في الجامعات وفي المستشفيات الأكثر عراقة وتقدما».
واختتم السيد خالد العمادي حديثه معربا عن سعادته للنجاح الذي حققه المستشفى الأهلي على مدار سنواته العشرين، داعيا إلى كتابة الفصل التالي من قصة نجاح المستشفى، وإعادة تعريف معايير التميز في الرعاية الصحية وفق رؤية قطر الوطنية 2030.
تقدير واعتزاز
وأعرب البروفيسور مجدي يعقوب عن شكره للشيخ عبد الله بن ثاني بن عبد الله آل ثاني، رئيس مجلس إدارة المستشفى الأهلي، وقال: بالنيابة عن زملائي في مصر وفي لندن وفي العالم، خاصةً المستشفى الجديد في أفريقيا، أقدم شكري، وأعتز جداً بهذه الجائزة. وأضاف: يشرفني أن أفوز بهذه الجائزة، كما يشرفني ما أراه في المستشفى الأهلي، والذي يتضمن خدمة للمجتمع على أعلى مستوى عالمي، ولذلك أهنئ كل أعضاء الفريق الطبي، من أطباء وباحثين وممرضات وكل العاملين في المستشفى الأهلي، كما أن المستشفى يعمل على أبحاث علمية، وهي من الأمور المتميزة جداً. وأوضح أن العمل على الأبحاث العلمية يتضمن تبادلا للأفكار مع مؤسسة حمد الطبية، ما يمثل خدمة للإنسانية، لافتاً إلى أن الأبحاث العلمية مهمة جداً من نواحٍ كثيرة، من بينها العمل على تقديم أعلى مستوى للمجتمع، لأن الطب هو خدمة للمجتمع.
د. عبد العظيم حسين: ترشيحات متنوعة في النسخ المقبلة للجائزة
قال السيد جمال حماد – نائب الرئيس التنفيذي بالمستشفى الأهلي: على مدار العشرين عاماً الماضية، شاهدنا بأم العين عشرات آلاف الحالات من المرضى، الذين تم انقاذ أرواحهم من قبل أطبائنا، وكان كل همهم تقديم كل العلم والخبرة والتضحية التي يمتلكونها في سبيل حياة الناس.
وأضاف: بكل فخر واعتزاز، أقول إن أطباء المستشفى الأهلي كانوا مصدر إلهام لنا، لاطلاق مبادرة جائزة المستشفى الأهلي لرواد الطب العرب.
وقال الدكتور عبد العظيم حسين – المدير الطبي للمستشفى الأهلي: الجائزة هذا العام في نسختها الأولى، وقمنا بإطلاقها في ذكرى مرور 20 عاما على إنشاء المستشفى الأهلي تكريماً للعلماء العرب، وستكون كل عامين، وحرصنا في النسخة الأولى منها على تكريم البروفيسور مجدي يعقوب، لما له من بصمات في الجراحة العامة وجراحة القلب. وأضاف: العلماء العرب لهم مكانة عندنا، وفي النسخ المقبلة ستكون لنا ترشيحات مختلفة لمن يفوزون بالجائزة، تكريماً للعلماء الكبار في العالم العربي، وتشجيعاً للكوادر الشابة على الابداع في مجال الطب.
وأكد على البصمات الكبيرة للبروفيسور مجدي يعقوب في جراحة القلب، وأن النسخ المقبلة والتي ستضم العديد من المرشحين، سيتم دراسة ما قدمه من فكر جديد أو عمل جديد لخدمة هذا المجال، مشيراً إلى أن النسخ المقبلة ستكون مختلفة.
د. الجهاني: الجائزة بمثابة اعتراف بجهود رواد الطب العرب وتشجع الباقين
ألقى الدكتور عبدالرزاق الجهاني - استشاري أمراض وقسطرة القلب ورئيس مركز القلب بالمستشفى الأهلي- محاضرة عن مسيرة ابن النفيس كواحد من أعلام الطب العرب، والذي حقق الكثير من الإنجازات وسبق من خلالها الكثير من أعلام الطب في العالم. وقال د. الجهاني: العلامة ابن النفيس ولد في دمشق وتوفي في القاهرة، وكان طبيباً مميزاً، ويعتبر أول من وصف الدورة الدموية للإنسان بدقة متناهية، قبل وليام هارفي بـ 300 سنة، ووصلت أبحاثه إلى كبرى المعاهد الطبية في العالم، والمكاتب العالمية في لندن وبرلين والإسكندرية. وأضاف: بالبحث عن مقارنة المخطوطات الأصلية لابن النفيس بالعلم الحديث، وكيف وصلت إلى أوروبا، فوجدت أنها وصلت عن طريق أخوين إيطاليين درسا العربية لمدة 30 سنة، وترجما الكثير من الكتب للزهراوي وابن النفيس وابن سينا، وغيرهم، وكذلك عن طريق طبيب يدعى مايكل سيرفيتوس. وأشار إلى أنه بحث عن الكتب التي درسها وليام هارفي، ووجد أنها كتب ابن النفيس وابن سينا، منوهاً إلى أن أبحاث ابن النفيس أكملها وليام هارفي، وأن هناك تكاملا بين ما قدمه الاثنان، فوصف ابن النفيس الدورة في الرئة وهي الأصعب اكتشافاً، ووليام هارفي وصف الدورة الأخرى في الجسم، وأن الجمع بين الاثنين يوصل إلى الدورة الدموية متكاملة.
وأردف: من أعظم ما قاله ابن النفيس «لو أني لم أعلم أن تصانيفي ستقرأ بعد ألف سنة ما كتبتها»، فكان لديه ثقة فيما تركه من إرث في عالم الطب.
وأوضح أن جائزة المستشفى الأهلي لرواد الطب العرب تمثل اعترافاً لمن قدموا أعمارهم في خدمة الإنسان المريض، وتشجيعاً للباقين لأن يسلكوا نفس المنهج ويقدموا المزيد.
تقدير غير مسبوق لمسيرة الإنجازات
قال الدكتور الفاضل الملك – استشاري أول المسالك البولية بالمستشفى الأهلي: عندما عرضت إدارة المستشفى الأهلي فكرة الجائزة، شعرت بتقدير غير مسبوق، لأنني دائماً كطبيب جل ما أقوم به يومياً خلال أيام العمل وحتى أثناء الاجازات، هو رعاية المرضى وعلاجهم ومتابعة حالاتهم، وتلبية ندائهم في الحالات الطارئة في ساعات متأخرة من الليل، فدائماً ما تمر الساعات والأيام بسرعة البرق، دون أن ندرك نحن الأطباء أهمية الإنجازات التي نقوم بها كل يوم، فالطب ليس مهنة، وإنما هو أسلوب حياة، فشكراً لكل من يقدر دور الأطباء والشكر الأكبر لكم وكل من يشارك في تكريم رائد من رواد الطب العرب.
وأضاف: يسعدنا في أسرة المستشفى الأهلي، أن تشاركونا حفل تدشين جائزة رواد الطب العربي، وقد أنشأت الإدارة هذه الجائزة تعبيراً منها بالدور المهم والمحوري للطبيب العربي في الكثير من بلدان العالم، واستشعاراً لدورها كمؤسسة طبية رائدة في المنطقة العربية التعريف بهؤلاء الرواد العرب الذين اسهموا في تطوير مهنتهم، مما ينعكس ايجاباً على خدمة المرضى واسعاد حيواتهم، فامتد اثرهم الإيجابي ليشمل مجتمعاتهم العريضة.
واستعرض د. الملك جانبا من مسيرة البروفيسور مجدي يعقوب، مشيراً إلى إنجازاته الكبيرة طوال مسيرته، منوهاً إلى أنه علم من أعلام الطب العرب، وأن ترشيح البروفيسور مجدي يعقوب لإسهاماته الطبية، والتي تعد علامات بارزة ونقاط تحول في تخصصه، ولجهوده التي لا تفتر في خدمة مجتمعه، وحرصه الدائم على أن تصل الخدمات المتطورة والتي ساهم في انشائها لأكبر شريحة ممكنة من المرضى في اصقاع الدنيا النائية وللفئات الفقيرة والمهمشة، من خلال العمل الطوعي والإنساني.