أيام قليلة ويبدأ منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مشاركته التاريخية الأولى في كأس العالم 2022، والتي تقام للمرة الأولى على ارض عربية هي الأرض القطرية وللمرة الأولى أيضا في الشرق الأوسط، حيث ينطلق العرس الكروي العالم 20 الجاري بلقاء العنابي مع منتخب الاكوادور بإستاد البيت بالخور، في افتتاح مونديال 2022 وافتتاح مباريات المجموعة الأولى التي تضم السنغال وهولندا.
وهذه هي المشاركة الأولى في تاريخ العنابي ببطولة كأس العالم، وتأتي وهو يحمل لقب أكبر قارة في العالم وهي القارة الاسيوية التي حقق لقبها بالإمارات 2019 بعد ظهور تاريخي وحافل خاضه ببراعة وبجدارة وبدون أي تعادل او هزيمة وهو حدث يعتبر نادر الحدوث.
ورغم انها المرة الأولى التي يشارك فيها العنابي ببطولة كأس العالم الا انه يحلم بتسجيل اسمه بأحرف من ذهب وتحقيق نتائج مشرفة، تساعده على اجتياز دور المجموعات على اقل تقدير والوصول الى الدور الثاني.
هذه الاحلام العنابية الكبيرة وراءها مجهود كبير وطويل بدأ منذ سنوات طويلة، حتى حان وقت موسم الحصاد، بأول الألقاب وهو بطولة كأس اسيا للشباب 2014 في ميانمار، ثم تبعتها الإنجازات بحصول نفس الجيل من الشباب على بطولة كأس اسيا للرجال 2019
الى جانب كل ذلك فلايزال جيل 2014 مستمرا الآن، وهو يطمح بالوصول الى قمة القمم في مونديال 2022، ليس بالحصول على اللقب العالمي، ولكن بترك بصمة كبيرة تضاف الى البصمة التي تركتها الإدارة والتنظيم الإداري للمونديال والإنشاءات والملاعب والبنية التحتية التي اذهلت العالم.
واستمر المشوار الصعب في فترة الاستعدادات التي تعمد فيها منتخبنا اللعب مع كل المدارس الكروية ومع منتخبات من كل القارات لكسب الخبرة والتطور.

استمرار سانشيز

من الإيجابيات المهمة في رحلة العنابي قبل بدء مشواره التاريخي في كأس العالم 2022، استمرار المدرب الاسباني فيليكس سانشيز على رأس القيادة الفنية للفريق،
خاصة وهو صانع الإنجازات الحديثة للكرة القطرية حيث كان مدربا للعنابي الشاب بطل اسيا 2014 وأيضا مدرب العنابي الأول بطل اسيا 2019، كما تولي تدريب العنابي الاوليمبي لفترة بوجود عدد كبير من نفس المجموعة.
واستمرار سانشيز امر مهم كونه يعرف كل اللاعبين الحاليين خاصة الأساسيين والذين لا يقل عددهم عن 20 لاعبا دربهم عندما معظمهم عندما كان مدربا للشباب، ودرب الباقين بعد توليه تدريب العنابي الأول 2017.
وتولى سانشيز مهمة تدريب منتخب قطر يوم 3 يولي 2017، وترك بصمة واضحة على صعيد أداء ونتائج المنتخب، مستفيداً من إشرافه على جُل لاعبي المنتخب الأول خلال فترة قيادته لمنتخب الشباب.

إنجازات كثيرة وكبيرة

المنتخب القطري عرف الإنجازات والبطولات منذ زمن بعيد، على جميع المستويات والاعمار، فالعنابي الشاب هو وصيف العالم 1981، والعنابي الصغير هو بطل اسيا 1990، والعنابي الاوليمبي تأهل الى الأولمبياد مرتين 1984 في لوس انجلوس و1992 ببرشلونة.
والعنابي الأول حقق اول لقابه على المستوى الاقليمي 1992 بالحصول على لقب كأس الخليج الحادية عشرة، وحصل على اللقب مرتين 2007 و2014.
وحصل العنابي الاوليمبي للمرة الأولى على الميدالية الذهبية للألعاب الاسيوية بالدوحة 2006.
وحصل العنابي الشاب على كأس اسيا للمرة الأولى في 2014، وتبعه العنابي الأول بالحصول على بطولة غرب اسيا 2014، ثم اللقب القاري 2019، وثالث العرب والميدالية البرونزية في اقوى بطولة لكاس العرب على مر تاريخها والتي أقيمت بالدوحة 2021.
كل هذه الإنجازات والبطولات قديما وحديثا، تؤكد ان العنابي سيكون قادرا على تشريف الكرة القطرية.

تفرغ الدوليين

توج العنابي مرحلة الاستعدادات المكثفة، بقرار حاسم لاتحاد الكرة مطلع الموسم الحالي بإقامة الدوري بدون اللاعبين الدوليين، حتى يتفرغوا للتدريبات والمعسكرات الأوروبية والمباريات الودية التي انطلقت يونيو 2022 في اسبانيا والنمسا، وتضمنت أيضا العديد من المباريات الودية القوية أبرزها مع كندا وتشيلي والمغرب وكرواتيا وغانا والهندوراس، واخرها مع بنما والبانيا 5 و9 نوفمبر الجاري بإسبانيا.

استراتيجية جديدة

بعد فوز قطر بشرف استضافة مونديال 2022، وضع اتحاد الكرة استراتيجية جديدة للعنابي تتناسب مع الحدث الهام، وذلك من خلال المرحلة التطور وكسب الخبرة من خلال اللعب مع منتخبات عالمية مثل الارجنتين والبرازيل وسويسرا والبرتغال وامريكا وكولومبيا وايسلندا والجزائر والمغرب، والمشاركة أيضا في بطولات قارية كبيرة لكسب المزيد من الخبرة، فلعب في تصفيات أوروبا المؤهلة الى مونديال 202، وشارك في بطولة الكأس الذهبية(كونكاكاف). وهذه المرحلة بدأت منذ 2017 الفريق، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن، املا في مواصلة الإنجازات وتحقيق نتائج مشرفة في المونديال. كل هذه البطولات والمباريات، تؤكد أن المنتخب العنابي ومدربه  يسيران في الطريق الصحيح.