د. أحمد المقرمد في حوار لـ «العرب»: مؤسسات الدولة حريصة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي

alarab
المزيد 01 يوليو 2024 , 01:07ص
حامد سليمان

الذكاء الاصطناعي سيؤثر على حياتنا من جميع الجوانب.. وعلينا الاستعداد للتعامل معه
 الإمكانات المتاحة لهذه التقنية تجعل وظائفنا اليومية أسهل وأكثر إنتاجية
 استثمار بشكل كبير في «فنار».. والمشروع تعبير دقيق للغة العربية في هذه «التقنية»
 «فنار» مبادرة قطرية لإنشاء نموذج لغوي كبير تكون «العربية» بلهجاتها المختلفة لغته الأولى

أكد الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة أن حرص مؤسسات الدولة على تعريف موظفيها بطرق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح.
 وأوضح د. المقرمد في حوار لـ «العرب» أن الذكاء الاصطناعي سوف يؤثر على حياتنا من جميع الجوانب، وأن على الجميع أن يكونوا مستعدين للتعامل معه.
وأشار إلى أن إمكانات الذكاء الاصطناعي سيكون لها دور في جعل الوظائف اليومية أسهل وأكثر إنتاجية كبيرة، لذا أصبح من الضروري على كل شخص، حسب منصبه ودوره، أن يتعلم كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لجعله أكثر إنتاجية.
ونوه بأن أحدث الأبحاث التي يعمل عليها المعهد ويستثمر فيها بشكل كبير هو مشروع فنار، وهو مشروع لبناء مجموعة من النماذج اللغوية الكبيرة التي تركز بالدرجة الأولى على اللغة العربية، ومبادرة قطرية لإنشاء نموذج لغوي كبير تكون لغته الأولى هي اللغة العربية بلهجاتها المختلفة، حيث ستتم تغذية النماذج بنصوص عربية عالية الجودة، يبلغ حجمها أكثر من 400 مليار كلمة أو وحدات لغوية.. وإلى نص الحوار:
◆ ماذا عن آخر أبحاث معهد بحوث الحوسبة؟
¶ أحدث الأبحاث التي نعمل عليها ونستثمر فيها بشكل كبير هو مشروع فنار، «فنار» هو مشروع لبناء مجموعة من النماذج اللغوية الكبيرة التي تركز بالدرجة الأولى على اللغة العربية، خلال العام السابق حدثت طفرة في عالم التكنولوجيا بسبب ظهور النماذج اللغوية الكبيرة، معظم هذه النماذج تعتمد بنسبة تزيد على 95 % على بيانات باللغة الإنجليزية، «فنار» هو مبادرة قطرية لإنشاء نموذج لغوي كبير تكون لغته الأولى هي اللغة العربية بلهجاتها المختلفة.
وسيتم تغذية النماذج بنصوص عربية عالية الجودة، يبلغ حجمها أكثر من 400 مليار كلمة أو وحدات لغوية، ومن ثم يكون لفنار القدرة على فهم ومعالجة وإنشاء محتوى عربي دقيق بلهجات مختلفة.
والهدف الرئيسي من «فنار» هو إثراء المحتوى العربي الرقمي مع الحرص على أن تكون النماذج المنتجة تعكس القيم العربية والإسلامية وتراثنا الثقافي بصورة صحيحة وتكون تعبيرًا دقيقاً للغة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي.
«فنار» يعتبر مشروعا ضخما حيث يحتوي على مكونات ومراحل عديدة من أهمها:
• جمع كمّ هائل من البيانات العربية.
• تنظيم وتنقيح هذه البيانات.
• وضع وتطبيق قوانين ومعايير أمان تضمن استخدامه بطريقة منضبطة وآمنة.
• وغيرها من المكونات.

تطور المناهج
◆ هل من تعديل لمقررات جامعة حمد بن خليفة لتتضمن التعريف بسبل الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي؟
¶ بالتأكيد.. المناهج تتطور باستمرار، قبل 10 سنوات كانت لدينا تقنيات الذكاء الاصطناعي التقليدية، ولكن الآن لدينا تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية، والتكنولوجيا تتطور بسرعة، لذلك، المناهج الدراسية تحتاج أيضًا إلى التكيف بسرعة لتلبية متطلبات سوق العمل في تكنولوجيا المعلومات، وجامعة حمد بن خليفة كان لها السبق سواء في البحث العلمي أو المقررات المطروحة على الطلبة.
في السنوات العشر الماضية، عملت جامعة حمد بن خليفة على العديد من مشاريع البحث في مجالات الذكاء الاصطناعي، التعلم العميق، والتعلم الآلي، بالإضافة إلى ذلك، تقدم الجامعة العديد من المقررات في مواضيع ذات صلة، بما في ذلك برنامج الماجستير والدكتوراه في علوم البيانات، وتسعى جامعة حمد بن خليفة من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز التعليم والبحث في هذه المجالات المتقدمة، وتزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة.

 خطوة في الاتجاه الصحيح
◆ ما تقييمكم لحرص مؤسسات الدولة على تعريف موظفيها بطرق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي؟
¶ من المؤكد أن هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، فسوف يؤثر الذكاء الاصطناعي على حياتنا من جميع الجوانب، وعلينا جميعًا أن نكون مستعدين للتعامل معه، فبإمكانات الذكاء الاصطناعي في جعل وظائفنا اليومية أسهل وأكثر إنتاجية كبيرة، بدءًا من التطبيقات البسيطة مثل تحرير فقرة، أو وصف صورة، إلى المهام الأكثر تعقيدًا مثل تلخيص مقال كبير، أو حتى كتابة قصة جديدة، أو وضع خطة عمل تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري على كل شخص، حسب منصبه ودوره، أن يتعلم كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لجعله أكثر إنتاجية.

◆ وماذا بشأن الخطط المستقبلية للمعهد؟
¶ في المستقبل القريب، سوف نركز على الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وستتوافق هذه الجهود مع رؤية الدولة واستثمارها في مجال الذكاء الاصطناعي، فمنذ إنشاء معهد قطر لبحوث الحوسبة قبل 14 سنة، ونحن نهتم بإحياء وإثراء اللغة العربية في العالم الرقمي، سيفتح الذكاء الاصطناعي الباب أمام العديد من الابتكارات المتعلقة باللغة العربية في مجالات التعليم والبحث العلمي والإعلام وفهم اللهجات، وكل ذلك سيكون له تأثير عميق على ثقافتنا.

◆ هل من حلول حوسبية قدمها المعهد لمؤسسات الدولة.. وما مدى الاستفادة منها في خدمة الجمهور؟
¶ عمل المعهد منذ نشأته في سنة 2010 على عدة مشاريع، كانت لها فائدة كبيرة لمؤسسات الدولة والجمهور.