واصل متحف قطر الوطني تنظيم معرض «حكايات بقر البحر: رحلات في مروج الأعماق»، عن ثدييات بقر البحر الخجولة، التي عاشت في المياه القطرية لأكثر من 7500 عام.
ويتناول المعرض كل ما يخص هذا الحيوان، وبيئته، وأهميته الثقافية بالنسبة لدولة قطر، كما يسلط الضوء على الطريقة التي يمكن للمجتمع أن ينتهجها لتقليص خطر انقراض أبقار البحر.
وكشف الدكتور محسن عبدالله اليافعي أستاذ البيئة في جامعة قطر للعرب، أن بقر البحر كائن سبق وجوده في هذه الأرض وجود الانسان، وحمايته واجب خصوصا أنه من الكائنات المهددة بالانقراض.
لافتا إلى تواجد حفريات تخص هذا الكائن البحري تعود إلى ملايين السنين وجدت في منطقة العريق ومناطق مختلفة من الدولة، وأنها من الكائنات العشبية التي تتغذى على الأعشاب البحرية والتي يوجد لها أكبر تجمع في العالم في دولة قطر، حيث إن أكبر التجمعات الموجودة في العالم لا يتعدى عددها 100 في حين يفوق عدد أبقار البحر في المجموعة الواحدة ثمانمائة، لكنها أصبحت مهددة في المناطق التي تعيش فيها نظرا لتطفل الإنسان، ورغبته في اكتشاف مناطق جديدة، ما جعلها تغير أماكنها من السواحل الشرقية وتتجه إلى المناطق الغربية التي لا يكثر فيها البشر.
وأعرب عن أسفه تجاه عدم احترام البعض لطبيعة هذه الكائنات وتهديد تواجدها، ودعا إلى حماية أكبر لهذا الكائن ومنع كل وسائل الصيد والحد من حركة القوارب، واحترام المناطق المحمية.
ثروة في شواطئ الدوحة
من جانبه قال إسماعيل محمود الشيخ منسق الأبحاث الفنية إن المعرض يهدف إلى رفع الوعي والتعريف بهذا الكائن والمخاطر التي تهدد حياته.
ودعا العوائل إلى زيارة المعرض وتعريف الأطفال بهذه الثروة الحيوانية التي تزخر بها شواطئ الدوحة، منوها إلى ضرورة تكاتف الجهود لحماية البيئة والطبيعة، معتبرا أن هذا المعرض مهم جدا في دعم العمل البحثي في سبيل الحفاظ على الحياة البيئية والمساعدة على حماية أبقار البحر في قطر.
وتم اختيار اسم المعرض بناءً على المسارات التي تتركها أبقار البحر أثناء تنقلها عبر مروج الأعشاب البحرية، وهو أحد أهم عناصر النظام البيئي تحت المياه. حيث ترعى هذه الثدييات البحرية طوال النهار والليل، وتستخدم عظامها الثقيلة لتغوص إلى قاع البحر، وتستخدم أنفها الخشن لاكتشاف النباتات، وأكلها، وسيتناول المعرض ثلاثة مواضيع شاملة هي التعلم، والاكتشاف، والتجربة، بتقييم فني من إيفانجيليا باتمالي، باحثة المعارض، وبثينة بلتاجي، رئيس قسم المعارض في متحف قطر الوطني.
تعاون بحثي
يقام المعرض بالتعاون مع إكسون موبيل للأبحاث - قطر، بمساعدة من باحثين وعلماء من جامعة تكساس إيه آند إم في جالفيستون، وجامعة قطر، ووزارة البلدية والبيئة ومكتب اليونسكو بالدوحة.
وكانت الشيخة آمنة بنت عبد العزيز بن جاسم آل ثاني، مدير متحف قطر الوطني، قد أوضحت أن «حيوان بقر البحر مخلوق رائع، وبالتأكيد ستأسر قصته زوار المتحف على اختلاف أعمارهم».
وتابعت: «نريد إطلاع جمهورنا على ضرورة حماية هذه الثدييات البحرية، التي لها قيمة ثقافية وبيئية خاصة لدى الشعب القطري. ولهذا السبب، قرر متحف قطر الوطني اتخاذ حيوان بقر البحر كتميمة رسمية، ونحن ممتنون لشركائنا العديدين لمساهمتهم في البحث الذي بني عليه المعرض وخاصة إكسون موبيل للأبحاث قطر».
وتتعاون إكسون موبيل للأبحاث قطر وجامعة تكساس إيه آند إم في جالفيستون وجامعة قطر، منذ 2014، لتطوير دراسة حول أبقار البحر في قطر بهدف حماية موطنها الطبيعي. كما أطلقت إكسون موبيل للأبحاث قطر، في 2018، حملة لرفع الوعي البيئي بغرض حماية هذا الحيوان.
ويتعرف زائرو المعرض على أبقار البحر، التي تنتمي إلى فصيلة الخيلانيات، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بحيوان خروف البحر، وآخر الأنواع الحية في عائلة الأطومات. كما ستتم دعوتهم للتعرف على خصائصها الفسيولوجية، والتشريحية، وتصنيفها العلمي، وتطورها وتاريخها في المنطقة. ويبلغ طول أبقار البحر عادةً أكثر من ثلاثة أمتار ويصل وزنها إلى 550 كيلوجراما. ويعود أصلها إلى 50 مليون سنة، إلى منطقة بحر تيثيس. وفيما تفضل أبقار البحر عادة العيش بمفردها أو ضمن مجموعات صغيرة، متنقلة على طول الساحل، وآكلة ما يصل إلى 40 كيلوجراما (10% من وزنها) من الأعشاب البحرية يوميًا، إلا أنه سُجِّل في قطر أكبر قطعان تلك الحيوانات في العالم، والتي ضمّت قرابة 800 منها.
ويسلط المعرض الضوء على الأهمية التي تحظى بها أبقار البحر لدى الشعب القطري، إذ استُخدمت جلودها، عبر التاريخ، في صناعة الصنادل، وشكلت أنيابها سيوف الشيوخ، أما دهنها وشحمها فقد استعملا في الطبخ، والدواء، وحماية المراكب الخشبية. وشكل هذا الحيوان، طوال عقودٍ من الزمن، مصدر إلهام للمجتمعات المحلية في مجال الفن، وإجراء الدراسات العلمية.
وهو يعيش في ثلاث مناطق رئيسية في الخليج وهي منطقة الساحل في الإمارات العربية المتحدة بالقرب من جزيرة مروح، والساحل الشمالي الغربي لدولة قطر بالقرب من منطقة زكريت بين جزيرة الحوار وراس عشيرج، وبين عرض البحر وجزيرة فشت أذم بمملكة البحرين، والمنطقة الساحلية للمملكة العربية السعودية الحدودية مع قطر.