باريس سان جيرمان تسلطن في الشوط الأول وتعملق في الثاني أمام الطليان.. انتصار تاريخي يجلب الزعامة لحديقة الأمراء

alarab
رياضة 01 يونيو 2025 , 01:25ص
علي حسين - سليمان ملاح - أحمد طارق

منذ خمسة مواسم، تحديدًا في 2020، تبخر حلم النجمة الأولى لباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا على ملعب “دا لوز”، معقل النسور “بنفيكا” في العاصمة البرتغالية لشبونة، على يد بايرن ميونيخ. كانت تلك ليلة مؤلمة لجماهير الفريق الباريسي، حيث غرقت آمال الثلاثي نيمار، مبابي، ودي ماريا في دموع الحسرة بعد خسارة وُصفت بـ ”تبخر الحلم”.
ومع مرور أربعة مواسم أخرى، تكررت المحصلة بخروج مبكر من المنافسة الأوروبية في سيناريوهات مختلفة ومؤلمة للأنصار. رغم وجود نجوم كبار مثل ميسي، نيمار، ومبابي، إلا أن اللقب القاري ظل بعيد المنال، ليتواصل بعدها مسلسل رحيل النجوم وسط غياب الإنجاز الأوروبي المنتظر.
في موسم 2025، وبعد رحيل آخر النجوم كيليان مبابي، نجحت إدارة باريس سان جيرمان في التعاقد مع لاعبين واعدين قادرين على تحويل الحلم الضائع إلى واقع يُكتب في سجلات التاريخ. ارتدى الفريق قمصانه المخططة بالأزرق والأحمر، ليصبح مصدر فخر للعاصمة الفرنسية باريس المتعطشة لهذا الإنجاز. وكان لهم ذلك بفضل المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي نجح حيث أخفق الجميع قبله، رغم توفر كل الإمكانيات والدعم.
استنسخ إنريكي نجاح برشلونة المتوج باللقب في برلين 2015، وحول باريس سان جيرمان إلى فريق لا يُقهر أوروبيًا. شكّل ثلاثيًا هجوميًا مخيفًا مكونًا من عثمان ديمبيلي، الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا، والواعد الفرنسي برادلي باركولا، مدعومًا بخط وسط برتغالي أنيق يضم الثنائي جواو نيفيز وفيتينيا، إلى جانب الإسباني فابيان رويز، وخط دفاع صلب يحمي مرمى الحارس دوناروما بكل استبسال.
بفضل هذه الجهود، نجح باريس سان جيرمان في حصد النجمة الأولى واللقب الأول في تاريخه، مساء السبت 31 مايو 2025، بعد فوزه الساحق على إنتر ميلان بخماسية نظيفة على ملعب أليانز أرينا في ميونيخ، عاصمة بافاريا. لم يعانِ الفريق الباريسي لتسجيل الهدف الأول، حيث افتتح المغربي أشرف حكيمي التسجيل في الدقيقة 12 بعد تمريرة مميزة من باركولا، أسكنها في المرمى الخالي. لم يتأخر الهدف الثاني كثيرًا، حيث جاء عبر باركولا نفسه في الدقيقة 20 بعد هجمة مرتدة، بمساعدة خطأ من دي ماركو، لينتهي الشوط الأول بتقدم باريسي مستحق دون ردة فعل تُذكر من النيراتزوري.
في الشوط الثاني، واصل أبناء العاصمة الفرنسية سيطرتهم الهجومية، مضيفين الهدف الثالث في الدقيقة 63 عبر باركولا، الذي أكمل ثنائيته الشخصية بعد سلسلة تمريرات رائعة. استمر انهيار إنتر، ليستقبل الهدف الرابع في الدقيقة 73 عبر كفاراتسخيليا، ثم الهدف الخامس في الدقيقة 86 عن طريق مايولو.
استحق باريس سان جيرمان الفوز وحصد اللقب الأول بفضل مشواره المميز في الأدوار الإقصائية، حيث أطاح بالثلاثي الإنجليزي: ليفربول في دور الـ16، أستون فيلا في ربع النهائي، وأرسنال في نصف النهائي، ليواصل حملته الرائعة ويسحق إنتر ميلانو، أحد عمالقة إيطاليا، بخماسية مستحقة. بهذا الإنجاز، أضاءت باريس النجمة الأولى في ميونيخ، مُنيرة برج إيفل الذي ظل مظلمًا لعقود في سماء أوروبا.

الخليفي يواصل صناعة الإنجازات

واصل سعادة السيد ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي تحقيق الإنجازات وحصد الالقاب، بعد أن حقق لقب دوري أبطال أوروبا مساء أمس للمرة الأولى، بعد الفوز على انتر ميلان الإيطالي بخمسة أهداف في النهائي. لقد أصبح باريس سان جيرمان ناديًا رياضيًا شاملاً، ناديًا يفوز على جميع الملاعب. قيمة مهمة لرئاسة ناصر الخليفي، الذي سلط الضوء دائمًا على جميع أقسام النادي، ودائمًا ما يحقق نجاحًا كبيرًا ويفوز بالألقاب، ومنذ عام 2011، فاز بما لا يقل عن 71 لقبًا في جميع الأقسام، مما عزز الهيمنة الباريسية، التي كتبت التاريخ أمس بنهائي رائع من كتيبة المدرب الإسباني لويس أنريكي.

إنريكي حقق ما فشل عنه مدربون كبار

حقق المدرب الاسباني لويس إنريكي في موسمه الثاني مع النادي، ما فشل في تحقيقه مدربون كبار تناوبوا على تدريب باريس سان جيرمان بدءا من الاكثر تتويجا بالمسابقة الايطالي كارلو أنشيلوتي (5 بينها 3 مع ريال مدريد) مرورا بالفرنسي لوران بلان والاسباني أوناي إيمري والالماني توماس توخل والارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو والفرنسي كريستوف غالتييه.
ونجح إنريكي في تحقيق الهدف المنشود للملاك القطريين للنادي الباريسي منذ استحواذهم على ملكيته عام 2011، وظفر باللقب الثاني في مسيرته كمدرب بعد الاول مع مواطنه برشلونة عام 2015. في المقابل، فشل إنتر الذي أطاح ببايرن ميونيخ الالماني وبرشلونة الاسباني في ربع ونصف النهائي تواليا، في الفوز بالنهائي الثاني تواليا بعد الأول أمام مانشستر سيتي الانجليزي قبل عامين والرابع في سبع مباريات نهائية تاريخه بعد عامي 1967 أمام سلتيك الاسكتلندي (1-2) و1972 أمام أياكس أمستردام الهولندي (0-2)، فبقي رصيده ثلاثة ألقاب أعوام 1964 على حساب ريال مدريد (3-1) و1965 على حساب بنفيكا البرتغالي (1-0) و2010 على حساب بايرن ميونيخ الالماني (2-0). واستحق النادي الباريسي اللقب بالطريقة والأداء في المباراة النهائية. ودخل لويس إنريكي مدرب الباريسي التاريخ بعد أن أصبح ثاني مدرب في التاريخ يُتوج بـ الثلاثية مع ناديين مختلفين، حيث في عام 2015 حقق مع برشلونة الإسباني، الدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا، وهذا الموسم حقق مع الباريسي الدوري الفرنسي وكأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا بعد التتويج مساء أمس باللقب للمرة الأولى في تاريخه.

القائد ماركينيوس لم يفوت الفرصة

لم يفوت القائد البرازيلي لباريس سان جيرمان الفرنسي ماركينيوس الفرصة ضد إنتر الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعب «أليانتس ارينا» في ميونيخ عندما توّج مع فريقه باريس سان جرمان بلقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه بفوزه الكبير على إنتر ميلان الإيطالي 5-0.
وسعى سان جيرمان جاهدا للفوز باللقب القاري وتعاقد لهذا السبب مع نجوم من العيار الثقيل مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار وكيليان مبابي، من دون أن ينجح في تحقيق مبتغاه.
وبعدما فوت الفرصة التاريخية عام 2020 بخسارته النهائي أمام بايرن ميونيخ الألماني، عاد سان جيرمان الى ملعب الأخير فأل خير عليه، من أجل الانضمام إلى مرسيليا الفريق الفرنسي الذي سبق ان فاز بدوري الأبطال عام 1993 على حساب ميلان الإيطالي في ميونيخ بالذات، لكن على الملعب الأولمبي.

«ميونيخ» فأل خير على الطامح بباكورة ألقابه

أكدت مدينة ميونيخ الألمانية الجنوبية مرة أخرى أنها فأل خير على الفرق التي تسعى الى إحراز باكورة ألقابها في المسابقة القارية الأهم في كرة القدم عندما توّج باريس سان جرمان الفرنسي بباكورة ألقابه على حساب إنتر ميلان الإيطالي (5-0) في المباراة النهائية.
وهي المرة الخامسة التي يحصل فيها هذا الأمر في خمس مباريات نهائية كانت عاصمة بافاريا مسرحا لها، بينها ثلاثة على ملعب «أولمبياشتاديون» القديم واثنان على ملعب أليانتس أرينا الحالي آخرهما لسان جرمان.
في المرة الأولى التي استضافت فيها ميونيخ النهائي وتحديدا في 30 مايو عام 1979، جمعت مباراة القمة بين فريقين لم يسبق أن أحرز أي منهما اللقب القاري وهما نوتنغهام فوريست الانجليزي ومالمو السويدي. ونجح فوريست بقيادة مدربه الفذ براين كلاف في حسم النتيجة في صالحه بفضل هدف رأسي لمهاجمه تريفور فرنسيس.
وفي النهائي الثاني في 26 مايو عام 1993، تمكن نادي مرسيليا الفرنسي من احراز لقبه القاري الأول بفوزه على ميلان الإيطالي بهدف وحيد، سجله مدافعه بازيلي بولي من كرة رأسية أواخر الشوط الاول بقيادة المدرب البلجيكي ريمون غوتالس.
وفي المرة الثالثة في 28 مايو عام 1997 وعلى الملعب ذاته، دخل بوروسيا دورتموند الألماني بقيادة مدربه الشهير أوتمار هيتسفيلد مباراته ضد يوفنتوس الايطالي وهو ليس مرشحا للظفر باللقب الذي لم يحرزه سابقا، لكنه خرج فائزا بثلاثة أهداف ليتوج بأول ألقابه في المسابقة. وأقيمت المباراة النهائية الرابعة، لكن على ملعب أليانتس أرينا وقد جمعت في 19 مايو عام 2012 بايرن ميونيخ صاحب الأرض مع تشلسي الانجليزي. وبالفعل، حسم النادي اللندني النتيجة بركلات الترجيح ليصبح بالتالي أول فريق لندني يفوز باللقب والإنجليزي.