مواطنون ومقيمون حولوا شوارع الدوحة لـ «حلبة فرح»

alarab
تحقيقات 01 مايو 2013 , 12:00ص
الدوحة - عباس محمد إبراهيم
شهدت الدوحة ومناطق مختلفة صباح ونهار أمس أجواءً بديعة، كانت الغيوم تكسو السماء مع تقاطر الرذاذ بين الحين والآخر، والشمس سجلت غياباً كاملاً.. «العرب» أثناء تجوالها خلال ساعات أمس، لاحظت البهجة على وجوه المواطنين والطلاب والموظفين والمقيمين والعمال. كما رصدت التدافع على المطاعم داخل سوق واقف وأكشاك الكرك على طول الكورنيش. (نهار الدجن قصير) هذه المقولة ذائعة الصيت التي يتداولها العرب في وصفهم للنهار الذي تغطيه الغيوم وتتخلله حبات المطر الخفيف وتختفي شمسه، تنطبق تماما ويوم أمس البديع وتربط العرب علاقة عشق ضاربة في الجذور مع المطر يمكن تلمسها بالوقوف على الأسماء التي أطلقوها على مقدم السحاب فهو عندهم: الغمام والدجن والوكاف والجهام والديم، واحتفظت ذاكرتهم الشعرية بالكثير من الوصف للأمطار ولم تنضب قريحتهم من التغني بأيام الغمام ورذاذ المطر. يوم أمس كان مفعما بالحيوية والأجواء البديعة، ورصدت «العرب» البهجة والسرور التي علت الوجوه وحركت سكون كل الطرقات والمساحات الخضراء، وتحول كورنيش الدوحة والشريط المطل على الخليج إلى ساحة عنوانها المرح تغطيها وجوه مبتسمة وأطفال مبتهجون، عائلات متراصة على طول الكورنيش أصدقاء يتجاذبون الحديث وتعلو ضحكاتهم، هناك من كانوا يمارسون نشاطهم الرياضي أيضاً. دون ترتيب قررنا أن نلتقي نحن مجموعة من الأصدقاء ويضيف طارق شرف الذي كان يتوسط مجموعة من أصدقائه: الأجواء هي من جمعتنا اليوم في العادة كنا نلتقي عند نهاية عطلة الأسبوع، لكن لا يمكن أن نخسر فرصة هذا اليوم تركت مجموعة الشباب يتبادلون حديثهم ويلتقطون الصور، وبين الحين والآخر كانت تعلو ضحكاتهم التي ظلت تخفت كلما ابتعدنا عنهم لتتداخل مع أصوات أخرى، فالشوارع والطرقات كانت ضاجة بالفرح تردد دون اتفاق مسبق مقاطع امرئ القيس (أصاح ترى برقاً أريك وميضه كلمع اليدين في حبي مكلل) وما أن تطلق العنان لبصرك يمينا أو يسارا تجد الكل يتحرك بنشاط عال وحماسه تحرضه الأجواء البديعة. وعلى ضفاف الخليج توقفت «العرب» مع المواطن محمد بن سالم الدرويش الذي كان يصطحب معه ابنه عليا وأبناء أخيه محمد بن سالم (حمد وعلي) ابتدأ حديثه مبتهجا بأجواء النهار الغائم والذي كانت تتخلله حبات المطر بين الحين والآخر قائلا: للمطر معان ثابتة في قلوبنا لا يمكن أن تتغير فنحن نعشقه بالفطرة وتبهجنا حباته وصمت للحظة كأنه توقف عند ذكريات مضت، وأضاف اليوم أصحب أبنائي حتى يستمتعوا بالأجواء البديعة وتابع هذا خير ونعمة ننتظرها في كل حول. يقول أحد عمال مقهى يطل على الخليج جلسنا فيه لبعض الوقت اليوم الزبائن أعدادهم أضعاف العدد.. وليؤكد حديثه أضاف لا أبالغ إذا قلت إننا قدمنا أكثر من خمسمئة كوب شاي حتى اللحظة، وتابع الكل سعداء يحاولون أن يضيعوا هذه الساعات البديعة، وليس ببعيد عن المكان يقول الزائر عز الدين الريح إنه قرر أن يستغل هذه الأجواء والتعرف على معمار الدوحة والتعرف على المتاحف، وزاد بعد أن نظر إلى التوقيت أن أتجول لأكثر من أربع ساعات شجعني رذاذ المطر وغياب الشمس بجانب الخدمات المتوافرة والتنظيم اللافت في الشوارع ومرافق الدولة. الخدمات وجمال المناظر حمد سعود السعدي عماني الجنسية أخبرنا أن هذه زيارته الأولى لقطر قبل أن يقول: ظللنا نخطط لهذه الزيارة بعد أن سمعنا عن قطر ومناطقها السياحية، وأشار إلى عدد من الشباب كانوا بجواره عرفنا بأنهم أصدقاؤه ورفاقه في هذه الرحلة جاؤوا للدوحة بغرض التعرف عليها والوقوف على معالمها، ويضيف السعدي زرنا شاطئ سيلين والمتاحف وسوق واقف، الآن نقف على الكورنيش وأكد على أن الخدمات بجانب الأجواء البديعة زادت من متعة رحلتهم التي ستستمر حتى المملكة العربية السعودية. وشهدت كافة المساحات الخضراء أمس نشاطات رياضية وبين المساحة والأخرى كانت هناك أعداد من الشباب يمارسون كرة القدم بشيء من الحماس. وعلى طريق الإسفلت بين كل سيارة وأخرى يمكن أن ترصد سيارات محملة بالمستلزمات التي تستخدم في البر؛ فأغلب المواطنين كانوا في سباق مع الوقت للحاق بما تبقى من نهار وقضائه في البر وعلى الشواطئ خارج الدوحة. وحتى كتابة هذه السطور ما زالت الأجواء غائمة والكل يتمنى أن تستمر زخات المطر وهبات النسيم العليل.