قطر أوفت بكل الوعود وهو ما عجز عنه الآخرون

alarab
رياضة 01 أبريل 2022 , 12:55ص
الدوحة - العرب

قطر راهنت على الشق الإنساني والإرث المستدام للشعوب
أمن وأمان واستقرار واقتصاد متنامٍ ومفهوم جديد للتنظيم
 وعد صادق قدمه الملف القطري بأن تكون البطولة نقطة إشعاع
 

 يصادف اليوم الجمعة الأول من أبريل 2022 انقضاء ثلاثة أشهر من بدء العد التنازلي لاستضافة قطر أكبر حدث كروي على مستوى العالم عندما يشهد استاد البيت في مدينة الخور يوم 21 نوفمبر من العام الجاري، وبعد دخولنا للعام الثاني عشر على ذكرى الفوز الكاسح لدولة قطر بشرف تنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، في جولة التصويت الحاسمة في سباق التنظيم للحدث الأكبر في عالم كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى.
وكانت مدينة زيورخ السويسرية قد استضافت في الثاني من ديسمبر عام 2010 مراسم اختيار البلد المستضيف في سباق ضم مجموعة من الملفات لدول ذات سمعة كبيرة في عالم كرة القدم وتنظيم الملفات، مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي سبق لها تنظيم كأس العالم في العام 1994.
وتفوقت قطر بملف التنظيم على الملفات المترشحة في مشهد مذهل أصاب العالم بالدهشة وقتها وفي وقت كانت فيه كأس العالم تمثل بوصلة اقتصادية كبيرة يتيمم وجهها عالم المال والأعمال والتطور الاقتصادي والقدرات الكبيرة في البنى التحتية والنفوذ الرياضي الكبير في دوريات كرة القدم واستقطاب المحترفين.
وكانت نقطة التفوق القطري عبر صندوق الاقتراع الذي حسمت فيه قطر السباق لصالحها بفارق ستة أصوات (14-8) وهو ما يشبه الاكتساح في العملية الانتخابية للملفات حيث رغم كل محاولات البعض التأثير على التصويت، حيث لم يسبق لدولة أن حققت الفوز بتنظيم المونديال باكتساح، إذ كان آخر تصويت جرى في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم على تنظيم مونديال جنوب إفريقيا 2010 وظفرت به جنوب إفريقيا بفارق صوت واحد فقط عن المغرب.

«مجريات التصويت»
وحولت قطر مجريات التصويت لصالح ملفها بالعرض القوي لما يمكن أن تقوم به وما يمكن أن يقدمه الملف القطري من إضافات وأبعاد لعالم كرة القدم في عملية التنظيم والإضافة النوعية للبطولات من حيث الواقع الفني والتنظيمي والإنساني.
وعولت قطر كثيرا في ملف التنظيم على القيمة الإنسانية للمنطقة باعتبار أن منطقة الشرق الأوسط عرف عنها أنها منطقة صراعات وتجاذبات غير أن الملف القطري قدم الجانب المبهر للشرق الأوسط وما يمكن أن يتفجر من إبداع من هذه المنطقة.
وراهنت قطر كثيرا في الملف على الشق الإنساني باعتبار أن التنظيم القطري سيدفع بالمساعدة لإنسان المنطقة العربية والشرق أوسطية بالثقافة والمعرفة أكثر ويفيض على الدول النامية بالاستفادة من المونديال بتطوير كرة القدم من خلال الكثير من الملاعب التي ستفكك وتقدم للدول النامية مما يعني أن في ذلك فائدة تحقق مشروع الهدف «أحد مبادئ الاتحاد الدولي لكرة القدم في نشر اللعبة وتطويرها».

«تميز الملف القطري»
ولبى الملف القطري لتنظيم كأس العالم 2022 تطلعات الفيفا ومبادئه الداعمة للتعاون ونشر ثقافة اللعبة بين الأجيال وهو ما عجزت عنه الملفات الأخرى المتنافسة على تنظيم الحدث الأكبر، فقد تميز الملف القطري بالعديد من الجوانب الاقتصادية والرؤية البعيدة في تحقيق معايير الاستدامة في البيئة من حيث الطاقة والمنشآت المواكبة للتطور.
وحققت قطر نقلة نوعية كبيرة في التحضير لتنظيم المونديال من خلال وعد صادق قدمه الملف القطري بأن تكون هذه البطولة نقطة اشعاع للبطولات ودليلا يمضي على إثره التطور في تنظيم البطولات وذلك عندما أعلنت أن البطولة ستكون لكل العرب وليست لقطر فقط وهو مفهوم الوحدة «أحد مبادئ الاتحاد الدولي لكرة القدم بتوحيد الشعوب» حيث ستكون أول بطولة كأس عالم في منطقة الشرق الأوسط وأول بطولة تنظمها دولة عربية كما أنها فرصة لمعرفة القدرات العربية في عالم تنظيم البطولات العالمية ونقل مفهوم جديد في تنظيم البطولات وما يمكن أن تشهده النسخة القطرية العربية من إبهار للعالم.

«القيمة الإنسانية»
واستصحبت قطر في ملفها أهم قيمة في تنظيم البطولات وهي القيمة الانسانية حيث إن المونديال يلبي تطلعات العقول الشابة التي تمثل المستقبل فقدمت قطر مجموعة من أبنائها الشباب لتولي تنظيم الملف جميعهم من العقول الشابة والممتلئة بالعلم والحيوية والرؤية، وباتوا المسؤولين عن الملف القطري حتى بعد أكثر من 11 عاما من الفوز بالتنظيم بعد أن أصبحوا في ربيع شبابهم، ما قدم دليل ثقة في قدرات الإنسان وتطوره وطموحه وتحقيق أهدافه بعمل منظم للمدى البعيد.
وقدمت قطر أيضا حينها التزاما حكوميا رسميا بأن يتحقق النجاح في التنظيم وفق البنية التحتية التي قدمت في عرض الملف القطري والتطوير الذي سيتم لاستضافة الحدث وتنظيمه، وقدمت قطر ثمانية مجسمات لمشروعات الملاعب والمنشآت التي ستحتضن الحدث الكبير جميعها لم تكن سوى صور وإرادة لتحويلها إلى واقع.

«الاستادات المونديالية جاهزة»
وبعد مرور أقل من نصف المدة عقب فوز الملف القطري كان الاستاد الأول جاهزا للحدث الكبير فافتتح استاد خليفة الدولي وتلاه استاد الجنوب ثم استاد المدينة التعليمية ثم استاد أحمد بن علي ثم استاد الثمامة واستاد البيت ثم ملعب 974 فضلا عن جاهزية أكبر الاستادات وهو ملعب لوسيل فقط تبقى الإعلان عنه فقط، وجميع هذه الملاعب تحقق معايير الاستدامة والإيفاء بالالتزامات التي قطعتها قطر للعالم قبل أحد عشر عاما.
وتخطت قطر كل الحواجز في العمل وتفوقت على الصعاب وكسبت التحدي بتجهيز جميع الملاعب قبل عام من انطلاق الحدث الكبير واختبارها ببطولة كأس العرب FIFA قطر 2021 العام الماضي وضمت 16 منتخبا وهي تعتبر نصف عدد منتخبات كأس العالم وهي 32 منتخبا.
«رسالة واضحة للعالم»
وأسفر التفوق القطري عن رسالة واضحة للعالم أن قطر تفي بالتزاماتها وعهودها وتعرف كيف تصنع النجاح وتكسب التحديات لتحقق الرقم القياسي في التجهيز والاستعداد للحدث قبل موعده بعام كامل.
وتميزت قطر وكسبت سباق الزمن مع التنظيم وطردت بذلك هواجس الفيفا التي يعانيها دائما قبل بطولات كأس العالم وهي عدم جاهزية البلدان للحدث الكبير قبل فترة كافية، وقدمت للفيفا جاهزيتها عمليا للحدث ليطمئن الاتحاد الدولي للعبة تمام الاطمئنان ويصبح رئيسه السيد جياني انفانتينو أول رئيس يتم في عهده تنظيم بطولة كأس العالم بمنشآت مكتملة قبل الموعد بعام كامل.
«العمل ثم العمل»
وواجهت قطر في سباقها لتنظيم المونديال الكثير من التحديات في تنظيم الحدث ولكن تفوقت عليها بعبارة واحدة هي «العمل ثم العمل» فمضت المسيرة القطرية إلى النجاح ووصلت إلى المحطة الختامية وهي محطة التشغيل واختبار الملاعب وتجري الآن من خلال بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021 وفي نفس التوقيت الذي سيقام فيه المونديال في 2022.
ومع تبقي اقل من 235 يوما على تنظيم الحدث الكبير تقف الآن نفس المجموعة الشابة التي قدمت نفسها للعالم بتولي أمر الملف القطري لتنظيم المونديال، تلك الكوكبة الشابة التي ظهرت للعالم في تقديم الملف قبل أحد عشر عاما والآن تدير العمل بنجاح وهو الالتزام القطري الذي أعلنته الحكومة من قبل بأن المونديال سينظمه جيل قطري شاب.

«قطر أوفت بالالتزامات»
وقال السيد جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في لحظة الإعلان عن مجسم ساعة العد التنازلي لتنظيم بطولة كأس العالم 2022 إن قطر ستنظم المونديال الأفضل على الإطلاق ولن تصل لمستوى قطر أية دولة من حيث التحضيرات لأن الوفاء بالالتزامات أمر طبق تماما في قطر، وقد كان أصعب التحديات لدى الكثير من الدول التي سبقت قطر في تنظيم بطولة كأس العالم.
وبعث جياني انفانتينو أيضا برسالة في حفل افتتاح بطولة كأس العرب في الثلاثين من نوفمبر 2021 رسالة بأن قطر «بيت العرب في الحاضر والمستقبل»، وليس أبلغ من ذلك إلا ما قدمه الملف القطري قبل الفوز بتنظيم المونديال، حيث أعلن عن التزاماته، ثم أوفى بها قبل الموعد بعام.