مدينة قطرية لإيواء 1600 سوري

alarab
محليات 01 فبراير 2016 , 02:47م
الدوحة - العرب
تلقى الهلال الأحمر القطري تبرعاً سخياً بقيمة 4.280.000 ريال قطري، من أحد المحسنين؛ لدعم مشروع "حياة كريمة"، الذي يهدف إلى توفير المأوى الملائم الذي يضمن للأسرة السورية الاستقرار والأمان والخصوصية وحمايتها من موجة البرد القارس، من خلال استخدام القوالب الطينية المستمدة من البيئة الطبيعية في الداخل السوري.

وسوف يوجه هذا التبرع لتمويل مشروع إقامة "مدينة بن سريع الخيرية"؛ وهي عبارة عن مدينة سكنية متكاملة سيتم بناؤها على غرار البيوت الطينية التي انتهى الهلال الأحمر القطري بالفعل من بنائها في قرية "آفس"، التابعة لمدينة سراقب بريف إدلب. 

ويتكون المشروع الجديد من 200 وحدة سكنية، مساحة الواحدة 60 مترا مربعا، وهي مبنية من الطين ومزودة بالبنية التحتية الأساسية بالكامل من شبكة توزيع مياه الشرب وبئر سطحية وخزان، وتوصيل شبكة الصرف الصحي والكهرباء، ومد الطرق وتسوية الموقع وزراعة الحدائق، بتكلفة قدرها 2.345.500 ريال قطري، وبالإضافة إلى هذه العناصر التي تضمنها المشروع السابق، فسوف يتميز المشروع الجديد بتوفير مختلف المرافق الخدمية للمدينة، ومنها تأسيس مدرسة ومخبز ومركز صحي ومشغل حرفي للأرامل، مع تشغيل هذه المرافق لمدة عام كامل، إلى جانب سوق ومسجدين ومعدات للتخلص من النفايات الصلبة، بتكلفة قدرها 1.934.500 ريال قطري.

وسوف تستفيد من هذا المشروع 200 عائلة تضم حوالي 1600 شخص من عائلات الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يقطنون في مخيمات النزوح الطارئ، بالمنطقة المجاورة لموقع المشروع، بخلاف آلاف المستفيدين غير المباشرين من السكان المحليين من خلال تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية، كذلك العائلات القاطنة في المخيمات التي ستجد مجالا أكبر للإفادة من الخدمات الصحية والإنسانية المقدمة لها.

وكان الهلال القطري قد انتهى مؤخرا من تنفيذ وتسليم الدفعة الأولى من البيوت الطينية لصالح الأسر النازحة في الداخل السوري، بتكلفة قدرها 866.739 ريالا قطريا، وتضمنت هذه المرحلة بناء 100 بيت طيني مزود بكل الخدمات من مياه وصرف صحي وكهرباء وطرق وحدائق، لإيواء 100 أسرة نازحة تضم في المتوسط 600 شخص في قرية "آفس"، وتبلغ مساحة البيت الواحد 36 مترا مربعا مقسمة إلى غرفتين وصالة ومطبخ وحمام، بتكلفة قدرها 6.100 ريال قطري، بخلاف تكاليف الأعمال الأخرى مثل تهيئة الأرض وإقامة البنية التحتية وتوصيل المرافق.

وقد كان لهذا المشروع الاستراتيجي أثر إيجابي على مستوى الاقتصاد المحلي، من خلال تشغيل الورش الخاصة وتوفير مصدر دخل للعاملين في المشروع خلال فترة التنفيذ، كما يقوم المشروع حاليا بتشغيل خدمات النقل المحلية وتحريك السوق، عن طريق ضخ مواد الأعمال المدنية اللازمة وكل ما يترتب على ذلك من عمالة للتحميل والتنزيل.

أما على الصعيد الاجتماعي، فسوف يكون للمشروع دور فعال في تغيير حياة المستفيدين من خلال الانتقال إلى الإيواء الطيني كبديل للخيم المعرضة للتلف والحوادث والتأثر بالظرف الجوية، ناهيك عن انعدام الخصوصية اللازمة للعائلة والفرد داخل الخيمة، حيث يمتاز السكن الطيني بمزايا خاصة تؤمن للعائلة النازحة حياة كريمة بمستوى أعلى من الخصوصية وبأقل احتمالية للتعرض للحوادث، خاصة أن البيت الطيني يتسم بالتدفئة في الشتاء وتلطيف درجة الحرارة في الصيف.

ويقوم الهلال القطري حاليا بالتحضير للمرحلة الثانية من المشروع؛ التي تتضمن بناء 2000 وحدة سكنية طينية على مدار العام الحالي، في عدد من القرى في كل من ريف حلب وريف إدلب، بناء على الدروس المُفادة من المشروع الحالي في كل نواحيه ومراحله، مع إدخال أساليب جديدة في التصميم والتنفيذ تشمل استغلال مميزات الموقع وموارده والخدمات المتوافرة بقربه، ونوع مكابس الطين وطاقتها الإنتاجية، وشكل وتكوين البيت الطيني في حد ذاته.
             /أ.ع