الخميس 23 جمادى الأولى / 07 ديسمبر 2023
 / 
10:08 ص بتوقيت الدوحة

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (3-3)

أحمد حسن الشرقاوي
في المقالين السابقين، حاولنا تشخيص بعض مشاكل شبه جزيرة سيناء، لكن علاج مشاكل هذا الإقليم العزيز على قلب كل مصري وعربي يكمن في أبنائه، فهم الأقدر على تشخيص مشاكلهم وتقديم العلاج لها.. فمن هم أهل سيناء؟!
تضم شبة جزيرة سيناء نحو 11 قبيلة أشهرها قبيلة السواركة في شمال سيناء، وهي من أكبر القبائل السيناوية وتسكن ضواحي العريش وتمتد حتى منطقة الشيخ زويد شمالاً والمطار غرباً وتتكون هذه القبيلة من 13 عشيرة أو عائلة هي: المقاطعة والعرادات والمنايعة ويتفرع من هذه العشيرة بطون أبو هولي ـ أبو شماس ـ أبو خوصة ـ الجرادات ومها) والخلفات وأبو جهيني وأبو زارع والمنصورين والجرارات والقرم والدهيمات وأبو منونة والبس والحوص.
قبيلة المساعيد هي فرع من قبيلة الأحيوات التي تسكن وسط سيناء، وهي أقوى قبائل العريش بعد السواركة، وتسكن منطقة شرق القنطرة ولها امتداد بالحجاز.
ـ قبيلة السماعنة والسعديين من أقدم البدو الذين توطنوا في شمال سيناء، تلا ذلك قدوم بطون طيء من الشام مثل البياضية والأخارسة وتسكن هذه القبيلة في منطقة «قطين".
ـ قبيلة العيايدة وهي من أكبر قبائل شمال سيناء، ولها امتداد في محافظة الجيزة.
ـ قبيلة الرميلات التي استوطنت قديما في بلدة القطيف في الأحساء بالمنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية، ثم رحلوا للشام وسكنوا ظانا بجنوب الأردن، ثم انتقلوا منها إلى غزة.
ـ قبيلة البياضية وتسكن هذه القبيلة منطقة بئر العبد بين القنطرة شرق والعريش، وهي تلي القبيلتين السابقتين من حيث عدد السكان، ولهذه القبيلة امتداد بمحافظة الشرقية في مراكز أبو حماد وبلبيس وكفر صقر.
 ـ قبيلة بلّي، وتسكن منطقة المزار والريسان. ومن عشائرها: المطارقة، والمقابلة، وأولاد الفاطر، والشلبين، والعتابلة، والدهاتمة.
 ـ قبيلة الأخارسة، التي تسكن منطقة رمانة ولها امتدادات بمحافظتي الشرقية والإسماعيلية.
ـ قبيلة العقايلة وهي من قبائل ساحل سيناء الشمالية في منطقة قاطية، وهاجرت بطون منهم لوادي النيل في محافظة الشرقية مركز فاقوس وأيضا الى صعيد مصر.
قبيلة الدواغرة وهم من عرب مُطير، وتسكن هذه القبيلة منطقة الزُّقبة، في العريش
ـ قبيلة الرياشات هي إحدى القبائل التي تقيم في مصر وفلسطين والأردن والسعودية واليمن وتحمل بطونها نفس الاسم.
وتتوزع هذه القبائل على مناطق شبه جزيرة سيناء، ففي الجنوب قبائل الحماضة والبدارة والتبنة وهي من أعرق القبائل بالمنطقة الى جانب مزينة والقرارشة، والجبالية التي تتولى حراسة وحماية دير سانت كاترين.
أما في وسط سيناء، وهو عبارة عن سهل مرتفع عن سطح البحر بنحو 1000 متر يعرف بهضبة التيه، وهو الموطن الأصلي لقبيلة الترابين، ويسكنه قبائل منها التياهة والأحيوات والحويطات.
وتعتبر المناطق الشمالية من شبه جزيرة سيناء هي الأكثر تمدنا وتحضرا بالمقارنة ببقية أجزائها، وأهم مدنها العريش ورفح وبئر العبد ويشكل سكانها أكثر من 70 بالمائة من إجمالي تعداد السكان في سيناء.
ويلاحظ المؤرخ نعوم شقير في كتابه " تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها" ان أكثر من 100 عشيرة بدوية قبل 1906 هاجرت من سيناء واستقرت في وادي النيل، ومن هنا يتبين لنا مدى التلاحم والاندماج بين أهالي سيناء وبقية المصريين في وادي النيل.
ولا يزال أهالي سيناء يعانون التهميش في إطار سياسات تنتهجها الدولة المصرية في ظل حكم العسكر، من بينها حرمانهم من ملكية أراضيهم بعقود ملكية مسجلة وفقا للقوانين المصرية واستبعاد أبنائهم من الوظائف الحكومية المرموقة في القضاء والجيش والشرطة والسلك الدبلوماسي فيما عدا استثناءات بسيطة.
ولا يبدو في الأفق من حل جذري لمشاكل الإرهاب والتهميش والفقر في سيناء سوي بتنمية تلك المناطق والتعامل العادل مع أبنائها كمواطنين لديهم كافة الحقوق التي لدى الآخرين، وإن كان الجميع يعانون نتيجة حكم العسكر منذ العام 1952.

أحمد حسن الشرقاوي
كاتب صحافي مصري
sharkawiahmed@